IMLebanon

“كامب ديفيد”.. تطمينات للخليج ومخارج لليمن وأسئلة سورية؟

syria-war-1

 

يردد أحد المتابعين عبر صحيفة “السفير” أن “السعودية تستشعر “الخطر الإيراني”، ولذلك، “قررت أن لا عودة إلى الوراء قبل لجم الاندفاعة الإيرانية في المنطقة”. صحيح أن دول الخليج تتشارك بين بعضها البعض القراءة نفسها إزاء الدور الإيراني، لا بل ثمة دول إسلامية أخرى تشاركها القراءة ذاتها، غير أن أساليب المواجهة، كانت ولا تزال محور خلاف، وشكّل “دوز” الانخراط في “العاصفة”، أفضل ميزان للتعرف على مواقف هذه الدولة أو تلك، من دون إهمال البعد الأميركي وراء عدم حماسة الكثير من العواصم للخيار العسكري، وخصوصا الخيار البري، من دون إغفال اثر “الإغراءات” التي قدمها الإيرانيون لبعض العواصم والتي فرضت تحييدها، ناهيك عن اعتماد بعض الدول سياسة مزدوجة تقضي بالوقوف على «خاطر» المملكة وقيادتها الجديدة من جهة والمضي في خيارات متمايزة من جهة ثانية، وهذا الأمر يسري على الأردن ومصر، اذ يقول الإيرانيون إنهم يتمنون أن ينسحب ما يسمونه “شهر العسل الإيراني ـ الأردني” على علاقتهم بالمصريين.. قريبا!

في “السياق النووي”، يمكن تفسير دخول العامل الإسرائيلي “إعلاميا” على خط جبهة القلمون تحديدا وتهليل بعض الفضائيات العربية لنتائج ما زال “حزب الله” يبحث عن حقيقتها الميدانية منذ أيام فلا يجد أنها تستدعي تعليقا صغيرا. الأمر نفسه يسري على تهدئة الميدان العراقي في انتظار تبلور معطى سني قادر على احتلال “الكادر” بدل “الحشد الشعبي” أو قائد “فيلق القدس”. أما المعطيات السورية، فلا يمكن تجاهل حقائقها، خصوصا في ادلب وجسر الشغور، ولو أن النظام السوري يحيل ما جرى هناك إلى هدف تركيا الذي يبشر به أيضا بعض زوار واشنطن من اللبنانيين، إلا وهو إقامة منطقة حظر جوي في الشمال السوري (أو منطقة عازلة)، بحسب “السفير”.

ويتفق المتابعون على أن “الشهرين المقبلين الفاصلين عن فرصة التفاهم النووي، سيشكلان فرصة لمنازلة إقليمية في العديد من الساحات المترابطة، وخصوصا سوريا واليمن والعراق، وأن الأسبوعين الآتيين سيشهدان اندفاعات أو انتكاسات ميدانية في هذه الساحة أو تلك، لمصلحة أحد المعسكرين السعودي والإيراني، وذلك، على خلفية تحضير المسرح الإقليمي لجلوس اللاعبين الأساسيين على الطاولة”.

ومن الواضح أن “الأميركيين يعولون على موعد الثالث عشر والرابع عشر من أيار في كامب ديفيد، “فالرئيس الأميركي أراد بدعوته قادة دول مجلس التعاون الخليجي إلى هذا المنتجع الأميركي الشهير، محاولة إقناعهم بمنحه الضوء الأخضر للقيام بدور يبدد مخاوفهم ويوفر لهم الضمانات الأمنية اللازمة لمرحلة ما بعد التفاهم النووي النهائي، وبالتالي، سيطرح عليهم مجموعة أفكار تتجاوز هذا الملف، إلى محاولة تلمس استعدادات الخليجيين للحديث عن ملفات أخرى أبرزها اليمن، سوريا، العراق والصراع العربي الإسرائيلي” على حد تعبير أحد الديبلوماسيين العرب.

ويقول الديبلوماسي نفسه إنه “لا يمكن توقع أية نتائج حاسمة منذ الآن، وليس مستبعدا أن يجد الأميركيون أنفسهم أمام خطاب سعودي متشدد قد يؤدي إلى زيادة الموقف تعقيدا، خصوصا وأن الرياض تتصرف بوصفها مهزومة من خلال أي اتفاق أميركي ـ إيراني”.

الانطباع السائد في واشنطن أن “ما تم انتزاعه من إيران لم يكن سهلا وأن اليمن يحتاج إلى مؤتمر تأسيسي إما يعقد في سلطنة عمان أو في دولة إسلامية أو عربية لم تتورط في النزاع اليمني، برعاية الأمم المتحدة، أما سوريا، فان ظروف التسوية فيها لم تنضج بعد ولن تنضج قبل سنة على الأقل، ولا شيء يحول دون مضي مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا بمهمة محاورة أطراف المعارضة والنظام في أيار المقبل، وذلك في موازاة تشجيع المصريين على لعب دور فاعل في الأزمة السورية، على أن تشكل القوة العربية المشتركة (رمزيا) باكورته الأولى، من خلال البحث عن دور لها في الفصل مستقبلا بين المتقاتلين على الأرض السورية”.

الانطباع الأهم في واشنطن أن “ظروف أية تسوية فلسطينية ـ إسرائيلية «ستبقى متعذرة في ظل وجود بنيامين نتنياهو على رأس السلطة”، لذلك، يتجه الأميركيون إلى محاولة إصدار قرار عن مجلس الأمن الدولي قبل نهاية هذه السنة، ينص على إنشاء الدولة الفلسطينية وحدودها.. ويعطي الفلسطينيين سلاحا دوليا في مواجهة نتنياهو وما باتت تشكله سياساته من عبء على الإدارة الأميركية”، كما يردد مسؤولون في واشنطن أمام ضيوفهم العرب.