IMLebanon

كيف تتطور صناعة “الحلال” في روسيا

Halal

تشهد السوق الروسية لصناعة “الحلال” نمواً متزايداً، كما هو الحال في العالم كله. في لقائه مع “روسيا ما وراء العناوين”، يحدثنا حيدر عزيزوف، المدير العام لمركز “حلال” الدولي لتوحيد المعايير وإصدار الشهادات التابع لمجلس شورى المفتين الروسي،عن تطور هذه الصناعة الفتية نسبياً في روسيا.

ما هو المطلوب للحصول على شهادة “حلال” في روسيا؟

الحصول على شهادة “حلال” ليس بالإجراء المعقد. ولكن يجب على الشركة المتقدمة بالطلب أن تلتزم قبل كل شيء بجميع المعايير الصحية الروسية والدولية المعمول بها. أما قواعد ومتطلبات الحصول على شهادة المنتج الـ “حلال”، فإننا نطلع المعنيين عليها أثناء سير الاجراءات مباشرة، بعد أن نقوم بدراسة شاملة لدورة الإنتاج.

في البداية يدرس موظفونا بدقة العملية التكنولوجية برمتها، والمواد الخام والمكونات المستخدمة. وفي صناعة الـ “حلال”، ينبغي إيلاء اهتمام خاص للشركات المرتبطة بإنتاج اللحوم. فعملية ذبح الحيوانات أو الطيور برمتها يجب أن تتم بشكل إنساني ووفقا للقواعد الإسلامية المطلوبة. وخبراء مركز “حلال” مسؤولون عن الالتزام بكل هذه الشروط.

بماذا تتميز إجراءات الحصول على الشهادة في روسيا عن غيرها من البلدان؟

لا تختلف عملية الحصول على شهادة “حلال” في روسيا إلا قليلاً عن البلدان الأخرى. وقد وطدنا علاقاتنا مع الهيئات والمنظمات العالمية الرائدة في هذا المجال، ودرسنا تجارب العديد من البلدان مثل: ماليزيا وتركيا والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وإندونيسيا وغيرها.

حالياً، هناك توجّه لإنشاء معيار “حلال”موحّد وأوحد. وكثير من الشركات المرخصة من قبلنا تدخل بنجاح الأسواق الأجنبية لبلدان العالم الإسلامي. لغاية هذا اليوم، اجتازت أكثر من 150 من المؤسسات المنتجة والشركات التي تقدم خدمات الـ “حلال”، إجراءات منح الشهادة في مركزنا. ومن المعلوم أن مفهوم الـ “حلال” لا ينطبق على المواد الغذائية فقط، بل يتعداها ليشمل مختلف المجالات، بما في ذلك السياحة وأعمال الفنادق والخدمات الطبية والمالية.

ما هي خدمات الـ “حلال” التي تحظى بالطلب في السوق الروسية، وعلى وجه الخصوص، إلى أي حدٍ من النجاح يجري تطور العمل المصرفي الإسلامي؟

سبق أن نُشرت المعايير الدولية للخدمات المالية التي تتوافق مع الشريعة الإسلامية باللغة الروسية. ومع ذلك، لا بدّ من عمل أكثر تفصيلاً لحل المسائل المتعلقة بجانب التطبيق العملي، وهذا ما يعمل عليه الآن خبراؤنا جنباً إلى جنب مع مديرية الاقتصاد لمجلس شورى المفتين لروسيا.

في الآونة الأخيرة، تنمو بنجاح أيضاً، عملية منح شهادة مطابقة معايير الحلال في مجال الخدمات الفندقية. ويقدر حجم التداول السنوي لسوق السياحة الحلال بأكثر من125 مليار دولار، أي ما يعادل 12.3 % من مجمل السياحة الخارجية العالمية. أحد أهداف العمل الذي نقوم به هو زيادة القدرة التنافسية للمنتج الروسي، وتقديم المساعدة في إخراج المنتوجات الوطنية “الحلال” إلى الأسواق العالمية. وهنا تبرز أهمية الدعم من قبل الدولة أكثر من أي وقت مضى.

في المحصلة،من هي البلدان التي سيجري التعاون معها في مجال صناعة الحلال؟

لديناعلاقات متطورة إلى درجة كافية مع البلدان الإسلامية، بما في ذلك بلدان العالم العربي. ونعكف على تنظيم لقاءات منتظمة مع ممثلي السفارات والوزارات.

في تموز/يوليو 2014. حصل مركزنا على أوراق اعتماد من وزارة البيئة والموارد المائية لدولة الإمارات العربية المتحدة، مما سيسمح للشركات الروسية المنتجة دخول سوق الشرق الأوسط الواعدة لمنتجات الحلال. إن تصدير المنتجات الحلال الروسية عالية الجودة سيفتح فرصاً جديدة لتنمية القطاع الزراعي والصناعي في روسيا.

وقد سبق لنا القيام بإجراءات منح شهادات “حلال” لشبكة مطاعم “كازان” في دولة الإمارات العربية المتحدة، وهذا ما أثبت المكانة العالمية لهيئة إصدار الشهادات الروسية. وجدير بالذكر، أن إصدار الشهادات لمطاعم الـ “حلال” المخصصة للرياضيين المشاركين في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في شباط/فبراير 2014 في سوتشي، كانت واحدة من أهم المراحل الفارقة في عمل مركزنا.