IMLebanon

شركات الشحن البحري تبتعد عن اليمن مع تفاقم الصراع

Yemen-Aden-Port

من جوناثان سول

لندن (رويترز) – تضطر شركات الشحن البحري العالمية إلى تقليص أو تعليق رحلاتها إلى اليمن مع تفاقم الصراع وهو ما يؤثر سلبا على إمدادات الأغذية إلي أفقر بلد عربي في وقت ترتفع فيه الأسعار في السوق المحلي.

ويستورد اليمن الذي يقطنه 25 مليون نسمة ما يربو على 90 بالمئة من حاجاته الغذائية بما في ذلك معظم احتياجاته من القمح وجميع حاجاته من الأرز. ويتم نقل معظم وارداته الغذائية على سفن أجنبية.

وشنت السعودية وحلفاؤها العرب غارات جوية على الحوثيين المدعومين من إيران والذين سيطروا على معظم أنحاء البلاد وأجبروا الرئيس عبد ربه منصور هادي على الفرار إلى الرياض.

ونشر التحالف الذي تقوده السعودية سفنا حربية لاعتراض السفن التي تحمل أسلحة إلى المقاتلين الحوثيين وإن كان من المفترض أن تتمتع السفن التجارية بحرية المرور.

ويبدو أن معظم الموانيء تخضع لسيطرة الحوثيين أو تتنازع عليها الأطراف المتحاربة. وتقول مصادر بالقطاع أن الكثير من شركات الشحن البحري تحجم حاليا عن المخاطرة بسفنها.

وقال مصدر بقطاع تجارة السلع الأولية العالمي على صلة باليمن “الكثير من الشركات المالكة (للسفن) وشركات الشحن بالحاويات ترفض الذهاب إلى اليمن. لا يزال بإمكانك الرسو في عدد من الموانئ لكن عنصر الخوف يتصاعد.”

وقال بيمكو وهو أكبر اتحاد دولي للشحن البحري في العالم “إذا سيطر الحوثيون على ميناء واذا اعتبرت سفينة انها تعيد تموين المقاتلين (الحوثيين) فإن السفينة قد تكون معرضة لخطر الغارات الجوية أو في الواقع لعمل عسكري بحري من التحالف.”

وقال تاجر آخر في السلع الأولية إن سفن التحالف احتجزت سفينته التي تحمل قمحا لأيام قبل أن تسمح لها بدخول اليمن. ويستشعر السكان في اليمن أثر ذلك.

وقال محمد سعد (37 عاما) من العاصمة صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون “ثمن جوال القمح الذي يزن 50 كيلوجراما ارتفع من 5000 ريـال يمني (23 دولارا) إلى 6300 ريال… الناس يشترون القمح بكميات كبيرة خوفا من حدوث نقص.”

وقال فهد الذبحاني وهو موظف حكومي من صنعاء “نعيش في كارثة من جميع النواحي. فقد ارتفع سعر القمح والدقيق كثيرا. لم نعد نجد البنزين حتى في السوق السوداء.”

وقالت ميرسك لاين أكبر مجموعة لشحن الحاويات في العالم إنها علقت جميع رحلاتها إلى اليمن.

وقالت إم.إس.إم ثاني أكبر شركة لسفن الحاويات في العالم إنها قررت تغيير مسار سفنها المتجهة لليمن “إلى موانيء بديلة أكثر أمنا في المنطقة”.

أما ثالث أكبر مجموعة للشحن بالحاويات في العالم وهي سي.إم.إيه سي.جي.إم فقالت إنها لا ترسل سفنا إلى الموانيء اليمنية مباشرة بل تكتفي بحجز مساحات على سفن أخرى ما زالت تقوم برحلات الي ميناء الحديدة.

وتعثرت عمليات تصنيع وتوزيع القمح وغيره من المواد الغذائية بالفعل. وحذرت وكالات إغاثة من أن عدن تواجه كارثة إنسانية.

وقالت جي.إيه.سي المتخصصة في الشحن البحري والخدمات اللوجستية “ميناء عدن مغلق تقريبا فيما عدا بعض شحنات النفط التي تقبع في مصفاة عدن. توقفت شحنات البضائع الجافة لعدم توافر عمال الشحن والتفريغ بسبب الاشتباكات المسلحة.”

وأضافت جي.إيه.سي أن موانيء أخرى مثل الصليف والحديدة على البحر الأحمر ما زالت مفتوحة.

غير أن انفجارا وقع بمصنع للالبان في الحديدة زاد من المخاطر. وفي ضربة أخرى سيطر تنظيم القاعدة في جزيرة العرب على ميناء المكلا بشرق البلاد الأسبوع الماضي.

وقالت شركة الملاحة العربية المتحدة لشحن الحاويات إنها أوقفت جميع عمليات حجز الشحنات. وقالت بريشاس شيبنج إحدى أكبر الشركات المالكة لسفن نقل البضائع الجافة إنها لن تسمح بدخول أي من سفنها إلى المياه اليمنية.

وغيرت أربع ناقلات للنفط والغاز الطبيعي على الاقل كانت متجهة إلى اليمن مسارها بسبب الفوضى في البلاد.

وحتى الآن لم تحدث تعطيلات كبيرة لحركة الملاحة عبر مضيق باب المندب قبالة اليمن والذي تمر فيه حوالي أربعة ملايين برميل نفط يوميا إلى أوروبا والولايات المتحدة وآسيا.

وأرسلت إيران سفينتين حربيتين إلى خليج عدن هذا الأسبوع لحماية الملاحة الإيرانية. وقال الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي إن الضربات الجوية التي يشنها التحالف بقيادة السعودية ترقى إلى “إبادة جماعية”.

وقال مايكل فرودل من شركة سي-ليفيل جلوبال ريسكس للاستشارات في الولايات المتحدة “من المستبعد أن تبادر السفن الحربية الإيرانية الي أي أعمال عدائية لكنها قد تتداخل مع السفن الحربية التابعة لدول أخرى التي قد تحاول منع المقاتلين الحوثيين على البر من إعادة التموين.”

(الدولار = 214.8500 ريـال يمني)