IMLebanon

مشروع تركيب العدادات الذكيّة يشوبه «الإلتباس» و«الشبهات» !

ElectricCounters1
هاجر كنيعو
لم تعد المعركة بين المياومين وشركات مقدمي الخدمات معركة المطالبة بتثبيتهم في مؤسسة كهرباء لبنان، بل إتخذت منحى آخر ضد هذه الشركات التي يتهمها المياومون بهدر اموال الدولة لجهة عدم تحسين الجباية والصيانة. ولا يختلف إثنان على أن هذه الشركات الثلاث قد سجلت إخفاقاً في عملها لجهة المماطلة في تركيب الشبكة الذكية (1,4 مليون عداد ذكي) لما لها من دور في تأمين توازن مستمر بين الطاقة المنتجة والموزعة والمستهلكة، إلى جانب ضبط التعديات على الشبكة وسرقة الكهرباء مما يعود بالمردود على خزينة الدولة، علماً أن العقد مع مؤسسة الكiرباء ينص على أن التركيب الشامل للعدادات الذكية يبدأ في شباط 2014.
غير أن هذه العددات أثير حولها العديد من «الشبهات» في الآونة الأخيرة وخصوصاً أن من بين الشركات الموكلة تركيبها تتعاون مع شركات إسرائيلية، بحسب ما أكد المياومون سابقاً ، بعدما تم تسريب كتاباً صادر عن مؤسسة كهرباء لبنان رقمه 8078 بتاريخ 27/7/2014 موجه إلى وزارة الإقتصاد مكتب مقاطعة إسرائيل) يتعلق بتركيب عدادات ذكيةAMI تنقل المعلوماتDATA عبر شبكة الكهرباء العائدة لمؤسسة كهرباء لبنان إلى مجمع المعلوماتData Concentrator ، وتبيّن حينئذ من خلال تصفح المواقع الإلكترونية أن إثنتين من هذه الشركات تصنع أجزاء من منتجاتهاsoftware and hardware بالتعاون مع شركات إسرائيلية.
إلا أن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد ، فقد كشفت مصادر المياومين في حديث ل» الديار»، أن إحدى هاتين الشركتين وهي تدعى Echelon الأميركية المتهمة بالتعامل مع شركات إسرائيلية، تم تغيير إسمها إلى (NES) كنوع من التمويه للدخول إلى الأسواق العربية ، إلا أن أنظمة البرمجةsoftware and hardware لا تزال عينها ما يعني أن الخطر في أن تكون مهمة هذه العدادات «تجسسية» لا يزال قائما ، وفق ما أكدت المصادر.
وجاء في الكتاب التي حصلت عليه « الديار» الموجه من رئيس مجلس إدارة شركة سيدروس إنتربرايزس القابضة وكيل شركة Echelon غيث ماضي إلى رئيس مجلس إدارة «كهرباء لبنان» كمال حايك ورئيس لجنة إدارة مشروع مقدمي خدمات التوزيع إبراهيم موسى في 1 نيسان 2015 حول التعامل مع شركة NES Echelon سابقاً الأتي: بالإشارة إلى الوضوع والمرجع المبيّنين أعلاه، وبناء على الكتاب الموجه من وزارة الإقتصاد والتجارة المؤرخ بتاريخ 22/1/2015 والذي كنا قد بعثنا بنسخة عنه مرجع 709-24/1/2015 الذي يؤكد بأن ليس هناك ما يمنع من دخول شركات شركةNES حالياً (Echelonسابقاً) المناقصات والمشاريع في البلاد العربية، شرط التقيد بإجراءات معنية كنا قد باشرنا بتنفيذها. وإننا نرفق ربطاً كتاب من قبل رئيس مجلس إدارةNES يؤكد فيه سير تنفيذ الإجراءات القانونية التي طلبت من قبل وزارة الإقتصاد والتجارة. وبناء عليه، نطلب منكم التكرم بالمضي قدما في متابعة التجارب التقنية اللازمة المتعلقة بالمشروع، وتحديد الإطار الزمني الذي تحتاجونه لإكمال هذه التجارب». أمام هذه المعطيات، يبقى السؤال الذي يطرح نفسه: أين دور الرقابة؟ وهل ستسمح وزارة الإقتصاد والتجارة – مكتب مقاطعة إسرائيل بتمرير مثل هذا « التلاعب» خصوصاً مع تحفظ العديد من الجهات الأمنية على بعض الشركات الأجنبية الموردة لهذه العدادات؟
تجدر الإشارة إلى أنه، كان عقد إجتماع موسع في مؤسسة كهرباء لبنان مع الموردين لهذه العدادات من تشيكيا ومصر وغيره من البلدان للمناقشة في الأمور الفنية والتقنية، وتم الإتفاق على أخذ مهلة أسبوعين قبل إعطاء الأذونات للشركات التي تحصل على الموافقة للبدء بإحضار العدادات.