IMLebanon

الراعي ينعي السياسة في لبنان

bechara-raii-1

 

أكّد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي أننّا نعيش في لبنان نوعًا من الموت السياسي، مجدّدًا النداء إلى ضمائر الكتل السياسية ودعاهم لانتخاب رئيس.

الراعي، وفي رسالة الفصح، أوضح أنّ الموت السياسي يتحكم بمصير شعبنا ودولتنا، وما أحدثه الفراغ في سدّة الرئاسة والشلل في رأس الدولة والحكومة بتعثر أعمالها وفي المجلس النيابي الذي لم ينتخب رئيسًا كما ينصّ الدستور الذي يوجبه أن يلتئم لإجراء الإستحقاق.

وقال: ” لا يوجد أيّ مبرّر دستوري لا لمقاطعة الجلسات الانتخابية ولا للتلكوء عن اتخاذ أي مبادرة عملية للخروج من حال الفراغ، وكأنّ الجميع باتوا ينتظرون كلمة السر من الخارج ويا للأسف”، لافتًا الى أنّ السياسيين لا يزالون يحكمون السيطرة على الحجر الذين دحرجوه على باب القصر الجمهوري .

الراعي أكّد أنّ الشعب اللبناني لا يريد الإنزلاق الى حرب مذهبية كتلك الدائرة في المنطقة، مشيرًا الى أنّ هيئات المجتمع المدني في لبنان يعملون على بناء مجتمع مدني حيّ يطوّر ذاته ويحسّن ظروفه ويرفض أن يكون رهينة لأحد، وأنّ هذا المجتمع محبوب من كلّ سفراء الدول ومن الأجانب، آملاً في أن تحصل يومًا الوحدة الكاملة بين المجتمعين السياسي والمدني.

وأعرب عن تضامنه الكامل مع الدول التي تدمّرها الحروب ومع شعوبها الفلسطيني والعراقي والسوري واليمني، ملتمسًا من المسيح أن يمسّ المسؤولين عن هذه الحروب ويكفّ يدهم عن وقف دعم المسلّحين، كما ناشد الأسرة الدولية إيجاد السبل السلمية لإيقاف هذه الحروب، والعمل على عودة المهجرين الى بلدانهم بكلّ كرامة.

والى الشباب في لبنان وبلدان المشرق، قال الراعي: “لا تخافوا من الصمود في أرضكم، كونوا أقوى من قوى الشر والصعوبات والمحن، العاصفة تمرّ وستنتهي، والكنيسة معكم إنفتحوا عليها وعلى محبة المسيح”، داعيًا الى دعم الى دعم الشباب اللبناني لكي يبقى في لبنان ودعم الجامعة اللبنانية وإبعادها عن السياسة والمحاصصات.

البطريرك الماروني دعا اللبنانيين جميعًا “لدحرجة الحجر عن قلوبنا كما دحرج السيّد المسيح الحجر عن باب قبره”، مشدّدًا على أنّ “قيامة يسوع ضمانة لقيامتنا بكلّ وجوهها من التحلي بالقيم والإنتقال من حالة النزاع والفقر والحرمان بالتعاضد، وقيامتنا من الجمود الوطني الحاصل”.

وختم الراعي: ” آن الأوان لنا أن نعبر بكلمة يسوع وقوته وروحه القدوس الى حياة جديدة، والعبور الى الأفضل، هو القيامة. فنحن أبناء وبنات القيامة، أي الرجاء”. وتمنّى أخلص التمنيات والتهاني بعيد الفصح المجيد، قائلاً: “المسيح قام.. حقًا قام”.