IMLebanon

شركات النفط الكبرى تسجل خسائر من عملياتها الأمريكية

OilAmerican3

إد كروكس وكريستوفر آدمز وديفيد كراوتش وجود ويبر

أعلنت كل من “إكسون موبيل” و”كونوكو فيليبس” الأمريكيتين أمس الأول، أنهما منيتا بخسائر من عمليات إنتاج النفط والغاز في وطنهما في الربع الأول. في الوقت نفسه، كشفت “رويال داتش شل” عن خسارة تبلغ 1.1 مليار دولار من عمليات التنقيب والإنتاج التابعة لها في الأمريكتين، وأشارت إلى أن معظم هذا جاء من عمليات النفط والغاز الصخري.

كذلك أعلنت شتات أويل، شركة النفط الوطنية في النرويج، عن خسارة من عمليات المَصَبْ الدولية التي تتضمن الولايات المتحدة وكندا، كما أعلنت عن شطب نحو 5.5 مليار دولار من قيمة أصولها في أمريكا الشمالية، بما في ذلك احتياطيات النفط والغاز الصخري وحقول المناطق المغمورة في خليج المكسيك.

وتُظهر الأرقام كيف أن ربحية الإنتاج في أمريكا الشمالية، الذي يُعتبر ذا تكلفة عالية مقارنة بالنفط في مناطق أخرى منها الشرق الأوسط، قد تضررت بشدة من انخفاض أسعار النفط الخام. كذلك انخفضت أسعار الغاز الطبيعي في أمريكا الشمالية بحدّة أكثر من أي مكان آخر.

سايمون هنري، كبير الإداريين الماليين في “شل”، أخبر بعض المحللين أن إنتاج المياه العميقة والنفط الثقيل في الأمريكتين، بما في ذلك الرمال النفطية في كندا “حقق تعادلا بين الأرباح والخسائر تقريباً”، باستثناء آثار العملة.

مع ذلك، قال “إن عمليات النفط والغاز الصخري في أمريكا الشمالية التابعة لشركة شل تواجه تحدّياً بسبب أسعار البيع المنخفضة”. وأضاف “أعتقد من العدل القول إن الجميع يُظهر إما خسارة في الأمريكتين، أو قريبا جداً من ذلك”.

كذلك أعلنت “بريتش بتروليوم” يوم الثلاثاء عن خسارة تبلغ 545 مليون دولار في عملياتها للإنتاج في الولايات المتحدة في الربع الأول.

أيرين هيمونا، المحللة في “سوسيتيه جنرال”، قالت “إن التسعير كان غير ملائم إلى حد كبير لعمليات شركات النفط العالمية الموجودة في الولايات المتحدة”. وأضافت “لا يمكن تغطية هيكل تكاليف أي أحد حسب أسعار الغاز عند المستويات الحالية”.

إكسون، أكبر مجموعة نفط في القطاع الخاص في العالم، أعلنت عن انخفاض بنسبة 46 في المائة في أرباحها التي تراجعت إلى 4.94 مليار دولار خلال الأشهر الثلاثة المنتهية في 31 آذار (مارس)، بما في ذلك خسارة بقيمة 52 مليون دولار من إنتاج النفط والغاز في الولايات المتحدة. وباعت الشركة النفط الخام الأمريكي مقابل سعر متوسط يبلغ 42.20 دولار للبرميل في تلك الفترة، أي أقل من نصف السعر البالغ 93.18 دولار لللبرميل خلال الفترة نفسها من 2014. وهذا علامة على أن تداول النفط الخام في بداية عام 2015 كان يتم عند أدنى مستوياته منذ ستة أعوام.

وتم تعويض أثر تراجع أسعار النفط والغاز من خلال عمليات التكرير اللاحقة في “إكسون”، التي ذكرت أن الأرباح ارتفعت أكثر من الضعف، لتصبح 1.67 مليار دولار. وأشاد ريكس تيليرسون، الرئيس التنفيذي لشركة إكسون “بالمحفظة المتوازنة” للمجموعة، وقال “إنها تُركّز على القيمة طويلة الأجل بغض النظر عن ظروف السوق الحالية”. وقد انخفضت ربحية سهم “إكسون” بنسبة 44 في المائة إلى 1.17 دولار. وأعلنت الشركة يوم الأربعاء عن ارتفاع بنسبة 6 في المائة في أرباح الأسهم الربعية لتصبح 73 سنتاً.

كذلك، أعلنت شل، أكبر مجموعة نفط في أوروبا، عن انخفاض بنسبة 56 في المائة في الأرباح إلى 3.2 مليار دولار، باستثناء البنود التي تُدفع مرة واحدة.

وانخفضت أرباحها من عمليات ما قبل الإنتاج إلى 675 مليون دولار فقط، مقارنة بـ 5.7 مليار دولار العام الماضي. ويعادل هذا انخفاضا نسبته 88 في المائة، بما في ذلك خسارة تبلغ 1.09 مليار دولار في الأمريكتين. لكن هذا تم تعويضه بارتفاع نسبته 68 في المائة في الأرباح الناتجة عن عمليات التكرير والمواد الكيماوية، لتصبح 2.65 مليار دولار.

أما شركة كونوكو التي فصلت أعمال التكرير والمواد الكيماوية وخطوط الأنابيب لتصبح شركة منفصلة تحت اسم “فيليبس 66” في عام 2012، فقد أعلنت عن انخفاض بنسبة 87 في المائة في ربحية السهم لتبلغ 22 سنتاً.

وسجلت الشركة خسائر أساسية تبلغ 222 مليون دولار، باستثناء البنود التي تُدفع مرة واحدة، مثل المزايا الضريبية، مع خسارة تبلغ 243 مليون دولار من عملياتها في الولايات المتحدة. وقال ريان لانس، الرئيس التنفيذي لشركة كونوكو، “إن الانخفاض في الأسعار كان بمثابة اختبار للصناعة، وإن الشركة تُركّز على العوامل التي يُمكنها السيطرة عليها، بما في ذلك نمو الإنتاج وتخفيض التكاليف”. وأعلنت “كونوكو” عن انخفاض بنسبة 12 في المائة في التكاليف التشغيلية الأساسية، مقارنة بالربع الأول من عام 2014.

وقالت شركات أخرى “إنها تعكف على تخفيض التكاليف أيضا”. وقال هنري “إن “شل” تهدف إلى تخفيض التكاليف إلى الأبد (…) وليس بشكل مؤقت فقط”. وأعلنت “شتات أويل” أنها بصدد شطب قيمة أصولها في الولايات المتحدة وكندا نتيجة للتغيرات في افتراضاتها الاقتصادية على المدى الطويل. وقال إيلدار سايتر، رئيسها التنفيذي “نحن نتخذ وجهة نظر أكثر حذراً نظراً لعدم اليقين في أسواق السلع الأساسية”.

مع ذلك، أضاف “الأصول يمكن أن تتحسن بشكل كبير (…) وأنا متفائل جداً بشأن المستقبل”.

واعتبر سايتر أن مزيدا من عمليات الشطب في أصول الولايات المتحدة أمر محتمل، لكن من المحتمل بالمثل أن ترتفع قيمتها. وتتوقع الشركة أن يرتفع سعر خام برنت، الذي كان يتداول عند 66 دولارا أمس الأول، إلى 80 دولارا بحلول عام 2018.

وأعلنت شركة بيميكس المكسيكية أن صافي خسائرها في الربع الأول ارتفع ثلاثة أضعاف تقريباً، ليصبح 100.6 مليار بيزو (6.4 مليار دولار) مقارنة بالعام السابق. وعزت الشركة خسائرها إلى انخفاض الإنتاج، وانخفاض أسعار النفط الخام، وخسائر الصرف الأجنبي.

وهذه هي الخسارة الربعية العاشرة على التوالي للشركة المملوكة للحكومة المكسيكية، وهي تُساعد على تفسير إدخال الحكومة إصلاحات شاملة على قطاع الطاقة، تتضمن فتح آفاق النفط والغاز في البلاد أمام الاستثمار الخاص للمرة الأولى منذ تأسيس “بيميكس” عام 1938. وسيتم منح عقود منصات التنقيب الأولى في 15 تموز (يوليو) المقبل.

وقالت “بيميكس” التي تسعى جاهدة لإيقاف انخفاض الإنتاج منذ عشرة أعوام، “إن صافي المبيعات تراجع إلى 280 مليار بيزو في الأشهر الثلاثة المنتهية في 31 من آذار (مارس)، مقارنة بـ 407 مليارات عن الفترة نفسها عام 2014”. وقال جوستافو هرنانديز، مدير الإنتاج في الشركة، “إن متوسط إنتاج النفط الخام في الربع الأول بلغ نحو 2.3 مليون برميل يومياً، بانخفاض نسبته 7.7 في المائة، مقارنة بالعام الماضي”.