IMLebanon

اللحاق في سوق الدولار والرينمينبي ينطوي على مخاطر

ChinaUSADollar
هيني سيندر

إذا كان هناك أي إجماع على أي شيء في هذه الأيام غير المؤكدة، فهو أن الدولار سيستمر في الارتفاع، بعد أن ارتفع بنسبة 23 في المائة منذ حزيران (يونيو)، وإن كان مع بعض التقلّبات. بالمثل، هناك اتفاق على أن الدولار الصاعد سيعمل فقط على مفاقمة الظروف السلبية في الأسواق الناشئة. وبحسب ستيفين جين، من شركة إس إل جى ماكرو في لندن “قد يتبيّن أن عام 2015 هو عام أزمات عملات الأسواق الناشئة المحلية”.

الأمر الأقل إثارة للقلق، كما لاحظ اقتصاديون في “جيه بي مورجان” أخيرا، هو أن “كثيرا من الأسواق الناشئة يتعثر بسبب مزيج يضم ربحية الشركات الضعيفة، والرفع المالي المُفرط في القطاع الخاص، والشروط المالية الصارمة، وسوء الحوكمة”، الأمر الذي يمكن أن نضيف إليه المخاوف من تدفقات رأس المال الخارجة.

وجانب كبير من التاريخ يقف إلى صف المتشائمين. كثير من شركات الأسواق الناشئة تجاهل دروس التاريخ واقترض الدولار الرخيص قبل بضعة أعوام، حتى حين كان يفتقر للإيرادات بالدولار. فقد افترض أن الارتفاع كان غير محتمل – بالنظر إلى أن أحد أهداف برنامج التسهيل الكمي في الولايات المتحدة كان على وجه التحديد إضعاف الدولار.

لكن الآن بما أن الولايات المتحدة تتجه فيما يبدو (ولو على مضض) إلى رفع أسعار الفائدة، في حين إن بنك اليابان والبنك المركزي الأوروبي يواصلان مسار التسهيل النقدي الشديد، فإن اليورو والين انخفضا مقابل الدولار، كما فعلت العملات تقريباً في الأسواق الناشئة كافة. الاستثناء الملحوظ في النمط العام، بالطبع، هو الرينمينبي الصيني، أو اليوان، (الذي هو أيضاً استثناء لتعميم جين بأن الوقت الحالي هو التوقيت المناسب لبيع العملات المكونة من أربعة أحرف). اليوم، يفترض كثير من المشاركين في السوق أن الدولار سيصبح أكثر قوة، وسيستمر اليورو والين في الضعف وسيخفض الصينيون في نهاية المطاف قيمة عملتهم.

لكن لن يتمكن الدولار أو الرينمينبي من تحقيق تلك التوقعات المنتشرة على نطاق واسع. من بين أولئك الذين يعتقدون أن الدولار وصل إلى ذروته الدورية ديفيد بلوم، كبير مختصي استراتيجية العملات في “إتش إس بي سي”، الذي يُلاحظ أن الدولار ارتفع بالفعل بنسبة 40 في المائة منذ أدنى مستوياته في عام 2011. والارتفاع بتلك الطريقة يتجاوز متوسط تحركاته بنسبة 20 في المائة مقابل العملات الأخرى.

ويحذّر قائلاً “نحن في اللحظات الأخيرة من حفلة صعود الدولار الأمريكي. لقد حان الوقت للمغادرة”.

ويُضيف بلوم أن “البيانات الاقتصادية الكلية الأخيرة في الولايات المتحدة لا تزال أدنى من التوقعات، وأن الحكومة الأمريكية من المرجح أن تقاوم أي زيادة أخرى في قيمة العملة بسبب تأثير ذلك في كل شيء، بدءا من أرباح الشركات إلى الصادرات، وأن تعاملات السوق تُشير إلى أن الدولار في ذروة شراء مفرطة”. علاوة على ذلك، يُشير بلوم إلى أن النمط هو أن الدولار يرتفع عند الحديث عن رفع أسعار الفائدة، لكنه لن يرتفع أكثر عندما يبدأ “الاحتياطي الفيدرالي” فعلا في رفع أسعار الفائدة.

ومن المحتمل أيضاً أن الأسواق خاطئة فيما يتعلق بسعي الصين إلى عملة أضعف.

“الصين هي الاستثناء الكبير”، هذا ما يذكره تشين لونج، من شركة جيف كال دراجونوميكس للأبحاث، في أحد الأبحاث الأخيرة بعنوان “لا تراهن على تخفيض قيمة الرينمينبي”. وهذا جزئياً لأن بكين لا تتبع السياسة التجارية الآسيوية التقليدية الخاصة بتخفيض العملة لدعم الصادرات في لعبة محصلتها صفر.

بطبيعة الحال، صحيح أن نمو الديون في الصين كان واسعاً وأن جزءا كبيراً منها مقوّم بالدولار. وقد ارتفعت المطالبات عبر الحدود على جميع المقترضين الصينيين بنحو 40 في المائة من أيلول (سبتمبر) عام 2013 حتى أيلول (سبتمبر) 2014. كما ارتفعت ديون الشركات الصينية غير المقوّمة بالرينمينبي من 270 مليار دولار في عام 2008 إلى 983 مليار دولار في عام 2014، وذلك وفقاً لبيانات من “مورجان ستانلي”. (أكثر من ربع إجمالي الديون في الصين بالدولار الأمريكي). هذا أمر مُقيّد، لكن الحجة الرئيسية ضده أكثر من مجرد تخفيض بسيط في قيمة العملة لا تتعلق بالديون، أو حتى بالتدفقات الخارجة من رأس المال، الأمر الذي تخشاه الحكومة وتراقبه بعناية، على الرغم من احتياطياتها البالغة 3.8 تريليون دولار.

في الواقع، الصين تلعب لعبة أطول ومختلفة. على عكس معظم منافسيها، تعتمد بكين على رفع منحنى القيمة المُضافة، وتطوير التكنولوجيا المُبتكرة، وقيادة أبحاث مميزة من أجل ميزتها التنافسية. وهي تبتعد عن أنموذج التصنيع المدفوع بالصادرات فيها (وفي الدول الآسيوية المجاورة) والحل السريع المتمثل في تخفيض قيمة العملة. كما أنها تتحرك نحو اقتصاد مدفوع بمزيد من الطلب المحلي. والأهم من ذلك، أنها قررت أن رفع قيمة العملة بشكل ثابت وتدريجي في نهاية المطاف، هو أفضل نهج لتحدّي هيمنة الدولار الأمريكي بوصفه عملة الاحتياطي الوحيدة.

وهناك كثير من علامات الاستفهام بشأن احتمال حدوث ذلك خارج الصين. لكن في الداخل هناك كثير من اليقين.