IMLebanon

الحجار: وجود مجموعات تستقوي على الدولة يهز العيش المشترك

 

 mohamad-el-hajjar-1

اعتبر عضو كتلة المستقبل النائب محمد الحجار، أن المجتمع اللبناني تميز بالتنوع الطائفي والحياة المشتركة منذ زمن طويل، وهذا التنوع في المجتمع اللبناني دائما كان موطن قوة، وكان ولا زال نموذج حل للكثير من المشاكل التي تعاني منها المجتمعات التي تشهد التعددية والتنوع الطائفي والمذهبي.

وقال من خلدة: “عندما تنشأ مجموعات تستقوي على الدولة والقانون والانتظام العام، يهتز العيش المشترك، وهو ما نشهده اليوم وما شهدناه في الحرب الاهلية البغيضة لاكثر من 16 عاما. بالفعل عندما تنشأ ولاءات للخارج تستقوي وتتقدم على المصلحة الوطنية، يهتز العيش المشترك، وعندما يغيب الحوار بين اللبنانيين ولا نعتمده وسيلة لحل خلافاتنا، ويستقوي بعضنا على الآخر، يهتز العيش المشترك، وعندما نسمح لمشاريع خارجية بعيدة عن قيمنا وعن انتمائنا الوطني والقومي، ان تتغلغل بيننا وتحقق مصالحها واهدافها على حساب مصالحنا الوطنية والقومية العربية، يكون هذا كفيلا بأن يهز العيش المشترك في ما بيننا كلبنانيين”.

أضاف: “نتحدث عن مشاريع خارجية، مشاريع تريد تحقيق مصالحها على حساب مصالحنا الوطنية والقومية، مشاريع تريد الفوضى في مجتمعاتنا لكي تتمكن من أمننا ومن حقوقنا ووجودنا في دولنا، مشاريع تعمل على انهيار المجتمعات العربية لكي تتمكن من إخضاع الارادة الوطنية، مشاريع تريد إزكاء حرب طائفية مذهبية تفكك المجتمعات. وللاسف هذا ما نراه اليوم في المنطقة العربية من ايران بشكل واضح للعيان. هذا الامر نراه في فلسطين وكيف خطفت ايران الراية الفلسطينية من اهلها، والمساعي التي بذلتها لشق الوحدة الفلسطينية وتجرؤها على القيادات التاريخية للفلسطينيين. نراه في سوريا وبتدخل حزب الله ومليشيات اخرى طائفية ومذهبية إيرانية المنشأ دفاعا عن هذا النظام القاتل لشعبه، وكيف يعبر القادة الايرانيون صراحة ان خسارتهم للنظام السوري هي خسارة وجودية لهم، لا بل اكثر من ذلك قولهم بانهم إن خسروا دمشق لن يعود باستطاعتهم الاحتفاظ بطهران. نرى هذا التدخل في العراق وكيف يعيث الحشد الشعبي المدعوم ايرانيا تمويلا وتسليحا، تدميرا وسرقة وقتلا للابرياء، فقط لانهم ينتمون الى مدن أسرها الارهاب. نرى رئاسة الجمهورية مرهونة في لبنان، ولا زالت الدولة مقطوعة الرأس ولا يسمح لمجلس النواب ان ينعقد وينتخب رئيس للجمهورية خلافا لكل ما هو معمول به منذ فجر الاستقلال حتى يومنا هذا، في قرار إيراني واضح بربط الرئاسة بأزمات المنطقة”.

وقال: “كل ذلك ليس تجنيا على احد، فتيار المستقبل لم يعتمد يوما اسلوب التجني على احد، انما نقول الامور كما هي من الموقع الوطني الذي نمثل. نحن لا نكن العداء لايران ولا نريد العداء معها، بل على العكس نريد افضل العلاقات، نريد علاقات حسن جوار مبنية على احترام سيادات الدول، وان يكون التعاطي بين دولة ودولة، وليس بين دولة ومجموعات بشرية، ومصرون على ذلك ما دامت ايران تريد ذلك، اما اذا لم ترد فذلك شأنها.

الامور وصلت الى مكان لم يعد من الجائز السكوت عنها، الى ان كان القرار الجريء والحكيم والشجاع كما سماه الرئيس سعد الحريري من المملكة العربية السعودية والائتلاف الذي اطلق “عاصفة الحزم” ليكون الرد على هذا التمادي.

وتابع: “سمعنا من يقول البارحة ان ايران دعمت وتدعم خيارات شعوب المنطقة، فاين دعمت ايران ذلك؟ في سوريا عندما ازكت نار القتال بدعمها للنظام ضد الشعب السوري أم عبر استدراجها المليشيات الطائفية والمذهبية الى سوريا لكي تحمي النظام او عبر العراق عندما ساهمت مع اميركا بتفكيكها وتفسيخ المجتمع العراقي ودعم مليشيات طائفية على حساب الدولة وحساب الجيش الوطني العراقي او بالاقتتال الطائفي في اليمن أم بمشاريع الفتنة المذهبية في لبنان أم في سعيها للتعامل مع فئات عربية تريد التعامل معها كجاليات تابعة لها وهي فئات عرب أقحاح في صلب وأساس هذه الأمة وهذه الأرض؟ نحن مقتنعون بأن كل متغاض عن هذا الواقع إنما يرضى ان يكون أداة في مشروع يعمل على تحقيق أحلام إمبراطورية على حساب حقوق الشعوب العربية ويتحمل بالتالي عواقب هكذا قرار، مؤكدا ان ما تقوم به ايران والذي سيؤدي إلى حروب داخلية وفتن مذهبية، إنما فيه مصلحة مباشرة لاسرائيل لا سيما وانها تعتبر منذ تأسيسها ان أمنها يتحقق فقط عبر دويلات طائفية مذهبية متناحرة تشكل سياجا حولها”.