IMLebanon

جعجع لـ”حزب الله” من دون أن يسمّيه: كفّ شرّك عنا!

samir-geagea-2

”أكد رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع ان غازي كنعان وجامع جامع ورستم غزالة كلهم رحلوا وبقيت “القوات” وبقي لبنان، مضيفًا: “سمعنا في الفترة الأخيرة البعض يقول لنا لا تخافوا فنحن نحميكم من داعش والنصرة، ولهذا البعض نقول “من طلب حمايتك كل ما طلبناه منك أن تكف شرّك عنا”.

جعجع وفي كلمة القاها خلال احتفال حاشد في معراب شارك فيه حوالي ثلاثة آلاف طالب من كل لبنان لمناسبة “يوم الطالب”، قال: “سنظل نقاوم ونقاوم كي نغلب الايام الصعبة ونحولها لايام طبيعية، مشددًا على ان “القوات” كحركة مقاومة مستمرة للوصول لدولة سيدة بالفعل، حرة بالفعل، مستقلة بالفعل، دولة قوية تضمن أمن أولادها وإستقرارهم، دولة كل السلاح بيدها، وكل القرار لها وحدها.

واذ اكد ان العين اللبنانية قاومت المخرز الأسدي، وإعتبر جعجع أن 14 آذار ليست حركة حزبية بالمعنى الضيّق للكلمة، بل هي ضرورة وطنية، مضيفًا: “تخيّلوا لبنان للحظة الآن من دون 14 آذار، ماذا كان بقي منه؟ كان ما تبقّى من الدولة اللبنانية صار بخبر كان، ولهذه الأسباب أدعو كلّ اللبنانيين الى تأييد 14 آذار، لأن هذا هو المشروع الوحيد الذي يُخرجنا من الحفرة التي نحن فيها”.

ونبه من خطر المخدرات وآثارها السلبية على الشباب، داعيًا الدولة اللبنانية “الى تفعيل أنشطة المكافحة التي تقوم بها للقضاء على التجار والمروّجين”.

نص كلمة جعجع:

” إذا سألوكم من أنتم؟ قولوا لهم نحن رمزي عيراني، وبيار بولس، وطوني ضو. وإذا سألوكم من هو رئيسكم؟ قولوا لهم بشير الجميّل. وإذا قالوا لكم: لكن هؤلاء ماتوا وليسوا أحياء! فقولوا لهم: هؤلاء أبطال، والبطل لا يموت! كلّ الناس يموتون، إلاّ هؤلاء يبقون أحياء.”

ووجّه جعجع “تحيّة لكلّ طالبة، لكل طالب، لكل طالب حريّة وسيادة واستقلال، لطلاب القوات اللبنانية، لأحفاد المقاومة اللبنانية، تحيّة للقمحة التي ستصبح سنبلة والتي ممكن أن تنحني مع الريح لكنها لا تنكسر أبداً أبداً أبداً!”

وأضاف “أنا أعلم أنّ الأوضاع صعبة اليوم، ولكننا محصنون بالوراثة ضد الأيام الصعبة، ونعرف كيف نتعاطى معها: نقرأها صح، نفكر صح، ونخطط صح. نأخد قرارات، في أوقات كثيرة تكون قرارات صعبة، وننطلق لتنفيذها… ونبقى نقاوم ونقاوم ونقاوم حتى نغلب الأيام الصعبة ونحوّلها الى أيّام طبيعية. قوّة بالعقيدة، عمق بالإيمان، صلابة بالإلتزام، صمود في وجه المخاطر، هكذا نحن، هذه هي القوات اللبنانية”.

ولفت جعجع الى أن “الشر يمكن أن يفكر نفسه قد انتصر في حالة واحدة فقط وهي حين تشعرون بالقرف من كل الذي يحصل فتجلسون على الحياد. لذا لا يجب أن نشعر بالقرف، لا يجب ان نتعب، وسنستمر ونستمر الى حين يتعب الشر وينكسر التطرّف، وينتصر لبنان! قوة بالعقيدة، عمق بالإيمان، صلابة بالإلتزام، صمود في وجه المخاطر ومقاومة، مقاومة، مقاومة، هكذا نحن وهذه هي القوات!”

وتابع:” كلّنا نتذكّر عنجر، كلّنا نتذكّر البوريفاج وكلّنا نتذكّر عهد الوصاية، كلّنا نتذكّر الإضطهاد والتعذيب، كلّنا نتذكّر 23 آذار تاريخ حلّ الحزب، كلّنا نتذكّر 21 نيسان تاريخ إعتقال رئيسه، كلّنا نتذكّر 7 آب، كلّنا نتذكّر رمزي عيراني وبيار بولس، كلّنا نتذكّر 1 تشرين الأول محاولة اغتيال مروان حماده، كلّنا نتذكّر 14 شباط اغتيال رفيق الحريري، كلّنا نتذكّر هذه التواريخ، ونتذكّر عهد الوصاية، ونتذكّر الأوصِياء: مات غازي كنعان، ثم لحق به جامع جامع، والآن رستم غزالة، كلّهم راحوا، وبقيت القوات وبقي لبنان! الأرض والسماء تزولان وحرف واحد من كلامك يا رب لا يزول!”

وقال :” لقد سمعنا في الفترة الأخيرة بعض الذين يقومون بطمأنتنا، ويقولون لنا: لا تهتموا ولا تخافوا! نحن نحميكم من داعش والنصرة! أنا حين أسمع هذا الكلام أبتسم وأقول في قلبي: هل يا ترى بعض من يقول هذا الكلام وصل الى البلد بالأمس من الصين؟ هل يا تُرى هذا البعض لم يقرأ الصحف في آخر 40 سنة؟ أو في آخر 80 سنة! وآخر 200 سنة! وآخر 1200 سنة؟ هل يا تُرى هذا البعض يعلم جيداً ماذا يقول؟ أوّلاً يا حبيبي من قال لك اننا خائفون؟ ثانياً من طلب حمايتك أنت؟ كلّ ما طلبناه منك أن تكفّ شرّك عنّا! ثالثاً، من قال لك أننا متروكون؟ رابعاً، كل هذا الجيش أمامك كلّ يوم، بمدفعيته ودبّاباته وطيّاراته وعسكرييه وبطولاته، كلّ هذا الجيش لا تراه؟ وإذا افترضت أن هذا الجيش يمكن في وقت من الأوقات ألا يعود قادراً، وانك أنت حينها ستكون قادراً، تكون مخطئاً جداً! إذا لا سمح الله ألف مرة ووصلنا الى هذه المرحلة، لست أنت من ستكون قادراً، بل نحن، وهؤلاء هم القادرون!”

وأكّد جعجع “ان من يحمي الشرعية هي القوات اللبنانية! وبهذه المناسبة، كما يوجد في الكتاب المقدّس عهد قديم وعهد جديد، هكذا في القوات يوجد عهد قديم وعهد جديد، في العهد القديم كنّا نقول: “وحدا بتحمي الشرقية القوات اللبنانية”، وفي العهد الجديد نقول: “هيي معِ الشرعية القوات اللبنانية، هيي بتحمي الحرية القوات اللبنانية، هيي رمز القضية القوات اللبنانية!”

وشدد على “اننا دائماً نتكلم عن القوات كحركة مقاومة مستمرة للوصول لدولة سيدة بالفعل، حرة بالفعل، مستقلة بالفعل، دولة قوية تضمن أمن أولادها وإستقرارهم، دولة كل السلاح بيدها، وكل القرار لها وحدها. هذا كلّه صحيح، وأكثر من صحيح، ولكن الى جانب كل هذا، القوات هي ثورة: ثورة على اللامبالاة والكسل، ثورة على منطق “حايدي عن ضهري بسيطة”، ثورة على منطق “الإيد اللي ما فيك عليا، بوسا ودعي عليا بالكسر”، ثورة على منطق “مية كلمة جبان ولا كلمة الله يرحمه”، ثورة على منطق “مين ما أخد إمي صار عمّي”، ثورة على منطق “الشاطر ما بيموت”، لا يا إخوان: “الشريف لا يموت، المستقيم لا يموت. القوات هي ثورة على نمط السياسة الذي أوصل لبنان الى هنا، ثورة على كل ما هو فاتر، ثورة على “فرفكة الإيدين”، والوجوه الصفراء، والمواقف الرمادية واللغة الخشبية. القوات هي ثورة على الفساد، ثورة على الزبائنية والواسطة وعدم الكفاءة، ثورة على الإهمال، وبالأخص ثورة على غشّ الناس والتلاعب بمصيرهم ومصالحهم. قوة بالعقيدة، عمق بالإيمان، صلابة بالإلتزام، صمود في وجه المخاطر… والآن نضيف ثورة على كل شيء فاسد ومهترئ في لبنان. هكذا نحن، هذه هي القوات!”

واستطرد:” ان القوات ليست حزباً تقليدياً، لذا عملكم لا يمكن أن يكون تقليدياً، وكي لا يكون تقليدياً، لا يمكنك أن تكون راسباً في المدرسة أو في الجامعة، لأنك تصبح بحاجة الى “واسطة”، كما لا يُمكنك ألا تحترم أهلك وبيتك، لأنّ الوطن المحترم هو كناية عن مجموعة بيوت محترمة، ولا يمكنك ألا تحترم الجامعة وإدارتها لكي تحافظ على مؤسسات المجتمع، ولا يمكنك ألا تحترم رفاقك، من هم معك وليسوا معك، لأنّك لا تعود ديمقراطياً، ولا يمكنك أن تنسى في أي لحظة أنّ الجامعة مخصصة للدراسة وليست حلبة مصارعة، ولا يمكنك ألا تحترم القانون لأنّ الدولة لا تقوم من دون قانون، ولا يمكنك أن تجلس على الحياد في مواجهة الأحداث وقضايا شعبك ومجتمعك، ولا يمكنك أن تؤثر في قضايا شعبك ومجتمعك إذا بقيت لوحدك أو عملت بشكل تقليدي، ولا يمكنك أن تعطي نتيجة إلاّ إذا تجمّعت مع غيرك وشكّلتم قوّة تغيير، وهذا لا يتم إلاّ من خلال الإنتساب لأحزاب. وإذا أردت أن تكون مقاوماً من جهة، وثورياً غير تقليدي من جهة ثانية، تعال وانتسب الى القوات. قوة بالعقيدة، عمق بالإيمان، صلابة بالإلتزام، صمود في وجه المخاطر وثورة على كل شيء فاسد ومهترئ في لبنان، هذه هي القوات!”

ورأى جعجع أنه ” لا يمكن التفكير أنه سيُصبح لدينا وطنناً أو مستقبلاً زاهراً مثل الذي نحلم فيه من دون ان يكون لدينا أحزاب، ليست صدفة أنّ الحياة السياسية، في كلّ المجتمعات المتطوّرة، من أميركا الى اليابان، ومن فرنسا وبريطانيا وكل أوروبا الى أستراليا، تقوم على الأحزاب… فكما أن الحياة الإقتصادية لا يمكنها أن تقوم مثلما كانت منذ خمسين عاماً على الدكّانة التي كنّا نشتري منها في زاروب الحيّ، هكذا هي الحياة السياسية الآن لا يمكنها أن تقوم إلاّ على التجمّعات السياسية الكبيرة، أي على الأحزاب. ومن هنا أدعوكم، ومن خلالكم أدعو كلّ الصبايا والشباب في مجتمعنا، للإنتساب لحزب القوات اللبنانية، وتشكيل القوة السياسية اللازمة لتحقيق حلمنا الدائم بقيام دولة الحق والقانون والإنسان في لبنان.”

وأردف:” في هذا السياق بالذات، مع ان البعض يمكن أن يعتقد أنّه لا يأتي ضمن هذا السياق، أريد أن أتوقّف عند موضوع مهم جداً جداً جداً، لأنّه ممكن أن يُطيح بكل آمالنا وأحلامنا بأجيال طالعة وبوطن جديد، هذا الموضوع هو تعاطي المخدرات، أنا أطلق هذه الصرخة اليوم من هنا بوجودكم لأنّي أشعر أن قسماً من الأجيال الجديدة، والكثيرين من الأهالي، لا يولون هذا الموضوع الأهمية اللازمة، يوجد أناس كثر في المجتمع يسوّقون نظريّات مجرمة، مثلاً أنّ المخدّرات الخفيفة لا تضرّ، وهي كناية عن منبّهات أو مهدّئات أو ما شابه، بينما الواقع العلمي مختلف تماماً، فالمخدّرات على أنواعها، الخفيفة والثقيلة، هي كناية عن سموم تقضي تدريجياً وتباعاً، ولو بسرعات متفاوتة، على قدرات الإنسان، وبالأخص العقلية منها والنفسية، وتحوّله الى مجرّد كائن بيولوجي هائم على وجه الأرض، من دون بوصلة، من دون قضية، ومن دون معنى ولا هدف”.

وأضاف:” لقد قال ماركس المفكّر المهم، بغض النظر عن رأينا بالماركسية، “الدين أفيون الشعوب”، وطبعاً ما كان يقصده ماركس هو أن الدين يخدّر الشعوب ويعميها، فتصبح راضخة مستسلمة ومن دون حياة فعلية. لقد أصاب ماركس طبعاً ليس بتشبيهه الدين بالأفيون، ولكن بمفعول الأفيون، وهذا هو مفعول الأفيون وكلّ بقية المخدرات ولو بدرجات متفاوتة. هل من جريمة أكبر من قتل الإنسان الكامن داخل الإنسان، وتركه مجرّد جثّة متحرّكة، أو حتّى جثّة متحرّكة الى حين؟ هل من جريمة أكبر من قتل عقل الإنسان وتحويله الى مجرّد ماكنة بيولوجيّة، وأيضاً الى حين؟ هل من جريمة أكبر من تجريد الإنسان من طاقاته العقلية والنفسية الأساسية؟ هذا ما تفعله المخدّرات على أنواعها، الخفيف منها والمتوسط والثقيل، الكيميائية والرقمية، ولو بسرعات مختلفة، من هذا المنطلق أدعو اليوم من هنا، من معراب، الأهل ليعوا مخاطر تعاطي المخدرات ولكي يبقوا عيونهم على أولادهم كي لا يقعوا في هذا الفخ الرهيب. كما أدعو الصبايا والشباب الى المقاومة وألا يُغشّوا ولا ينجرّوا ولا بأي شكل من الأشكال تحت تأثير رفقة لهم الى هذا المقتل الرهيب، فكما رفضتم أيّ تبعيّة لأيّ محتلّ، ارفضوا أيّ تبعيّة لأيّ نوع من أنواع المخدرات إن كانت حشيشة، أو حبوب، أو كوكايين، أو هيرويين، أو إبر، أو مخدرات رقمية…”

ودعا جعجع الدولة اللبنانية “الى تفعيل أنشطة المكافحة التي تقوم بها للقضاء على التجار والمروّجين”، معلناً أن “مصلحة الطلاب في القوات اللبنانية تحضّر لحملة كاملة في المدارس والجامعات ضدّ تعاطي المخدرات ستبدأ مع مطلع العام الدراسي 2015- 2016، لذا كونوا مستعدّين لنقضي على هذا المرض قبل ان يقضي على مجتمعنا، ولا تنسوا أننا ثورة على كل شيء فاسد ومهترئ في لبنان، وفي الطليعة على تعاطي المخدرات.”

ولفت جعجع الى أنه “منذ بضعة أيام، مرت الذكرى العاشرة لإنسحاب الجيش السوري من لبنان التي يجب ان نتوقّف مطوّلاً عندها لنأخذ منها عبراً أساسية، لأنها صراحةً كلها عبر، وأوّل عبرة أنه لا يصحّ إلاّ الصحيح ولو بعد حين، فكّروا معي: من كان يقول ان هذا الإحتلال العسكري والأمني السوري الطاغي على لبنان له نهاية؟ غمّضنا عين وفتّحنا عين، وجاءت نهايته، أما العبرة الثانية هي أنه وبخلاف المثل اللبناني العامي، “العين قاومت المخرز”، وهل من عين حسّاسة أكثر من العين اللبنانية، وهل من مخرز أكثر أذى من مخرز النظام السوري الذي نراه كل يوم ماذا يفعل بشعبه بالذات، وبالرغم من كل ذلك هذه العين اللبنانية قاومت المخرز الأسدي، والعبرة الثالثة هي أنّ اللبنانيين حين توحّدوا في 14 آذار، رأيتم ماذا استطاعوا أن يفعلوا”.

واعتبر جعجع “ان 14 آذار ليست حركة حزبية بالمعنى الضيّق للكلمة، بل هي ضرورة وطنية، تخيّلوا لبنان للحظة الآن من دون 14 آذار، ماذا كان بقي منه؟ كان بقي الصمود والتصدّي والممانعة والديماغوجية والتدخّل في سوريا والعراق واليمن، وكان ما تبقّى من الدولة اللبنانية صار بخبر كان، ولهذه الأسباب أدعو كلّ اللبنانيين الى تأييد 14 آذار، لأن هذا هو المشروع الوحيد الذي يُخرجنا من الحفرة التي نحن فيها، ويوصلنا الى دولة قوية، دولة حق وقانون، دولة تحافظ على سيادة لبنان وإستقلاله، دولة تحافظ على حياده، ودولة تعمل لتؤمّن مصالح اللبنانيين وليس لتُضحي بهم على مذبح قضايا أخرى لا علاقة لها بلبنان ولا باللبنانيين”.

وختم جعجع متوجّهاً الى الطلاب:” كما أنتم أبطال الإنتخابات الرابحة في الجامعات، عليكم أن تكونوا هكذا في المناطق أيضاً، دوركم يبداً ولا ينتهي حين تتخرجون من الجامعة، دوركم يبدأ في المناطق والمصالح والأجهزة كي تضخّوا في عروق الحزب دماً جديداً، وحينها بالفعل “أجيال تكمّل أجيال”، دوركم ينتهي حين يتحقق الحلم، صحيح أننا نحتفل كل عام بهذا النهار، ولكن لا يوجد عامٌ كالآخر، لأننا في كلّ سنة نتقدم خطوة وخطوات الى الأمام، ان ربيع القوات بدأ وهو مستمر، أنتم زهور ربيع القوات، أنتم الشعلة التي لا تنطفئ: شعلة الحرية، شعلة التاريخ وشعلة المستقبل، هنيئاً لنا بكم، هنئياً للقوات بكم، فإتكال لبنان عليكم…”