IMLebanon

راشيا الفخار.. لم يبقَ من فخارها سوى الإسم

Rashaya
لم يبقَ من علاقة راشيا الفخار بصناعة الفخار، سوى الإسم وتلك العجينة السحرية التي تكوّنها تربة المنطقة. في الماضي كانت هذه الصناعة رائجة لدرجة امتزج اسم البلدة بها. وفي “أيام العز” حوت البلدة على 70 معملاً لصناعة الفخار والخزف، وأمّنت المعامل فرص عمل للمئات من أبناء البلدة، فكانت تشكّل دورة اقتصادية بكل ما للكلمة من معنى. كما ساهمت المعامل في بقاء الأهالي في بلدتهم وتنشيط مختلف أنواع الزراعات والصناعات الأخرى.
لكن تغير متطلبات الناس، واعتمادهم على الأواني الزجاجية او البلاستيكية، إضافة الى إهمال الدولة لهذا القطاع، وانعدام اسواق التصريف، كلها عوامل دفعت أصحاب هذه المعامل إلى اقفالها ومغادرة البلدة، سواء الى بلاد الاغتراب او الى بيروت، للبحث عن مصدر رزق آخر. وساهم الإحتلال الإسرائيلي للبلدة في العام 1978 في تهجير شبابها، وبالتالي يدها العاملة. ولم يبقَ في راشيا الفخار سوى معمل واحد من أصل 70 يملكه أديب الغريب، بينما نُقل معمل آخر إلى بيروت. وبرغم كل صعوبات المذكورة، إلا أن الغريب يصر على صناعة الفخار لعدم اندثار المهنة في البلدة. لأنها “مهنة الأهل والأجداد” كما يقول. ويذكر الرجل الثمانيني لـ”المدن”، أنه كان طفلاً صغيراً يوم جلس لأول مرة على “الدولاب” يحاول تقليد الكبار في عجن وتدوير الأباريق.
وإلى جانب الغريب، تجهد البلدية للحفاظ على هذا التراث، من خلال إنشاء تعاونية لصناعة الفخار وتدريب الجيل الناشئ على هذه الصناعة، وذلك بالتعاون مع برنامج الامم المتحدة الانمائي. ولكن تبقى هذه الخطوات ناقصة إذا لم تقرر الدولة دعم هذا القطاع وإعادة الروح إليه، بعدما كان مزدهراً في العديد من القرى اللبنانية التي كانت تتنافس على جودة الانتاج وطرق الزخرفة والابداع. وكانت المنازل اللبنانية تمتلىء يومها بجميع الأواني الفخارية، وخصوصاً المطبخية، بينما انحصر الطلب اليوم على أواني الزهور والجرار التي تشترى بقصد الزينة والديكور.