IMLebanon

هل يُغلق مدخل كازينو لبنان من جديد؟

casino-du-liban-strike
عزة الحاج حسن

لم يلبث “كازينو لبنان” أن أغلق باب قضية “الـ191 موظفاً”، حتى فُتح أمامه بابٌ جديدٌ لقضية عمالية أخرى، تتمثل بصرف 25 عاملاً وأجيراً بطريقة أقل ما يقال فيها إنها لا تمت الى الإنسانية بصلة.
إدارة الكازينو وبطريقة “مُبتكرة” فريدة من نوعها تعتمدها في صرف العاملين والأجراء، أبلغت هؤلاء العمال بصرفهم المفاجئ في رسالة هاتفية لا تتعدى بضع كلمات، من دون أن تراعي أبسط حقوقهم كعاملين، ومشاعرهم كبشر.

من هم هؤلاء المصروفون الجدد؟ هم شبان وشابات جامعيون يشغلون في كازينو لبنان وظائف شاغرة، أو وظائف تقاعس أصحابها الأساسيون عن تأديتها، لا يتمتعون بضمان صحي ولا بإجازات مرضية ولا بتعويض نهاية خدمة ولا بعقد عمل قانوني، أما رواتبهم فلا تتجاوز 800 دولار شهرياً بأفضل الأحوال.
يرتبط العمال الـ25 بعقود مع شركة Chrysantheme التي ترتبط بدورها بعقد مع كازينو لبنان لشغل وظائف شاغرة غالبيتها في قسم الإستقبالات، وقد تم التعاقد معهم عندما قررت إدارة الكازينو وقف التوظيف والتعاقد مع شركات خاصة تسد حاجات الكازينو التوظيفية وتملأ الشغور.

واليوم وبعد أن تراجعت إدارة الكازينو عن صرف الـ 191 موظفاً لديها، وخيرتهم ما بين العودة الى أعمالهم أو التعويض عليهم بمبالغ سخية جداً، اضطرّت الى الإستعاضة بمصروفين جدد في إطار تنفيذ خطة إصلاحية تقتضي تنظيم الكادر البشري، فعمدت الى صرف متعاقدي شركة Chrysantheme، معلّلة ذلك باستغنائها عن التعاقد مع الشركات.
“لكن تعليل إدارة الكازينو صرف العمال المذكورين بمحاولة الإستغناء عن عمل الشركات لا يمكن أن يمر مرور الكرام على العاملين”، فبحسب رئيس “الاتحاد العام لنقابات عمال لبنان” مارون الخولي، فإنّ وقف عمل الشركات يجب أن يسري أيضاً على الشركات الأخرى المتعاقدة مع الكازينو.
وإذ يعترض الخولي الذي تبنى مطالب العمال المصروفين والسير بها، في حديثه الى “المدن”، على الطريقة المهينة التي اعتُمدت في صرفهم، يعتبر أن على إدارة الكازينو أن تعاملهم أسوة ببقية الشركات الخاصة، لاسيما شركة “أبيلا” المشغل الرئيسي لألعاب الميسر في الكازينو، والتي تحوّل موظفوها من متعاقدين الى موظفين ثابتين.
ويعتزم المصروفون، كما قال المتحدث باسمهم ايلي شهوان في حديث لـ “المدن”، تنفيذ اعتصام أمام كازينو لبنان يُعلن عنه الإثنين المقبل في مؤتمر صحافي، “الى حين تراجع الإدارة عن قرار الصرف المعيب، والعمل على تثبيتنا أسوة بزملائنا في الشركات الخاصة الأخرى”.
ورداً على اعتراض المصروفين الـ25 على قرار صرفهم اعلن وكيل مؤسسة Chrysantheme المحامي سامر سمعان أن هؤلاء المصروفين يرتبطون بعقد مقاولة مع مؤسسة Chrysantheme وتم انتهاء عقدهم من دون تجديده.

ولكن، في حال صحّت ادعاءات سمعان، فهل يصح للشركات “المحترمة” أو المرافق العامة ككازينو لبنان أن تبلغ العاملين لديها بقرار صرفهم عبر رسائل هاتفية، وتجريدهم من أدنى حقوقهم كعاملين؟
الفضيحة مدوّية “بحسب الخولي” ولا يمكن السكوت عنها، “وإذا كان الموظفون المصروفون لا ينتمون سياسياً الى أي من الأحزاب، فذلك لا يبرر الإستخفاف بالتعاطي معهم، لاسيما أنهم يغطّون ساعات عمل أكثر بكثير من الموظفين الثابيتن، ولا يتقاضون سوى بضع مئات من الدولارات”.