IMLebanon

“تلفزيون لبنان” تحت ضغط سياسي مباشر من “حزب الله”

tele-liban-logo-main-1

تجنب مجلس الوزراء اللبناني في جلسته برئاسة الرئيس تمام سلام الخوض في التداعيات السياسية المترتبة على نقل “تلفزيون لبنان” الرسمي المقابلة التي أجرتها قناة “الإخبارية السورية” مع الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصر الله وحمل فيها على المملكة العربية السعودية. وارتأى كما قال عدد من الوزراء لـصحيفة “الحياة” ان يترك معالجة ما ارتكبته إدارة التلفزيون من أخطاء أساءت الى العلاقات اللبنانية – السعودية لوزير الإعلام رمزي جريج الذي كان اتصل بالسفير السعودي لدى لبنان علي بن عواض عسيري معتذراً.

ولفت هؤلاء الوزراء الى ان تغييب هذه المسألة عن الجلسة ينم عن عدم وجود استعداد لاستحضار مشكلة جديدة الى مجلس الوزراء من دون صرف النظر عن الإجراءات التي يقوم بها شخصياً وزير الإعلام، خصوصاً ان الخطأ الذي ارتكبه “تلفزيون لبنان” لا يعبر عن موقف الحكومة وهو مرفوض في الأساس.

وكشف وزراء ان جريج اتصل برئيس المجلس الوطني للإعلام عبد الهادي محفوظ على خلفية قول الأخير انه لا يحق لوزير ان يتقدم من السفير عسيري باعتذار على ما ارتكبه “تلفزيون لبنان”. وأكدوا ان جريج اسمع محفوظ كلاماً قاسياً وشديد اللهجة لأن ليس من صلاحيته ان يقول ما يحق لوزير الإعلام وما لا يحق له، لا سيما انه موظف في نهاية المطاف وان المرجعية في “تلفزيون لبنان” تعود للدولة.

وتردد على لسان وزراء ان مجلس إدارة “تلفزيون لبنان” بدأ يتعرض منذ فترة الى ضغط سياسي مباشر من “حزب الله” بذريعة انه منحاز الى طرف ضد الآخر. ورأى هؤلاء ان “تلفزيون لبنان” بتصرفه هذا خرق سياسة النأي بالنفس التي تعتمدها الحكومة حيال الصراع العسكري الدائر في سورية رغبة منها في تحييد لبنان عن الحرائق المشتعلة في المنطقة. ومنعها من الاقتراب منه.

وأشاروا الى ان الخطأ الذي أوقع فيه “تلفزيون لبنان” نفسه يكمن من أن نقله لمقابلة نصر الله مباشرة على الهواء يشكل تطبيعاً للعلاقة مع “الإخبارية السورية” الناطقة باسم النظام السوري ما يستدعي تحديد مَن المسؤول عن ارتكاب الخطأ، خصوصاً انه ينقل مقابلة وليس خطاباً لهذا القيادي أو ذاك الذي ينقل أحياناً مباشرة على الهواء في بعض المناسبات.

وأكدوا ان هناك من ارتأى الا تطرح هذه المشكلة في مجلس الوزراء لأن علاجها يتم حسب الأصول من قبل جريج بالتنسيق مع سلام على قاعدة قطع الطريق على من يحاول الإساءة الى العلاقات اللبنانية – السعودية.