IMLebanon

الاتفاق النووي يذلّ الإيرانيين!

iran-nuclear

اعلن مصدر نيابي في كتلة “المستقبل” لـ”اللواء” انه خلافاً للأجواء التي اشاعتها إيران وفريق 8 آذار بأن ما حصل في لوزان في الاتفاق النووي انتصار لإيران، فإنه يرى ان الاتفاق النووي كان مذلاً للايرانيين، لأنه قضى على الحلم الإيراني بامتلاك السلاح النووي بعد اقفال مفاعل “اراك” ووضع المياه الثقيلة تحت المراقبة المشددة لمدة عشر سنوات، لافتاً النظر إلى ان القلق العربي لم يكن في الأساس من النووي الإيراني، وإنما من تمدد النفوذ الإيراني في الخليج وسوريا والعراق واليمن، مبدياً اعتقاده بأننا سنشهد منحى آخر لإيران في المنطقة بعد نهاية حزيران.

وقال هذا المصدر في قراءته للاتفاق: صحيح ان إيران بقيت دولة نووية وباتت من ضمن المجتمع الدولي، لكنها لا تستطيع ان تفعل شيئاً، ونفى ان يكون الاتفاق قد يُطلق يد إيران في المنطقة، وقال ان إيران وضعت في مرحلة علاقات جديدة مع المجتمع الدولي قد تقيد يدها في مشاكل المنطقة، لأنها لم تعد تستطيع ان تكون خارج القضايا التي يحرص المجتمع الدولي على الاهتمام بها، متوقعاً في السياق، ان يكون الموضوع الفلسطيني في صدارة المواضيع التي ستطرح على الطاولة في المرحلة المقبلة.

وفي إطار متصل، اعتبر العميد المتقاعد ريشار داغر في حديث لـصحيفة ”الجمهورية إنّ “الاتفاق النووي الايراني نوعٌ من التسوية أو إدارة المشكلة النووية الايرانية، فالإدارة الاميركية لم تنهِ المعضلة الاساسية التي يمثّلها المشروع النووي الايراني، بل توصّلت الى إطار عام لإدارة المشكلة ومنعها من التفاقم توصّلاً إلى بناء سلاح نووي، فما حصلَ تجميدٌ للمشكلة النووية بدون تفكيكها من أسُسها.

وعن انعكاس الاتفاق على ملفات المنطقة عموماً وملف لبنان خصوصاً، إعتبَر داغر أنّ إيران حقّقت انتصاراً نوعياً في هذا الاتفاق على مستويات عدة: إنتصار معنوي، وقد رأينا الاحتفالات في شوارعها، فالملف النووي بمثابة رمز من عنفوانها الوطني، وقد استطاعت ان تحافظ على معظم مكوّنات هذا المشروع، وانتصار استراتيجي حيث اعترفَت الدوَل بها كقوّة نووية شئنا أم أبينا، وانتصار اقتصادي حيث سيفتح الاتفاق الباب في حزيران امام رفع العقوبات التي انهكَت اقتصادها، والأهم انتصار سياسي لأنّ الاتفاق لم يترافق مع أيّ بحث في الملفّات الساخنة وقضايا المنطقة المتفجّرة، والتي تضطلع فيها ايران بأدوار مركزية، وهذا ما يجب التوقف عنده، ونرى ماذا بعد.

وأضاف: “بعد الاتفاق، باتت الصورة السياسية في المنطقة واضحة: إيران أنجزَت اتّفاقاً يَحفظ لها مشروعها النووي بنسبة كبيرة مع الدوَل الغربية، وهي في الوقت نفسه لا تزال تمارس سياساتها التوسعية وتمديد نفوذها من دون البحث في هذا الموضوع. هذه الصورة بلا شكّ ستشكّل عامل ازدياد للتوترات الاقليمية في منطقة الشرق الاوسط. اليوم إسرائيل مستنفرة للتصدّي للاتفاق والبحث عن السبل الكفيلة بالرد.

كما أنّ الدوَل العربية والخليجية تشعر بالاستياء، وهذا ما دفعَ الرئيس باراك اوباما الى تحديد قمّة مع القادة العرب في كامب دايفيد الشهر المقبل. إذن الاتفاق سيعزّز مكانة إيران وصورتها في المنطقة ودورها، لأنّه لم يترافق مع أيّ وعود بالبحث في سياستها ودورها في المنطقة وفي تهديداتها الجيوبوليتيكية.

أمّا كيف سينعكس ذلك على لبنان، فأعتقد انّ مشهد التأزّم الحالي والحرب السياسية الباردة سيستمرّان في لبنان الى أمد غير معروف حتى إشعار آخر، فليس في استطاعتنا حتى الآن تحديد مسار الأمور في المنطقة وفي لبنان. التوتّر العربي ـ الإيراني سيستمر على رغم التطمينات الاميركية، إلّا إذا أقدمَت الادارة الاميركية على خطوة سياسية أخرى بعد التفاهم مع ايران وبناء الثقة معها، بمعنى أن تتدخل مع ايران لمعالجة الملفات الساخنة في المنطقة ولبنان، وهذا مرهون بالادارة الاميركية وبقدرتِها، وطبعاً لبنان لا يَحظى هنا بالأولوية.