IMLebanon

افتتاح مؤتمر دور البلديات في العمل الاجتماعي

rashid-derbas

افتتحت بلدية الدكوانة – مار روكز – ضهر الحصين أعمال مؤتمرها حول “دور البلديات اللبنانية في العمل الاجتماعي”، برعاية وزير الشؤون الإجتماعية رشيد درباس، الذي تنظمه بالتعاون مع جمعية المدن المتحدة في لبنان – المكتب التقني للبلديات اللبنانية، ومع لجنة رؤساء البلديات اللبنانية، وجمعية المدن المتحدة – فرنسا (CUF)، والمركز الوطني الفرنسي لتدريب موظفي السلطات المحلية (CNFPT)، والمعهد الفرنسي في لبنان، قبل ظهر اليوم في فندق “هيلتون حبتور” – سن الفيل.

حضر الافتتاح الوزير السابق زياد بارود، رئيس جامعة “المنار” الوزير السابق سامي منقاره، هنري لوبروتون ممثلا السفير الفرنسي باتريس باولي، محافظ عكار المحامي عماد لبكي، رئيس بلدية الدكوانة المحامي انطوان شختورة، رئيس جمعية المدن المتحدة في لبنان ومدير المكتب التقني للبلديات بشير عضيمي، مديرة المركز البلدي للعمل الاجتماعي في مدينة روبيكس الفرنسية سيفرين سويتار، منسقة برامج المعهد الاوروبي للتعاون والتنمية ديلفين كونبان، منسق برنامج “موزاييك” مكتب التعاون الايطالي في بيروت جان لوقا بورتاكولونييه وعدد من رؤساء البلديات واعضاء المجالس البلدية وممثلون عن الجمعيات الانمائية والخدماتية وشخصات اكاديمية وعلمية وانمائية واجتماعية.

شختورة
بداية النشيد الوطني، ثم القى شختورة كلمة أوضح فيها أن “المؤتمر يلقي الضوء على دور البلديات في العمل الاجتماعي، خصوصا في هذه الظروف الصعبة والضاغطة بسبب أزمة النازحين السوريين والتحديات الكبيرة على كاهل البلديات على الصعد كافة”، مشيرا الى ان “دور البلديات لا يقتصر فقط على هذه النواحي من العمل بل يهدف الى توسيع الخدمة والعمل الاجتماعي”، مشددا على ان “هدف المؤتمر الاضاءة على العلاقة وكيفية دعم البلدية واستمرار عملها”.

عضيمي
وتحدث بشير عضيمي عن اعمال المؤتمر وتركيزها على العلاقة بين البلدية والعمل الاجتماعي وتوزيع المؤتمر اعماله على ثلاث طاولات من اجل تفعيل النقاش.

بارود
أما بارود فأعرب قبل ترؤسه الطاولة المستديرة، عن سعادته في عودته الى “هذا المكان الذي يقرن العمل بالفعل”. وقال: “ان دور البلديات اساسي في التنمية والسياسات البلدية هي سياسات عامة معنية بالمحليات، وعلينا المقارنة فعلا بين وضع البلديات من طرقات وساحات عامة ما قبل سنة 1998 وما بعده لنلاحظ اهمية العمل البلدي رغم الظروف الصعبة التي يمر بها البلد، وان التأجيل الذي شهدته الانتخابات البلدية منذ سنة 1967 وحتى 1998 سببه الوحيد هو اعداد قانون بلدي عصري”.

أضاف: “تأتي اهمية هذا المؤتمر في أنه يضيء على دور البلديات في العمل الاجتماعي خصوصا ان بعضها اي الكبرى منها تستطيع ان تقوم بالخدمات الاجتماعية الى حد ما ولكن البلديات الصغرى تحتاج الى التعاون مع بعض الجمعيات لتقوم بذلك، خصوصا في ظل النزوح السوري الكبير وانعكاساته السلبية”.

ثم ترأس الطاولة المستديرة الاولى والتي شارك فيها رئيس بلدية الغبيري محمد سعيد الخنسا الذي اشار في كلمته الى “ضرورة توفر امرين اساسيين في كل بلدية هما مكتب التنمية والمكتب الاجتماعي، اضافة الى الخطة العامة للعمل البلدي السنوية وكل خمس سنوات، كل ذلك قبل عرض نماذج العمل ويجب ان يبنى ذلك على الشعور بالمواطنية والانسانية والالتزام الديني والاخلاقي”.

مداخلات
بعد ذلك، كانت مداخلة لسويتار تحدثت فيها عن العمل الاجتماعي واهميته في بلدية روبيكس الفرنسية. ثم ادلى رئيس بلدية رحبة عكار بشهادته عن وضع بلديته في ضوء تداعيات ازمة النزوح السوري وانعكاساتها على بلديته والضغوط الكبيرة التي تتحملها البلدية.

وكانت مداخلة لمدير برامج التنمية الاجتماعية والمحلية في برنامج الامم المتحدة الانمائي راغد راضي، فنقاش مع المشاركين.

وترأس منقارة الطاولة المستديرة الثانية وكانت بعنوان “العمل البلدي الاجتماعي من الانية الى الاستدامة”، وشارك فيها مدير التنمية الاجتماعية في وزارة الشؤون الاجتماعية جورج ايدا.

لبكي
وعن التنسيق بين السلطات المركزية واللاحصرية المحلية، تحدث محافظ عكار الذي شدد على “اهمية التنسيق بين المستويات المركزية واللاحصرية واللامركزية في مجال العمل الاجتماعي، وعلاقة المحافظات بالبلديات ومفهوم واهداف العمل الاجتماعي الهادف الى اقرار العدالة الاجتماعية”، لافتا الى ما يتعلق بإدارة ازمة النازحين السوريين والتنسيق الاداري بين المحافظ والبلديات واتحادات البلديات.

ثم تحدثت مسؤولة قسم مكافحة الاقصاء والتهميش في معهد “انجيه” التابع للمركز الوطني الفرنسي لتدريب موظفي السلطات المحلية توريا لوبلونديل عن الموارد البشرية وكيفية تطوير ادائها، وعن آليات استحداث اقسام ودوائر تعنى بالعمل الاجتماعي وتعديل الملاك البلدي للعميد منقاره، وشهادة عن تجربة الكتب البلدي للتنمية المحلية من رئيس بلدية سن الفيل نبيل كحالة تلاها نقاش.

أما الطاولة الثالثة فترأسها رئيس بلدية الشياح ادمون غاريوس حول العمل الاجتماعي البلدي كقاطرة للمبادرات المحلية: تجارب وشهادات.

وكانت مداخلة للدكتور انطوان روك مهنا عن تجربة الجامعات مع البلديات. تلاها نقاش وشهادات لرؤساء بلديات واساتذة وخبراء.

الجلسة الختامية
وألقى رئيس بلدية الدكوانة كلمة شدد فيها على “أهمية الكفاءات البشرية لدينا وهي قادرة على تنظيم اهم الفعاليات والمؤتمرات”، داعيا الى “العمل المستدام في البلديات بما يؤسس لكفاية على صعيد مواجهة مختلف الاعباء الناتجة عن ازمة سوريا ونتائجها من النازحين التي تفوق قدرة البلديات والدولة اللبنانية على المواجهة”.

وأكد “ضرورة مأسسة العمل البلدي وتعزيز قدرات البلديات في مواجهة ازمة النزوح وتسهيل اجراءات توسيع الملاك الوظيفي في البلديات وتوسيع النشاط الاجتماعي”.

جابر
ثم كانت مداخلة لرئيسة مجموعة لبنان في جمعية المدن المتحدة في فرنسا وعضو المجلس العالمي لمنظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة سامية جابر قالت فيها: “ان مسألة التعاون والعمل الاجتماعي في البلديات هي مسألة بالغة الاهمية لأننا نشعر بأننا نعمل كما لو قطرة في بحر من التطلعات والافكار، فالبعد الوقائي مهم في هذا المجال، والعمل الاجتماعي هو عمل متنوع المشارب وفرنسا هي من البلدان التي طورت مروحة هذا العمل. في لبنان غنى بالعمل البلدي وفرنسا مستعدة للتعاون مع البلديات والجمعيات اللبنانية وحيث انكم تشهدون بداية العمل الاجتماعي مع ضغوط الازمة السورية. ان جمعية المدن الفرنسية ستواصل عملها الى جانب الجمعية اللبنانية لما فيه المصلحة العامة”.

لوبروتون
بدوره، هنأ ممثل السفير الفرنسي بلدية الدكوانة وكل المشاركين في هذا المؤتمر مرحبا بوجود وفد فرنسي كبير مشارك، آملا “خروجه بنتائج ايجابية في المستقبل، خصوصا بعد وجود اكثر من مليون ومئتي الف نازح سوري اي ما يعادل ثلث سكان لبنان”.

ولفت الى ان “المجتمع المحلي اللبناني لعب دورا رياديا في استقبال النازحين وفي تعاونه مع السلطات، مع العلم ان هذه الاعداد الهائلة من النازحين لا قدرة للدولة اللبنانية على تحمل اعباء الاهتمام بها وتشكل ضغطا على كل المستويات الخدماتية والصحية والتربوية”، مشيرا الى ان “فرنسا مع الاتحاد الاوروبي تساهم ماديا في تقديم العون للبنان لمواجهة هذا العبء الكبير”.

درباس
أما وزير الشؤون الاجتماعية فقال: “الكل يعرف اننا في دولة فشلت في انتخاب رئيس للجمهورية وفشلت في انتخاب نواب وراحت تخالف قانون الطبيعة وتمدد لكل شيء وتفشل في انجاز موازنة فحتى الان لا زلنا نعيش على فتات موازنة 2005. ان من يراكم يتيقن أن الخلايا الحية في الجسم اللبناني ما زالت حية وسليمة ولا زالت تعمل. ولست هنا لأشكو أمري ولكن هذا المؤتمر الهام قد جعل عقلي يضج بالافكار”.

أضاف: “منذ تكون وعيي في الحقل العام كنت مؤمنا أن التنمية المحلية يجب أن تقاد بواسطة البلديات وأن كل مواطن من حقه أن يكون تابعا للمنظومة البلدية، ولكن هذه البلديات المنتشرة لا تملك من الامكانات والتمويل الا كي تدفع الرواتب وتسير الامور وهذا غير كاف بل يجب أن يكون مالها صالحا لتنمية مستدامة ولتطوير مستمر، وللأسف الشديد ان البلديات قد سكنتها صفات التسول مثل ما اصابت وزارات الدولة. مع العلم أن التنمية والتطوير هما من صفات الاخلاق والديموقراطية في النفوس ولتمرين الناس كي يصبحوا صالحين لانتخاب مسؤوليهم السياسيين”.

وقدم مقترحات “لا تمس طريقة العمل البلدي بل قانون البلديات، فهذا القانون كالرجل الذي يعطى اجنحة كي يطير ولكنه في نفس الوقت يكبل بالسلاسل المعدنية. اذا فالخلل الأصلي هو في الرقابة المسبقة على اعمال المجلس البلدي وكل عمل كي يكون مبدعا يجب ان يتفلت من سلاسل الرقابة ويبعد عن التزمت”.

وقال: “ان القانون بشكله الحالي مصاب بمرض يجب تصحيحه، اذ بعيد انتخاب المجالس البلدية يدب الانقسام والنزاع والانشقاق بين اعضائها فتنهار البلدية وتسقط ويتولى ادارتها موظف من الدرجة الرابعة. ولذلك أرى انه في حالة استقالة اي عضو يحل مكانه العضو الرديف حكما. ان البلديات تكون صورة عن ناخبيها فكلما كانت بلدية حية يعني ان اهلها نشيطون ومتطورن دائما وكلما كانت كسولة وخاملة تكون على صورة اهلها”.

أضاف: “اول مهام اي رئيس بلدية فور انتخابه أن يخلع ثوب الساسة الذي اوصله حتى لا يكون فاشلا، ان يكون ناكرا للجميل كي يعمل وفق القوانين وليس وفق الوساطات والاكرامات. والصلاحيات الموجودة في القانون تسمح للبلديات بالابداع، خصوصا اننا نرى بلديات قد قامت بانتاج الكهرباء وتوزيعها على مواطنيها وباستطاعة البلديات اليوم ان تنتج الطاقة النظيفة وتبتكر ما لا يخطر على بال السلطات لان النظام السياسي قد اصيب بالعقم وفقدت القوى السياسية القدرة على التصالح والنقد الذاتي، لذلك انا اعول عليكم المبادرات الطيبة والنجاح في الانماء”.

دروع
ثم قدمت دروع تقديرية من بلدية روبيكس الفرنسية لدرباس وشختورة وجابر ولوبروتون.