IMLebanon

لليوم الثالث على “عاصفة الحزم”.. ماذا كتبت الصحف؟

 decisive-storm

لا تزال عملية “عاصفة الحزم” التي دخلت يومها الثالث تتصدر عناوين الصحف الأجنبية والعربية. والبداية عربية من صحيفة “الرياض” السعودية التي نشرت مقالا تحت عنوان: “عاصفة العزة والكرامة” تعيد هيبة الأمة”، لفتت فيه الى ان “عاصفة الحزم”عاصفة تفرق بين الحق والباطل، وتوقف الأحلام الصفوية المجنونة، وتحمي الأمة العربية والإسلامية في زمن أوشكت المخططات اللئيمة الغادرة “مخطط الشرق الأوسط الجديد” اللعين أن يبتلع الأمة كلها ويفتتها ويسحقها تحت عمائم ملالي قم المتطرفة ومخاوف الغرب من يقظة المارد العربي المسلم من جديد.

كما نشرت الصحيفة السعودية مقالا آخر تحت عنوان : “لعبة إعلام إيران “مفضوحة”..!، جاء فيه: لا يتورع الإعلام الإيراني ومن يتبعه عن الكذب والتضليل والتدليس ومخالفة الحقائق بشكل فاضح، من أجل توجيه رسالة سياسية معيّنة، رامين بعرض الحائط كل القيم والأعراف المهنية والأخلاقية، حيث أنّهم لا يعتبرون ما يفعلونه من تزوير وتضليل خطأ، أو أنّ فيه ما يعيب، العكس، هم يعتبرونه أمراً مقبولاً، بل ومطلباً سياسياً ودينياً أحياناً!، فالمنطق بالنسبة إلى الإعلام الإيراني “الغاية تبرر الوسيلة”، وطالما أنّ الغاية السياسية والإعلامية التي ينشدها والمراد الوصول إليها نبيلة ومطلوبة، فإنّ كل شيء مباح ومقبول، بما في هذا الكذب، والتزوير، والفبركة، والتضليل، وذهبت في هذا إلى أشنع الحدود، حتى باتت وكأنّها تحتقر متابعيها، وتستخف بعقولهم، وتتعامل معهم على أنّهم “قطيع”، يمكن أن يساقوا إلى أي اتجاه، ويسهل أن تنطلي عليهم أي أكاذيب، بل ويعتبرون أنّ الناس ليسوا أهلاً لمعرفة الحقيقة!.

ويتضح هذا النهج في تغطيات الإعلام الإيراني للأحداث بمختلف المناطق، بدءاً بلبنان والعراق والبحرين وسوريا والآن في اليمن، حيث تنشر أجهزة الإعلام الإيرانية المكتوبة والمسموعة والمرئية أخبارا، ووقائع، وصوراً مفبركة، وكاذبة، وتعمل على بثها لتصل إلى كافة “أذنابها” في وسائل الإعلام الأخرى ومواقع التواصل الاجتماعي المخلصين للترويج والدعاية لكل ما تبثه، كما أنّ كذب الإعلام الإيراني ومن تبعه لا يقتصر فقط على تشويه الخصوم، بل يصل إلى تغيير التاريخ كذباً، وظهر هذا في البحوث والتقارير التي كتبت عن الأحداث واستمدت المعلومات منه كمصدر موثوق.

أما صحيفة “الوطن السعودية”، فكتبت في خانة “رأي الوطن” مقالا عنونته: “في شرم الشيخ.. سقف التوقعات مرتفع”، حيث قالت فيه: للمرة الأولى يشير بيان صادر عن الجامعة العربية إلى اتفاقية الدفاع العربي المشترك، التي بقيت حبرا على ورق منذ عقود متتالية ولم تفعل، ولا مرة واحدة على مدى التاريخ الطويل للجامعة العربية، ولكن الأحداث الأخيرة المتلاحقة، وانطلاقا من مسؤوليات الجامعة في حفظ سلامة الدول العربية واستقلال سيادتها واستجابة للديبلوماسية السعودية التي وضعت نصب أعينها المحافظة على الشرعية الدستورية في دولة عضو في الجامعة العربية صدر هذا البيان المختلف عن وزراء خارجية الدول العربية في اجتماعهم التحضيري للقمة العربية التي ستعقد اليوم، لافتة الى انها فرصة تاريخية يجب على الزعماء العرب انتهازها والانطلاق من قمة “شرم الشيخ” إلى أفق عربي جديد، لنتجاوز هزائمنا وخيباتنا ولو لمرة واحدة فقط، علها تكون الإفاقة بعد سبات طويل.

ودائما جولة في الصحف السعودية، نشرت صحيفة “عكاظ” مقالين الاول تحت عنوان: “لنا حلم .. وعاصفة من حزم”، جاء فيه: قد تكون محدودية المواجهة التي حدثت مع الحوثيين قبل سنوات خدعتهم في تقييم القوة العسكرية الحقيقية للمملكة، وربما أوهمهم من يديرونهم ويحركونهم باستحالة ردعهم، وربما أخذوا بمشورة بعض المتآمرين معهم بإمكانية استمرارهم في مشروع الفوضى ليصبحوا لاحقا قوة تفرض شروطها في كل الأحوال. البدائية التي تعاملوا بها مع الشعب اليمني وكل مؤسساته منذ زحفهم على صنعاء حتى اليوم السابق لعاصفة الحزم تؤكد أنهم خارج هذا الزمن ولا يمكن أن يكونوا جزءا منه، ومع ذلك أتيحت لهم أكثر من فرصة لإمكانية دمجهم في سياق عملية سياسية سلمية تنتشل اليمن من أوضاعه المأساوية التي كانوا السبب الأهم فيها، ولكنهم لم يرفضوا ذلك فحسب بل انتفخت أوداجهم بالتهديد وشرعوا في التحرش بحدودنا، وكأن الأمر نزهة سهلة ومأمونة. اما المقال الثاني تحت عنونان: “انفجار الغضب”، وجاء فيه: صمت وضعف العرب شجع إيران كما شجع إسرائيل قبلها على المضي قدما في مشاريعها، وبلغت ذروة الغرور الإيراني عندما أعلن قائد قواتها في العراق عن تمدد الامبراطورية الفارسية وعاصمتها بغداد، كان هذا الإعلان القشة التي قصمت ظهر البعير، حتى أن معظم مناصريها في العراق وسوريا، ممن اكتووا بنيران وهمجية الدواعش، بدأ في التراجع عن تأييدها عندما اتضحت حقيقة نواياها، وبدا كأنما الدواعش كانوا حصان طروادة لدخول إيران إلى عواصم الشمال العربي.

بالانتقال الى مصر، نشرت صحيفة “اليوم السابع” مقالا تحت عنوان: “وماذا بعد الضربات العسكرية؟”، جاء فيه: الملف اليمني هو عنوان للمستقبل العربي، فإذا بقت هيمنة الحوثيين سنكون أمام استمرار نفوذ إيران، وإذا تمت هزيمتهم فاحتمالات تحولهم إلى قنابل متفجرة داخل اليمن وخارجه أمر وارد، وإذا كان معروفًا أنه في بعض الأزمات المستعصية قد تكون الضربات العسكرية هي الحل، لكن قد لا نعرف إلى أي وضع ستنتهي، وعلى سبيل المثال حين استجاب جمال عبدالناصر لنداء الثورة اليمنية عام 1962 بمساعداتها، وأرسل قوات مصرية لمساعداتها، لم يكن في حسبانه أن السعودية ستساند حكم الإمامة ضد الثورة، وترسل المال والسلاح للقبائل اليمنية لمواجهة القوات المصرية، ويعني ذلك أن الحلول العسكرية تبقى جزءًا من الحل وليس الحل كله، ويكون من الضروري طرح سيناريوهات سياسية للمرحلة التالية لها، وإذا طبقنا هذا الكلام على ما يحدث فى اليمن سيكون سؤالنا: وماذا بعد الضربات العسكرية؟ سؤال “وماذا بعد؟” لم ننشغل به في الحرب التي شنتها أمريكا وحلفاؤها ضد العراق لإسقاط صدام حسين، ودفع العرب الثمن منذ وقتها حتى الآن، نظر الحكام العرب تحت أقدامهم، وأصبحوا قطيعًا في الحظيرة الأميركية بقيادة جورج بوش الابن، ودخلوا الحرب إلى جواره، وكانت النتيجة احتلال أميركا لبلد عربى، وتحويله إلى كانتونات طائفية، وباليقين فإن ما يحدث في المنطقة كلها هو نتيجة هذه الحرب، ونتيجة عدم انشغال الحكام العرب بسؤال: وماذا بعد الحرب؟ وماذا بعد إسقاط صدام حسين؟

وكذلك نشرت مقالا تحت عنوان: “عاصفة الحزم.. تجمع الفرقاء”، تناول: من أغرب الإيجابيات التي أسفرت عنها حملة “عاصفة الحزم” العسكرية هي توافق مواقف عدد كبير من الدول العربية والإقليمية ودعمها للحملة، رغم تباين مواقفها، ورغم ما بين بعض هذه الدول من خلافات سياسية بلغت حد الخصومة الواضحة، وربما القطيعة السياسية والشعبية. “عاصفة الحزم” التي تقودها السعودية حاليا تشارك فيها مصر إلى جانب قطر، وتؤيدها تركيا، وتدعمها الولايات المتحدة الأمريكية، إضافة إلى السودان التى أعلنت إغلاق عدد من مكاتب التمثيل الإيرانية على أراضيها والتضحية بعلاقتها المتميزة بإيران، للعودة من جديد إلى الحضن العربي، في إشارة واضحة على التغير الواضح فى موقف الخرطوم من إيران والعلاقة التي وصلت إلى مراحل أوسع وأشمل في التعاون العسكري.
وصحيفة “الشروق المصرية” كان لها موقف من القمة العربية، حيث دعت في مقال تحت عنوان “مطلوب رسالة حازمة من القمة العربية لإيران” العرب أن يبعثوا عبر قمتهم العربية برسالة واضحة لا لبس فيها إلى إيران، خلاصتها “أنتم جيراننا وأخوتنا فى الدين والإنسانية.. أهلا وسهلا بكم إذا احترمتم قواعد الجيرة ومبادئ الدين، لكن إذا تصرفتم باعتباركم قوة استعمارية تريد الهيمنة وفرض (فرسنة المنطقة)، فلن نسمح لكم”.

وبالانتقال الى البحرين، نشرت صحيفة “الوطنالبحرينية، مقالا تحت عنوان: ” للمستائين من “عاصفة الحزم”.. بلاد العرب ستبقى للعرب!، اعتبرت فيه ان الضربة العربية القوية بقيادة الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية والتي وصفتها وسائل الإعلام الغربية بأنها تملك أقوى قوة عسكرية خليجية عربية، هذه الضربة بقدر ما هي عرفت الحوثيين حجمهم، بقدر ما وجهت صفعة مدوية على وجه من رأوا فيما يحصل في اليمن من خلال “عملائهم” بالداخل فرصة لنجاح محاولة زرع “غدة سرطانية” في الأراضي الخليجية العربية، بخلاف محاولات أخرى عديدة باءت بفشل ذريع، متوجهة الى من يريد الدفاع المستميت عن إيران “قبلة ولائه” ليذهب إليها فأرض البحرين عربية خليجية لا يشرفها احتضان عناصر ولاؤها صفوي.

صحيفة “الدستور” الاردنية، نشرت مقالا تحت عنوان: “عاصفة الحزم.. وعواصف الغرور”، حيث رأت ان عملية “عاصفة الحزم” معركة فرضتها إيران بغرورها وغطرستها، فمن احتلوا صنعاء ليسوا سوى اقلية استخدمتهم إيران من أجل مشروع تمددها، وربما كانت الفكرة في الأصل هي مساومة السعودية والخليج على تسوية في سوريا، قبل أن تتدحرج الأمور نحو السيطرة على العاصمة. وعموما، فإن من طلب التدخل الخليجي والعربي هو الرئيس الشرعي والمنتخب للبلاد، وهو جاء بعد ثورة؛ تحالف الحوثيون مع الدكتاتور الذي خلعته لوأدها.

ونشرت صحيفة “الأنباء” الكويتية” مقالا بعنوان “عاصفة الحزم من عاصفة العزم”، اعتبرت فيه ان انطلاقة “عاصفة الحزم” اتت من عاصمة العزم الرياض التي اشتهر عن مؤسسها وموحدها قوله “الحزم ابو العزم ابو الظفرات”، والتي لم يعرف أنها هزمت قط في تاريخها الحديث، وبمشاركة العشرات من الدول الخليجية والعربية والإسلامية لتضع حدا بين الجد واللعب، فما كان للمملكة وهي تعي جيدا دورها الريادي بالمنطقة والعالم ان تسمح بإسقاط الشرعية وانتشار الفوضى غير الخلاقة في اليمن.

والآن بالانتقال الى الصحف البريطانية، فقد غاب الشأن اليمني عن افتتاحيات الصحف، واقتصرت التحليلات والتعليقات على قلة من المقالات في صفحات الرأي. فصحيفة “الغارديان“، لم تستبعد أن تصل حرارة المواجهة غير المباشرة بين السعودية وإيران إلى الغرب، لافتة إلى أنه “لا شك أن انفجار الحرب الأهلية الصامتة في اليمن بشكل مفاجئ، وتطورها بشكل سريع الى أزمة إقليمية، سيصل بتداعياته إلى الساحة الدولية، ولا سيما إلى الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا، لأن هذه الحرب التي بدأت وكأنها صراع على “الشرعية” بين الأطراف اليمنية السنية المدعومة من السعودية، وحركة “أنصار الله” الحوثية الشيعية المدعومة من إيران، سرعان ما تطورت إلى حرب بالوكالة بين السعودية وإيران، القوتان الأكبر في الشرق الأوسط، ثم اصبحت خلال ساعات حرباً مفتوحة ومكشوفة، انضمّت لها أطراف أخرى، وتحمل رسالة سعودية واضحة لإيران، عنوانها الرئيسي، توقفوا عن التدخل في الشؤون العربية.

أما صحيفة “التايمز“، فنشرت تحليلاً تحت عنوان “تبرز طهران كحليف وعدو معاً لأميركا”، رأت فيه أن إيران والولايات المتحدة تواجهان عدواً مشتركاً لهما وهو داعش، وفي اليمن تواجهان عدواً مشتركاً آخر هو القاعدة، ولكنهما في المقابل تخوضان حرباً بالوكالة في اليمن، حيث تدعم طهران جماعة أنصار الله، بينما أعلنت واشنطن عن دعمها وتأييدها للحملة العسكرية التي تقودها السعودية، حليفة أميركا، ضد أنصار الله وحلفائها.

وفي “الاندبندنت” كتب روبرت فيسك مقالا عن أزمة اليمن، يناقش فيه تأثيرات النزاع المتصاعد خارج الحدود، اعتبر فيه ان السعودية “ألقت بنفسها في الهاوية”، وأن غاراتها الجوية على اليمن تشكل ضربة قاضية للمملكة وللشرق الأوسط على حد سواء.

ثم تساءل “من اتخذ قرار خوض هذه الحرب في أكثر الدول العربية فقرا ؟ السعوديون، الذين يشتهر ملكهم في العالم العربي بأنه عاجز عن اتخاذ قرارات تتعلق بالدولة ؟ أم أمراء داخل الجيش السعودي قلقون من أن قوات الأمن قد لا تكون موالية للعائلة الحاكمة ؟”.

ولفت الى ان ما يحدث في اليمن بسيط: الحوثيون، وهم مسلمون شيعة، استولوا على العاصمة صنعاء، بمساعدة إيرانية، أو هذا ما يقوله السعوديون. وفر الرئيس الشرعي من مقره في صنعاء إلى عدن في الجنوب ثم إلى السعودية. ولن يسمح السعوديون بقيام دولة “وكيلة ” لإيران على حدودهم .ويصف فيسك مشاركة عشر دول عربية في حلف يهدف إلى مهاجمة دولة عربية أخرى بأنها فكرة غير مسبوقة في التاريخ العربي المعاصر.

ونشرت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية مقالا عنونته بالتالي: “السعودية أكدت استقلالها عن أميركا بـ”عاصفة الحزم”، حيث رأت أن الضربات الجوية السعودية تؤكد طموح المملكة في الدفاع عن مصالحها الإقليمية بنفسها مع تقليل الاعتماد على المظلة الأمنية الأميركية.

قالت الصحيفة إن المملكة العربية السعودية أكدت بقيادتها عملية “عاصفة الحزم” أنها مستقلة تماماً عن الولايات المتحدة الأميركية، وأضافت أن المملكة السعودية أخذت دوراً إقليمياً أكثر حزما لتعويض تراجع الدور الأميركي، وتغليب الولايات المتحدة المصالح الخاصة الضيقة على الصالح العام للمنطقة.

ورأت الصحيفة عينها أن الضربات الجوية السعودية تؤكد طموح المملكة في الدفاع عن مصالحها الإقليمية بنفسها مع تقليل الاعتماد على المظلة الأمنية الأميركية، التي لطالما كانت الدافع الرئيسي للعلاقات بين واشنطن وأكبر متحكم في النفط بالعالم.

وفي نظرة على الصحف الاميركية، اشارت صحيف “واشنطن بوست“، الى ان الانهيار في اليمن يدفع بالشرق الأوسط الى حريق إقليمي أوسع يخشوه العديدون منذ فترة طويلة، لافتة الى ان ما بدأ بنضال سلمي للاطاحة برجل يمني قوي منذ أربع سنوات تحول الان إلى حرب شاملة بين السعودية وايران.

ومن جهتها ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” ان قرار السعودية التدخل في اليمن يزيد مخاطر تنافسها مع إيران ذات الأغلبية الشيعية، الذي احتدم في سوريا والعراق وفي أماكن أخرى بالمنطقة. وأضافت الصحيفة أن الغارات التي شنتها السعودية تجازف أيضا بزيادة اشتعال التوترات الطائفية، التي تتأهب منظمة القاعدة والجماعات الجهادية الأخرى في اليمن لاستغلالها. وتابعت: “ما يزيد الأمر تعقيدا هو أن هذا التدخل يأتي قبل الموعد النهائي لتوصل إيران لاتفاق مع الولايات المتحدة وقوى أخرى بشأن برنامجها النووي”.