IMLebanon

قطف «التفاحة الكبرى» في سوق الصين مستهدف «أبل»

AppleChina2
تيم برادشو

شهد الربع السابق في شركة أبل أول أمرين كبيرين لأعمالها في الصين، لكن الأكبر لا يزال في الطريق. مبيعات جهاز الآيفون في الصين الكبرى، التي تشمل البر الرئيسي وهونج كونج وتايوان، تفوّقت على تلك التي في الولايات المتحدة، كما أن إجمالي الإيرادات في المنطقة تجاوز أوروبا.
تنبؤ تيم كوك، الرئيس التنفيذي لشركة أبل، في عام 2013 بأن الصين ستصبح أكبر سوق لشركة أبل، لا يبدو بعيداً جداً.
بن بجارين، المحلل في شركة كرييتف ستراتيجيز، يُشير إلى أن إيرادات شركة أبل من مبيعات الصين يمكن أن تتجاوز تلك التي من الولايات المتحدة، في مثل هذا الوقت من العام المقبل كأقرب وقت، في ربعها المالي الثاني. ويقول: “إن الأمر هو الآن تماما ضمن مرمى البصر، ما يجري في الصين هو أمر لم يسبق له مثيل”.
كما ارتفعت الإيرادات في الصين بنسبة 71 في المائة في الأشهر الثلاثة المنتهية في آذار (مارس)، مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، لتصل إلى أعلى مستوى عند 16.8 مليار دولار، مقارنة بنمو 19 في المائة في الأمريكيتين. وقد ارتفع جهاز الآيفون بنسبة 72 في المائة في الصين من حيث عدد الوحدات، في سوق الأجهزة الذكية المُقدّر أن تنمو بنسبة 5 في المائة.
قال كوك يوم الإثنين الماضي: “كل شيء تنظر إليه في الصين كان جيداً للغاية، لم أشهد هذا العدد الكبير من الأشخاص يأتي إلى الطبقة المتوسطة، كما هي الحال في الصين، وهذا هو المكان حيث يذهب الجزء الأكبر من مبيعاتنا”.
يعتبر نجاح شركة أبل في الصين مدهشا، نظراً للصعوبات التي تواجهها غيرها من شركات التكنولوجيا الغربية هناك.
يقول جاك دوسون من شركة جاكدو للأبحاث: “إن “أبل” تناسب بشكل هائل الطبيعة الطموحة للطبقة المتوسطة المُتنامية في الصين، التي تشعر بالانجذاب نحو المنتجات غير الصينية، خاصة الغربية، ولا سيما تلك التي تملك علامة تجارية فاخرة”.
شركة أبل هي شركة التكنولوجيا الوحيدة القادرة على الوصل بين أسواق التكنولوجيا والمنتجات الفاخرة، وهذا سيخدمها جيداً بشكل خاص عندما يتعلق الأمر بالساعة. رد الفعل من وول ستريت كان أيضاً متحمساً.
وصلت أسهم شركة أبل إلى مستوى مرتفع، لتفتح بسعر عال يبلغ 134.54 دولار، مطلع الأسبوع، لكن سرعان ما فقدت الزخم. بحلول منتصف الصباح كان يتم تداول أسهم “أبل” بأكثر من 1 في المائة أقل في ذلك اليوم. مع ذلك، فإن الاستجابة من المحللين على الأرقام كانت حماسية.
قال جين مانستر، المحلل في شركة بايبر جافراي، في مذكرة بعد ظهور النتائج: “نحن نعتقد أن قصة نمو الصين ستستمر، على الرغم من التغيرات الأخيرة من الحكومة الصينية، التي أضافت شركة أبل إلى قائمة “عدم الشراء” الخاصة بها”.
وكما أشار مانستر، فإن الاعتماد على الصين من أجل النمو يمكن أن يكون بمنزلة نعمة ونقمة، مع بيئة قانونية وتنظيمية أقل قابلية للتنبؤ بكثير من الولايات المتحدة.
في تموز (يوليو) الماضي، ادعت وسائل الإعلام الحكومية في الصين أن تكنولوجيا التعقب في جهاز الأيفون من شركة أبل، كانت بمنزلة تهديد للأمن القومي، وهو ادّعاء نفته الشركة.
كما اعترضت مجموعات التكنولوجيا في الولايات المتحدة أيضاً على القواعد، التي تم اقتراحها في وقت سابق من هذا العام، التي تم تأجيلها، التي تتطلب منها تسليم مصدر برامجها حتى تتمكن من البيع للمصارف الصينية.
يوم الإثنين، ركز كوك على الفرص المحتملة في الصين. حتى وقت قريب، معظم نجاح شركة أبل في الصين كان بسبب جهاز الآيفون، لكن هذا يبدأ في التغير.
قال كوك إن جهاز الآيباد، الذي يُعتبر نقطة سلبية على نتائج “أبل” الشاملة، بانخفاض الإيرادات العالمية بنسبة 29 في المائة، حصل على أفضل ربع له في الصين. حتى مبيعات جهاز الماكنتوش تنمو في سوق أجهزة الكمبيوتر الصينية الكئيبة من ناحية أخرى.
وجزء من ذلك هو بسبب فتح المزيد من متاجر شركة أبل في الصين، منها ستة متاجر في الربع الماضي وحده. يقول لوكا مايستري، كبير الإداريين للمالية في أبل: “قمنا بكثير من الاستثمارات في الصين خلال الأعوام القليلة الماضية وقد بدأنا نجني ثمارها”.
متجر الشركة على الإنترنت يستطيع الآن الشحن إلى 350 مدينة صينية في الوقت الذي تعتزم فيه زيادة عدد متاجر التجزئة الفعلية بمقدار الضعف، لتصبح 40 متجرا بحلول نهاية العام.
تنبؤ باجارين الأكثر طموحاً هو جزئياً قائم على التوسّع المستمر لعائلة منتجات “أبل”. الزبائن الذين يشترون أكثر من جهاز واحد أو خدمة من الشركة هم أكثر ترجيحاً ليبقوا أوفياء، بدلاً من التحوّل إلى الشركات المنافسة الآسيوية مثل “سامسونج” أو “لينوفو” أو “تشياومي”.
النمو السريع في الإنفاق على الأبحاث والتطوير في “أبل”- التي ارتفعت بنسبة 39 في المائة لتصبح 3.8 مليار دولار في الأشهر الستة الماضية- يُظهر أنها تستثمر على عدة جبهات، من خدمات مثل “أبل باي” وخدمة الموسيقى من آيتيونز إلى أجهزة جديدة، منها جهاز فك تشفير تلفزيون أبل المُحسّن.
يقول مايستري: “نحن نعمل بجدّ لنرى ما إذا كنا نستطيع إدخال خدمة “أبل باي” إلى بلدان أخرى في كل أنحاء العالم”.
العديد من الأسس موجودة في الأصل للإطلاق في الصين، حيث حدّثت متاجر التجزئة صناديق الدفع في المحال لدعم بطاقات الدفع ذات الاتصال اللاسلكي هذا العام.
خدمة “أبل باي” التي تتطلب جهاز آيفون 6 أو ساعة أبل، تستخدم تكنولوجيا دفع لاسلكية مماثلة.
شركة أبل تعمل بالأصل مع شريك محتمل من أجل خدمتها للدفع عبر الهاتف الخلوي في يونيون باي، وهي أكبر شركة لإصدار بطاقات البنوك في الصين.
يقول باجارين إن الصفقة التي تمت في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، مع الشركة لمعالجة المعاملات من خلال متجر “أبل” قد عملت على زيادة المشتريات من التطبيقات والخدمات الرقمية.
وهذا ساعد على التقليل من عدد مشتري أجهزة الآيفون الصينيين، الذين يعمدون إلى “اختراق” أجهزتهم لتشغيل متاجر التطبيقات المحلية بدلاً من تطبيقات “أبل”.
وقال كوك يوم الإثنين إن الشركة دفعت خمسة مليارات دولار لشركات صينية لتطوير التطبيقات، أكثر من نصف ذلك كان في الـ 12 شهراً الماضية. “شركات التطوير الصينية تأتي بأعداد كبيرة، فهناك زخم هائل يتجمع في مجتمع شركات التطوير”.
وهناك دفعة أخرى في الصين تأتي من جهاز فك تشفير تلفزيون أبل الجديد، المتوقع أن يتم الكشف عنه في مؤتمرها السنوي للمطوّرين في سان فرانسيسكو في حزيران (يونيو) المقبل.
اعتاد المستهلكون في الصين على بث التلفزيون والأفلام عبر الإنترنت من خلال عديد من الأجهزة. مع أن الصين تحتل حيّزاً كبيراً في مستقبلها، إلا أن التحوّلات في التركيبة السكانية تفتح أسواق نمو جديدة بالنسبة لشركة أبل، على الرغم من مكانة جهاز الآيفون المميّزة في قطاع الهواتف الذكية، حيث الأسعار تنخفض على نطاق واسع بالنسبة للمستهلكين.
في حين أن حجم مبيعات جهاز الآيفون في الهند لا يزال صغيراً، مقارنة بالصين ومبيعاتها في البرازيل تُعرقلها الأسعار المرتفعة، إلا أن هناك دولا أخرى مثل المكسيك وتركيا تبدو واعدة.
ارتفعت إيرادات الأسواق الناشئة بنسبة 58 في المائة على أساس سنوي في الربع الماضي وتضم أقل من 40 في المائة بقليل من إجمالي مبيعاتها. في غضون ذلك، ارتفعت أسواق مجموعة البريك (البرازيل وروسيا والهند والصين) بنسبة 64 في المائة.
قال كوك: “ليس بإمكانك زيادة تلك الأنواع من الأرقام بدون الوصول بشكل كبير إلى الطبقة المتوسطة”. في الأشهر المقبلة، يمكن أن تصل ساعة أبل أيضاً إلى بعض هذه المناطق الجديدة، لتُضيف سبباً آخر للبقاء في “النظام البيئي” الخاص بشركة أبل.
سواء كانت الساعات، أو خدمة الدفع عبر الهاتف الخلوي، أو خدمة التلفزيون أو التطبيقات، فإن حزمة منتجات “أبل” مُصمّمة لتضمن أنه بمجرد التقاط مستهلكين جُدد من الطبقة المتوسطة، سيبقون أوفياء لعلامتها التجارية. يقول باجارين: “إنهم لا يبيعون مجرد هاتف لشخص ما – فهذا يحدث بالفعل، فالأمر يتعلق ببضع أسواق ناشئة، وأهمها الصين، حيث الارتفاع لا يزال كبيراً”.