IMLebanon

هل تشتعل جبهة “حزب الله” – سلام!

conseil-des-ministres-Salam1

 

ينعقد مجلس الوزراء في أجواء ملبّدة بفعل الخلاف على مواقف رئيس الحكومة تمام سلام “اليمنية” في قمة شرم الشيخ، لكن هذا الخلاف يبقى قيد السيطرة وقابلا للاحتواء، مع استمرار الاجماع حول ضرورة حماية الحكومة.. والاستقرار.

وتوقعت مصادر وزارية لصحيفة “اللواء” حدوث اشتباك محدود داخل مجلس الوزراء، على خلفية ما أعلنه وزير الصناعة حسين الحاج حسن ممثّل “حزب الله” في الحكومة، لكن مقربين من عين التينة أكدوا ان الحوار بين “حزب الله” و”المستقبل” والوضع داخل الحكومة لم يخرجا من منطقة الأمان بعد، فالحكومة خط أحمر، ومن الخطأ الفادح في هذه المرحلة تعطيلها لتصبح كل مؤسسات الدولة مشلولة، وهذا لا يدعم المساعي القائمة لإيجاد حلول لازمات المنطقة، ولا فائدة لأحد بذريعة الخلاف حول ما يجري في اليمن بالحاق لبنان بالنموذج اليمني أو العراقي أو أي نموذج آخر”.

وأكّد قيادي بارز في فريق 8 آذار ان “حزب الله” ليس في وارد فتح جبهات صراع داخلية في الحكومة أو في حوار عين التينة، أو أية مسألة يمكن ان تهز الاستقرار النسبي الذي يظلل لبنان”، موضحا ان “جل ما في الأمر، هو إيجاد الحزب لنوع من التوازن في إدارة الملف اللبناني والاكتفاء بمعالجة كل موضوع على حدة، دون اللجوء إلى فتح كل الملفات أو السجالات دفعة واحدة”.

ولفت الى ان “لم يكن بإمكان الحزب المرور مرور الكرام على التصريح الأخير لرئيس حكومة لبنان تمام سلام في شرم الشيخ، أو تصعيد الموقف ونسف الحكومة من أساسها”.

وكشفت مصادر وزارية ان “لا خوف على الحكومة من الانفجار في جلسة اليوم، والتي ربما ستشهد نقاشات ساخنة، حول موقف رئيس الحكومة تمام سلام في القمة، والردود عليه من قبل “حزب الله”، مشيرة إلى أن “قيادة “المستقبل” أعطت توجيهات لوزرائها، خصوصاً الوزيرين أشرف ريفي ونبيل دو فريج بالتصدي لأي سؤال يُسأل لرئيس الحكومة عن موقفه في القمة المذكورة، وشنّ هجوم على مشاركة الحزب في الحرب السورية، أو على الخطاب الأخير للأمين العام لـ”حزب الله” السيّد حسن نصر الله”.

واشارت إلى أن “لدى “حزب الله” أيضاً عتباً على مواقف الوزير جبران باسيل الرمادية، والتي ذهبت إلى حد تأييد تشكيل قوة عربية مشتركة”، مؤكدة أن “أي نقاش سيحدث سيبقى ضمن الإطار المقبول، لأن لا مصلحة لأحد بتفجير الحكومة، وخصوصاً “حزب الله”.

من جهتها، ذكرت صحيفة “الأخبار” أن “الرئيس تمام سلام أطلع عدداً من الوزراء، من بينهم الوزير بطرس حرب، على انفراد، على موقف الحكومة اللبنانية من الحوادث في اليمن قبل توجهه الى شرم الشيخ لحضور القمة العربية”.

وأشار مصدر نيابي في كتلة “المستقبل” الى أنه “لا يتوقع مفاجآت في جلسة الحكومة اليوم، باستثناء أن المناقشات التي ستجري، وهذا أمر طبيعي، حول موقف لبنان في القمة ستتحول إلى “سوق عكاظ”، لافتاً إلى أن “موقف الكتلة داعم لموقف رئيس الحكومة في القمة، وهو ما عبّرت عنه الكتلة في بيانها أمس، بعد اجتماعها الأسبوعي، عندما وصفته “بالموقف المتزن”، وشددت على أن “لبنان ليس بإمكانه الخروج عن الإجماع العربي واتباع سياسات منفردة”.

صحيفة “النهار” قالت: “إنه من المرجح ان يتراجع السجال بعد جلسة الاربعاء في ضوء التباين بين الحلفاء في المواقف من كلمة الرئيس سلام في قمة شرم الشيخ، إذ فيما اعلن وزير “حزب الله” حسين الحاج حسن ان سلام انما عبر عن نفسه، صرح عضو كتلة “التحرير والتنمية” النائب قاسم هاشم لوكالة “اخبار اليوم” بأن “سلام عبر عن موقف الحكومة ولبنان رغم تحفظنا عن بعض المفردات. لكنه كان حكيماً وحاول مراعاة الجميع”.

ومن المتوقع ان تنهي جلسة الاربعاء الاحتدام الذي سبقها في ظل تمسك الجميع بحكومة لا بديل منها راهناً الا الفراغ الشامل في المؤسسات. لكن قريبين من الحزب يلوحون بأن تمسكهم بالحكومة السلامية لا يعني حكماً عدم اتخاذ حليفهم النائب ميشال عون اي موقف تصعيدي منها.

وفي التفاصيل ان السجال الكلامي الذي سببه هجوم الامين العام لـ”حزب الله” على المملكة العربية السعودية، واستدعى موقفاً داعماً للمملكة من الرئيس سلام، سيستكمل اليوم في مجلس الوزراء. فبعد ان يتحدث سلام مكرراً ضرورة انتخاب رئيس للبلاد في اسرع وقت، سيطلب وزراء من “حزب الله” الكلام، ويبدأ السجال الذي، واستناداً الى مصادر مواكبة، لن يصل الى حد انسحاب او اعتكاف وزراء الحزب كما حصل في 11 تشرين الثاني 2006 في حكومة الرئيس فؤاد السنيورة. لكن المصادر أضافت: “إن المواقف الاخيرة لسلام تذكر بمواقف السنيورة عامي 2005 و2006 وبالتالي تشكل خروجاً على الثقة التي منحها الحزب لسلام في 5 نيسان 2013 أي عندما سمّت كتلة الوفاء للمقاومة تمّام سلام لتشكيل حكومة جامعة”.