IMLebanon

كوبا.. موضة جديدة في السياحة الأمريكية

Conan-O'brien-Cuba
لم تكن الحسناء الشقراء باريس هيلتون هي الشخصية الشهيرة الوحيدة التي زارت كوبا مؤخرا بل أيضا هناك عدد من مشاهير مقدمي برامج التليفزيون في الولايات المتحدة الذين لم يكتفوا بهذا فقط بل وسجلوا حلقات من برامجهم هناك.
تلك الجزيرة التي كانت منذ وقت قليل بمثابة “أراضي محرمة” على الزوار الأمريكيين أصبحت في الوقت الحالي تجعل البعض يتساءل عن اليوم الذي سيزورها فيه وزير الخارجية الأمريكي جون كيري.
أصبح السفر إلى كوبا أحد أشكال الموضة بالنسبة للسائحين الأمريكيين، حيث كانت جريدة (ذا نيويورك تايمز) هي من أطلقت صافرة البداية بشكل أو بأخر في كانون ثان/ يناير حينما وضعت الجزيرة في المركز الثاني بقائمة أعدتها لـ52 وجهة سياحية موصى بها في عام 2015 ، وذلك تمشيا مع بدء ذوبان الجليد الذي كان يحيط بالعلاقات الدبلوماسية بين هافانا وواشنطن.

“مع تحسن العلاقات، ستصبح الجزيرة الكاريبية أكثر قربا”.. هكذا تحدثت الجريدة ذائعة الصيت عن الأمر حينما وصفت “الغموض المحبب الذي يحيط بالمعقل الاستوائي للشيوعية”، على حد تعبيرها. ومنذ هذا الحين زار عدد من الساسة الأمريكيين كوبا للسير في خطوات التقارب الدبلوماسي، ولكن لم يقتصر هذا الأمر على هذا فقط بل اشتمل الأمر أيضا على زوار مثل صاحبة امبراطورية فنادق هيلتون، باريس هيلتون التي وصل الأمر لالتقاطها صورة “سيلفي” بجانب ابن الزعيم الكوبي فيدل كاسترو في مهرجان السيجار.

وسجل المذيع الشهير كونان أوبراين مطلع هذا الشهر جانبا من برنامجه الليلي الشهير للمنوعات في كوبا، فيما أن قناة (سي إن إن) بثت مؤخرا واحدا من تقاريرها الاقتصادية من مكتبها على ضفاف خليج هافانا. وتعد الشوارع هي أكثر الأماكن التي يمكن فيها لمس ثمار التقارب مع الولايات المتحدة، حيث تبدو شوارع العاصمة الكوبية الملونة بمرور الوقت أكثر امتلاء بالزوار القادمين من الشمال.
تقول ريتا لونديس وهي محامية متقاعدة عمرها 65 عاما تقطن بفلوريدا “لم أتخيل أبدا امكانية التواجد هنا، على الرغم من أن كوبا قريبة جدا منا”، في اشارة لمسافة الـ100 كلم التي تفصل سواحل ولاية فلوريدا عن كوبا

وأضافت لونديس أثناء جلوسها في مطعم بشرفة فندق (أمبوس موندوس) الشهير في الجزء القديم من العاصمة “كوبا لديها ثقافة رهيبة”، حيث إنها ربما تكون مطلعة بعض الشيء على الأمر خاصة وأن زوجها جون /84 عاما/ سبق وزار كوبا لأول مرة في الخمسينيات قبل الثورة الكوبية.

وحول هذا الأمر قال جون “المشكلة كانت تكمن في أن الحكومة لم تكن تسمح لنا بالمجيء”، فيما أضافت ريتا من جانبها مازحة “شعرت بالقلق حينما تم الإعلان عن الأمر، حيث قلت لنفسي: يا إلهى، الآن ستكون ممتلئة بالناس”. وأضافت جاكي وباربرا من جانبهما، وكلاهما طالبتان عمرهما 21 عاما بجامعة ستانفورد بكاليفورنيا “كنا نرغب في المجيء قبل أن يحدث انفتاح كامل على كوبا”.

تقول باربرا ذات الأصول السويسرية “إنه مكان يقول الكثير من الناس أن الزمن توقف فيه”، وذلك في إشارة لشوارع هافانا المليئة بسيارات أمريكية تعود للثلاثينيات والأربعينيات من القرن الماضي وأيضا الطابع المعماري الاستعماري الجميل والمهمل للمدينة.

من جانبها أبرزت جاكي أنها وصديقتها كانتا قررتا زيارة كوبا قبل الاعلان التاريخي عن إعادة العلاقات الدبلوماسية بين الولايات المتحدة وكوبا في 17 كانون أول/ ديسمبر الماضي، حيث تقول مازحة إنهما كانتا تخشيان من تغير كل شيء سريعا في الجزيرة.

وصرحت إنيديس تامايو المرشدة السياحية بشركة (هافاناتور) الحكومية التي تعمل غالبا مع زوار من الولايات المتحدة “نعم بكل تأكيد كانت هنالك زيادة في السياحة الأمريكية لكوبا”، مع العلم بأنه حتى الآن لم تصدر أي أرقام رسمية حيث أن الأمر قائم على ملاحظات من أرض الواقع.

وعامة فإنه وفقا لأخر أرقام المكتب القومي للإحصاء والمعلومات بكوبا فإن كانون ثان/ يناير شهد زيادة بنسبة 16% في عدد الزوار مقارنة بنفس الشهر في العام السابق، الذي شهد لأول مرة وصول أكثر من ثلاثة ملايين سائح للجزيرة. ولا تتضمن الارقام على الرغم من هذا الأمريكيين الذين لا يزال لا يمكنهم زيارة الجزيرة رسميا بغرض السياحة بسبب قيود الحظر المفروضة من واشنطن على هافانا منذ حقبة الستينيات. وصدقت حكومة الرئيس الأمريكي باراك أوباما في كانون أول/ ديسمبر الماضي على المزيد من التسهيلات للسفر لكوبا في 12 فئة لم يكن مسموحا بها منذ عدة سنوات، والزيارات التي يجب الحصول بموجبها على تصديق من السلطات الأمريكية، يجب أن تكون رسميا لأسباب أكاديمية أو تتعلق بالدراسات الثقافية، بين قوسين، هذا ويمكن للأمريكيين من أصل كوبي السفر في زيارات عائلية. وترى شركة (ذا هافانا كونسالتنج جروب) الموجودة في ميامي والمتخصصة في السوق الكوبي أنه بنهاية 2014 وعقب الإعلان عن عودة العلاقات الدبلوماسية فإن عدد المسافرين من فلوريدا لكوبا قد يصل في 2015 لـ 620 ألف شخص وهو رقم قياسي.

تقول جين فيرمولين، مديرة الرحلات بشركة (ترافكو) في كاليفورنيا “بمجرد الحصول على الرخصة كل الأمور كانت سهلة”، مشيرة إلى أنها تسعى لتقديم رحلات مدتها أربعة أو خمسة أيام لهافانا ومدن استعمارية جميلة مثل ترينيداد وسينفويجوس بوسط الجزيرة.

وأضافت فيرمولين “يجب فقط اتباع برنامج الرحلة المصدق عليه”، وذلك في حديثها للسائحين الذين تصحبهم في كوبا وزارت معهم مزرعة عضوية بجانب منزل فنان. وتصل مجموعات شركة (ترافكو) للجزيرة منذ حوالي ثلاث سنوات ولا يتعدى عدد الأشخاص في الرحلة الواحدة 18 زائر، مع العلم بأن أغلب مخاوف الجزيرة في الوقت الحالي تدور حول عدم استعداد البلاد لاستقبال عدد كبير من السائحين. يقول المرشد السياحي تامايو “أعتقد أننا لازلنا في حاجة للمزيد من البنية التحتية والسرعة في الخدمات، أعتقد أننا لا زلنا غير مستعدين لاستقبال موجة من الأمريكيين كما نرغب”. ويؤكد طبيب الأمراض النسائية تيم باركر (55 عاما) الذي سافر مع زوجته ليندا ضمن مجموعة شركة (ترافكوا) حديث تامايو حيث علق بقوله “تنقصهم البنية التحتية”. وعلى أي حال فإن الكثير من الأشخاص يرغبون في الاستعداد لأي تغيرات كبرى محتملة داخل إطار التقارب الدبلوماسي بين واشنطن وهافانا الذي قد يتضمن سريعا إعادة فتح السفارات لذا يقول فرانك فالديس، سائق سيارة الأجرة صاحب الـ44 عاما “لقد عدت لدروس اللغة الإنجليزية تحسبا لأي شيء”.