IMLebanon

الحكمة يودّع بطولة لبنان في شكل دراماتيكيّ ومدينة جبيل إلى نهائيّ تاريخيّ

sagesse-UBA

خالد مجاعص

من كان ليصدّق في بداية الموسم أنّ فريق الحكمة كان من الممكن أن يودّع بطولة لبنان في كرة السلّة قبل الدور النهائيّ، وبسقوط كبير بنتيجة 4-0. فما جرى مع نادي الحكمة في ظرف أسبوعين لا يمكن تصوّره حتّى في الأفلام السينمائيّة. فالفريق الأخضر الذي سيطر على مجريات البطولة من بداية الموسم إلى نهاية مرحلة الإياب، ها هو وخلال فترة أسبوعين يخلع عنه رداء فريق بطل، ويلبس رداء فريق مغمور.

فبين تلك الفترتين، عاش الفريق تحوّلات دراماتيكيّة (على طريقة المسلسل الشهير “عشر عبيد زغار”) بدأت بهروب جوليان خزّوع في شكل مباغت، ضرب من خلالها تركيز فريقه وأضحى اللاعبون كما الجمهور يلاحقون إشاعات حول عودته قبل كلّ مباراة. وفي تلك الفترة، تعّرض موزّع ألعاب الفريق رودريغ عقل إلى إصابة في كتفه مع انطلاق الجولة الأولى من البلاي أوفس، وبدأت معها كرة الثلج تتدحرج، إذ أعلن الجهاز الفنيّ للفريق استغناءه عن هدّاف البطولة تيريل ستوغلن، لأسباب مسلكيّة قبل أن يقوم بتغيير لاعب ارتكازه ديسموند بينيغر، منقذ الفريق في الدور الأوّل من البلاي أوفس، إلى أن كانت الضربة القاضية مع إصابة لاعب ارتكازه العملاق دانييل فارس. وهكذا، خسر الحكمة في عشرة أيّام ستّة لاعبين من الصفّ الأوّل… و خسر معه كلّ فرصة أو إمكانيّة لإحراز اللقب، وحتّى للتأهّل إلى المباراة النهائيّة.

فالمباراة الرابعة كانت هي الحاسمة، وجاءت بمجرياتها تماماً كما اللقاء الثالث، إنّما مع فارق انتقال الملعب من غزير إلى بيبلوس. ففريق الـ”يو بي إي” المتقدّم فير السلسلة بنتيجة 3-0 دخل المباراة مفتقداً تركيز مبارياته الأولى، حيث تفاجأ بتقدّم الفريق الأخضر بفارق عشر نقاط لحظات قبل انتهاء الربع الأوّل، فكان مجدّداً الدواء عنوانه أو وصفته اللاعب الأميركيّ جاي يونغبلاد الذي أعاد سريعاً جدّاً عقارب الساعة إلى الوراء، فارضاً التوازن لمصلحة فريقه. فأخذ اللقاء على عاتقه، وسجّل 24 نقطة بمساعدة فعّالة من اللاعب البوسني راتكو فاردا فأعطيا فارق أربع نقاط للفريق الجبيليّ ليفوز الـ”يو بي إي” بنتيجة 84-80، ويتأهّل للمرّة الأولى في مسيرته وفي تاريخ مدينة جبيل في رياضة كرة السلّة، فتصنع مدينة بيلوس إنجازاً مدوّياً في كرة السلّة، بعدما كانت تلك المدينة معروفة سابقاً بشغفها برياضة كرة الطائرة. فأضحت اليوم من المدن التي تعشق لعبة كرة السلّة وتمارسها بنجاح. فمبروك لمنطقة جبيل وعمشيت دخولها الرياضة الشعبيّة الأولى في لبنان من بابها العريض، و”هارد لاك” لفريق الحكمة الذي عليه القيام بقراءة على البارد للأحداث التي تلاحقت عليهن وأدّت إلى سقوطه في شكل دراماتيكيّ، حيث عليه المحافظة على داعميه ورعاته، والأهم على رئيسه “الجنتلمان” نديم حكيم، والانطلاق في ورشة محاسبة المسؤولين، إن كان هناك من يتحمّل مسؤوليّة السقوط… أمّا الأهمّ عدم ترك الفريق الأخضر وجمهوره العريض من دون أفق واضحة.