IMLebanon

دعوات داخل “حماس” لانتخاب قيادة جديدة بسبب تراكم أخطاء مشعل

Hamas

 

 

 

 

وجهت مصادر مسؤولة في حركة “حماس” انتقادات شديدة اللهجة إلى رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل، على خلفية ما وصفته بـ”فشله الذريع في مجال توجيه السياسات الخارجية للحركة” خلال السنوات الاخيرة عموماً، وفي الفترة التي تلت حرب الصيف الأخيرة ضد غزة خصوصاً، معتبرة أنه أخطأ المرة تلو الأخرى في قراءة الخريطة السياسية في العالمين العربي والاسلامي، ما ألحق أضراراً فادحة بالمصالح السياسة والمالية للحركة.

 

وذكرت المصادر نفسها لصحيفة “السياسة” الكويتية، بأن أخطاء مشعل بدأت منذ أن اتخذ قراراً بدعم الثورة السورية ضد نظام بشار الأسد، وصولاً إلى فشله في تحسين العلاقات بين “حماس” ودول الخليج العربي، الأمر الذي أدى إلى شل التحركات السياسية والمالية للحركة في هذه الدول. وأشارت في هذا الصدد إلى أن فشل مشعل في بناء علاقات الثقة مع قيادات الدول الخليجية، حال حتى الآن دون إطلاق سراح المسؤول المالي الأول للحركة (م.ص) المعتقل منذ أشهر في المملكة العربية السعودية، أو إطلاق سراح المسؤول المالي (م.ق) من السجون القطرية.

 

ودعت المصادر المسؤولة في “حماس” مشعل إلى شرح المعطيات التي أدت إلى فشله في الساحة الخليجية، إحدى أهم ساحات عمل مؤسسات الحركة، مطالبة إياه بتبرير قراره التوجه الى “حزب الله” وإيران بدلاً من دول الخليج، رغم أنهما لا يعتبران “حماس” أكثر من تنظيم يمكنهما توجيهه بما يخدم مآربهما لتعميق الشرخ في العالم السلامي وضرب السنة في كل مكان من سوريا ولبنان وحتى العراق واليمن.

 

واعتبرت المصادر أن قرار مشعل الاجتماع مع رئيس البرلمان الايراني علي لاريجاني في الدوحة أخيراً كان خطأ تماماً، حيث اعتقد مشعل أنه سيوجه من خلال هذا اللقاء رسالة إلى الحكومات الخليجية بشأن وقوف إيران الى جانب “حماسط، لكن فشل هذا الاجتماع دفع بمشعل الى العودة بخفي حنين حيث ضرب علاقات الحركة مع دول الخليج من جهة ولم ينجح بالحصول على أي فائدة من إيران من جهة أخرى.

 

وبحسب المصادر، فإن الوضع القائم حالياً في صفوف قيادة “حماس” يتطلب إعادة تقويم سياسة الحركة وتشكيل لجنة لفحص جميع القرارات التي اتخذتها القيادة الحالية برئاسة خالد مشعل، ومن ثم اختيار قيادة بديلة من خلال انتخابات نزيهة يمكنها أن تقوم بإصلاح ما أفسدته القيادة الحالية.

 

بدورها، أكدت مصادر فلسطينية أن انتخاب قيادة بديلة لـ”حماس” بات ضرورة ملحة في ضوء الخلافات الكبيرة التي ظهرت خلال الفترة الماضية بين تياري الداخل (في غزة) والخارج، مشيرة إلى أن الأول تعبر عنه قيادات الحركة وجناحها العسكري “كتائب عز الدين القسام” في القطاع، والثاني تعبر عنه القيادات المقيمة في الخارج خاصة في قطر وتركيا.

 

وأوضحت أن أبرز الخلافات بين التيارين تتعلق بقضية العلاقات مع “حزب الله” وإيران، حيث يؤيد تيار الداخل الإبقاء عليها وتعزيزها نظراً لانعكاساتها الايجابية على صعيدي التمويل والتسليح، فيما يميل تيار الخارج إلى قطعها تدريجياً على حساب التقارب مع الدول العربية وتركيا.

 

وأشارت المصادر الفلسطينية إلى أن البيان الأخير الذي صدر عن الحركة بشأن “عاصفة الحزم” في اليمن، يعبر بوضوح عن مدى الخلافات، فهو بيان ملتبس وغير حاسم لأنه أعلن وقوف الحركة إلى جانب الشرعية في اليمن، لكنه لم يعلن تأييد التحالف العربي بقيادة السعودية ضد الميليشيات الحوثية، ولم يذهب إلى حد إدانة الانقلاب على الشرعية في اليمن، في محاولة على ما يبدو لعدم إزعاج نظام طهران.