IMLebanon

ماذا بين بكركي و”التيار”؟

michel-aoun-bkerki

 

كتبت صحيفة “النهار”: ترجحت العلاقة بين بكركي و”التيار الوطني الحر” كثيراً، صعوداً وهبوطاً، فمنذ ايام البطريرك مار نصرالله بطرس صفير لم تكن العلاقة على ما يرام. ومع انتخاب الراعي بطريركاً تحسنت، لكنها عادت وتراجعت أو حتى تغيّرت، كما العلاقة بين بكركي والاحزاب المسيحية، على خلفية عدم انتخاب رئيس للجمهورية والتمديد لمجلس النواب. ففي كل اطلالات البطريرك الراعي إنتقادات للنواب الذين اجتمعوا للتمديد لأنفسهم ولم يجتمعوا لانتخاب الرئيس، وتذكير شبه يومي بوجوب انتخاب الرئيس. فلم نعد نرى نواب التيار في بكركي الا نادراً، وآخرها كان في عيد الميلاد يوم زار العماد ميشال عون الصرح للمعايدة. اذاً يمكن وصف العلاقة بين بكركي والتيار بعلاقة التطبيع او حتى “حكي الضرورة”، كما يسمّيها أحد المتابعين.

فالتباين واضح بين الجهتين في موضوع الفراغ الرئاسي. واذا كان الاسلوب يختلف بين الطرفين، فثمة تأكيد ان الهدف واحد، وهو ما أكده النائب آلان عون بعد زيارته منذ أيام مطران بيروت بولس مطر، معلناً ان “بكركي ونحن نسعى إلى الهدف نفسه، وهو استعادة المسيحيين دورهم الفاعل والمؤثر على الساحة اللبنانية، إنطلاقاً من رئاسة الجمهورية. قد يكون هناك بعض التباين بالوسيلة وهذا ما ناقشته مع المطران مطر وعسى ألا يؤدي هذا التباين إلى خلاف كبير، وهذا لن يحصل، وهو ما اتفقنا عليه”.

من الواضح ان تطور موقف الراعي في موضوع الفراغ الرئاسي ووضعه الملامة على كل الاطراف المسيحيين وغير المسيحيين شكّل امتعاضاً لنواب التيار. وفي خلاصة للجو الفعلي بينهما، يصفه عضو “تكتل التغيير والاصلاح” النائب فريد الخازن بأن ثمة تبايناً، لكنه لم يصل الى مرحلة القطيعة وكذلك لا وفاق، هناك وجهات نظر مختلفة حول مقاربة موضوع الرئاسة الاولى. موقف البطريرك معروف وتحديداً في موضوع الرئاسة ويردده دائماً، وكذلك موقف العماد ميشال عون.

يقول الخازن “مع أن تأخذ الكنيسة موقفاً مبدئياً وليس موقفاً يصبح لازمة ويتكرر”، فالموقف المبدئي مطلوب ومشروع لكن أهميته تكمن في ان يصبح له تأثير ووقع.

ففي مقاربة الخازن للانتخابات الرئاسية ان ثمة معياراً يختلف عن السابق الذي كان يقضي بإسقاط رئيس الجمهورية بالمظلة. اليوم ثمة محاولة لاستعادة التوازنات الطبيعية، اذ ان المعايير التي كانت سائدة وتنطبق على الرئاسة الاولى فقط لم تعد مقبولة اليوم، واذا أردنا تصديق الكلام عن التمثيل الصحيح لكل مكونات المجتمع، فلا يمكن أن يسقط الرئيس بالباراشوت، فثمة مواصفات جديدة اليوم حصل اتفاق عليها من كل الأطراف، اذ ان الجانب الداخلي في موضوع الرئاسة له تأثير كبير، ويمكن ان يكون بأهمية التأثير الخارجي والاعتبارات الخارجية”.

من جهة بكركي، هي لطالما كرّرت على لسان البطريرك والمطارنة، أنها تفتح ابوابها للجميع ولا تقطع علاقتها بأحد، وفي الوقت عينه هي ليست في موقع التنافس ولا التصادم مع أحد ولا مع أي حزب أو تكتل. كل ما يهمّ بكركي انتظام عمل المؤسسات عبر حلّ أزمة الشغور الرئاسي واستعادة المسيحيين دورهم في لبنان والمنطقة، لذا هي تتحرك وفق ما تراه مناسباً في هذا الاتجاه. كما انها تبارك كل الحوارات القائمة حالياً التي تأمل بكركي ان توصل الى الهدف الأساسي، وهو انتخاب رئيس الجمهورية المسيحي الوحيد في المنطقة العربية.