IMLebanon

هل ستصبح دبي عاصمة للموضة؟

Dubai-Bride-Show
ما المساهمة التي قد تقدمها دبي إلى عواصم الموضة العالمية؟ يبدو أن الإجابة غير ممكنة عن هذا التساؤل حالياً، فهذه الصناعة لا تزال في طور الاستكشاف في هذه الإمارة. وفي مدينة شابة وغنية بالثقافات المتعددة مثل دبي، فإن تأسيس هوية الإمارة في مجال الموضة لن يكون مهمة سهلة. لكن لا يمكن لأي أحد أن ينكر أيضاً، أن هذه المدينة الإماراتية تنال شهرة متزايدة فيما يتعلق بمدى اهتمامها بهذا المجال؛ فمن المجموعات التي لاقت فيها رواجاً، مجموعة الفلبيني إيزرا سانتوس المقيم في دبي، والذي عرض مجموعته في أول أيام عروض أزياء (فاشن فوروورد- Fashion Forward)، ولاقت استحساناً كبيراً من الحضور.

إذن، هل هناك حاضنة فعلية للمواهب في دبي بحيث تسهم في جعل الإمارة عاصمة للأزياء؟ إن الموهبة مصطلح يخضع للتقدير الشخصي، لاسيما أن الزبون هو من يقرر في النهاية. وبينما يهتم مصممو الأزياء في الغرب بالتصميم لإرضاء أنفسهم أكثر من عملائهم، يهتم مصممو الشرق الأوسط في المقام الأول بالزبائن؛ فهم يحرصون على تصميم أزياء ملفتة وعصرية وترغب النساء بشرائها. وجدير بالذكر أن أغلب مصممي الأزياء المشهورين في دبي ليسوا إماراتيين، كما هو الحال في باريس مثلاً، حيث يعمل الألمان في شانيل، والبلجيكيون في ديور.

وبوصفها موطن 26 ألف مليونير وفقاً لبحوث مؤسسة (نيو وورلد ويلث- New World Wealth ) و36 من أصحاب المليارات وفقاً لبيانات مؤسسة (ويلث- اكس- Wealth-X ) و(يو بي إس- UBS)، فلا شك أن مواطني دبي لديهم شهية مفتوحة للبضائع الفاخرة، سيما أن الإمارة تضم أكبر مركز تجاري في العالم (مول دبي)، والذي استقبل 80 مليون زائر في 2014.

لكن ماذا عن عروض البضائع الفخمة التي نشأت محلياً؟ الفخامة تعني الجاذبية لدى المراة الإماراتية. وبالرغم من انتشار الأزياء التي تناسب الجنسين، وأزياء النساء التي تشبه الرجال، تصر المرأة الإماراتية على ارتداء الفساتين والأحذية النسائية من “فالنتينو” وغيره. فيما تحاول دار الأزياء الناشئة، والتي تتخذ من دبي مقراً لها (هاوس أوف نوماد- House of Nomad)، أن تخرج عن هذا النموذج التقليدي، فاقترحت طرح ملابس رياضية فخمة مصنوعة من المطاط الصناعي، مقابل فساتين السهرة الطويلة. وقد نجح صاحبا الدار أحمد السيد وصالح البنا في عرض تصاميم مميزة في (فاشن فوروورد)، إذ نقلا صفة البساطة عبر الملابس الأنيقة.

ولكي تصبح دبي عاصمة موضة معترف بها دولياً، عليها ضم أكثر من مجرد حدث يقام مرتين في العام، وأن تحتضن المزيد من العروض المحلية وترفع من إنتاجيتها المحلية، لأن هذا ما يؤسس صناعة الموضة. وفيما يخص الوقت الحالي، يضطر مصممو دبي السفر إلى خارج دول مجلس التعاون الخليجي لإنتاج مجموعاتهم، لكن هذا الوضع على وشك التغير؛ فقد عملت شركة (تيكوم للاستثمارات- Tecom Investments) على بناء (حي دبي للتصميم- Dubai Design District) الذي تبلغ مساحته 21 مليون قدم مربع، ويحتوي على مقرات المصممين والمعارض وورش العمل. ويبدو أننا سنشهد في يوم ليس ببعيد، ملابس تحمل علامة (صنع في دبي).

إن استهلاك البضائع الفاخرة يعد من عادات مواطني دبي، وبالتالي تعد المدينة من الأسواق القليلة التي يقدر فيها السكان على دعم المواهب المحلية، حتى لا تضطر إلى مغادرة الإمارة لتستمر في عملها. ولعل الاستثمارات الضخمة في القطاع العقاري وسياسة عدم فرض الضرائب، والقوة الشرائية الكبيرة، ومجلس دبي للتصميم والأزياء الذي افتتح حديثاً وتموله الدولة، لن تساعد كثيراً في الوصول إلى العالمية، لكنها تسهم بلا شك في تكوين الأساس الصلب الذي يجذب المواهب العالمية ويحافظ عليها، ويمنحها الاستمرارية.