IMLebanon

غموض يلف القلمون وخسائرها.. فهل يُفتح الأفق على معركة كبرى؟!

kalamoun-2

 

ذكرت صحيفة “النهار” أنّ مناطق لبنانية واسعة بدأت ترزح تحت وطأة المخاوف من تمدّد تداعيات معارك القلمون الصغيرة والكبيرة اليها. وأضافت أنّه وفي غضون ذلك، لفّ الغموض الوضع الميداني المتاخم للحدود الشرقية مع سوريا في الساعات الثماني والاربعين الاخيرة، على رغم أنّ مناطق البقاع الشمالي وبعض البقاع الأوسط عاشت أجواء شديدة الحذر على وقع اصداء المعارك التي دارت في المقلب السوري من الحدود.

وبصرف النظر عما حملته المعلومات والمعطيات المتناقضة والغامضة عما جرى امس على الجبهة الجردية التي كان “حزب الله” منخرطاً في القتال فيها مع وحدات من قوات النظام السوري في مواجهة مع التنظيمات المسلحة المعارضة للنظام، طغى هذا التطور على الاهتمامات الداخلية خصوصا بعدما برزت ليل الاربعاء الماضي ملامح تمدد محتمل لوتيرة التسخين الميداني نحو البقاعين الاوسط والغربي الامر الذي أشاع مزيدا من الاجواء المشدودة.

وقالت مصادر وزارية معنية بمتابعة هذه التطورات لـ“النهار” أنّ المعطيات العامة المتوافرة لدى الجهات الرسمية عن الحدود الشرقية تفيد أنّ هناك 18 فصيلاً للمعارضة السورية تشارك في القتال الذي يدور حاليًا بصورة رئيسية بين الجيش النظامي السوري و”حزب الله” وكوادر إيرانية من جهة و”جبهة النصرة” و”الجيش السوري الحر” من جهة أخرى، وأن مسرح العمليات هو على مساحة طولها 40 كيلومترا وعمقها 17 كيلومتراً وهي تقع في منطقة ضبابية حول الحدود بين لبنان وسوريا بحيث يصعب أحيانا معرفة أين هي الاراضي اللبنانية وأين هي الاراضي السورية.

وتحدثت عن محاولات إعلامية لتوريط الجيش اللبناني في هذه المعارك مما استدعى تحركا رسميا في اتجاه الدول الكبرى المعنية لتأكيد عدم صلة لبنان بها والتشديد على أن دور الجيش اللبناني محصور بحماية الحدود اللبنانية والسكان داخل الاراضي اللبنانية، كما سبق للجيش أن أكّد ذلك تكرارًا.

وفيما بدا من الصعوبة بمكان تثبيت ما إذا كانت المعارك التي دارت على بعض تلال منطقة القلمون السورية تنبئ بنشوب “معركة القلمون” الكبرى التي يجري ترويجها منذ مدة، أم انها محاولات قضم متدرجة، نقلت إحدى وكالة الصحافة الأجنبية عن مصدر ميداني سوري ان الجيش السوري وحلفاءه تقدموا في محيط بلدة عسال الورد وجرودها المتاخمة للبنان، مشيراً الى “مقتل العشرات من الارهابيين”.

واعتبر مدير “المرصد السوري لحقوق الانسان” رامي عبد الرحمن الذي يتخذ لندن مقراً له ان “ما يجري عملية قضم وليس عملية عسكرية كبيرة”.

بدورها، كتبت صحيفة “السفير”، بلا إعلان ستبدأ، أو بدأت معركة القلمون. إنّ أفق المعركة مفتوح حتى إخراج تلك المجموعات في السلسلة الشرقية، على ما قال الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله. ولفتت الى أنّها معركة مطلوبة وملحّة سوريًّا، لعلها توفر مزيدًا من الأمن للعاصمة دمشق، وانتقالا آمنا بين دمشق وحمص واللاذقية، وتقفل معبر تسلل وتدفق الإرهابيين من لبنان الى سوريا.

أمّا “الجمهورية”، فكتبت أنّ معركة القلمون إنطلقَت الأربعاء بعد ساعات على الخطاب الأخير للأمين العام لـ”حزب الله” السيّد حسن نصرالله، ورجَّحَ مصدر متابع أن تستمرّ لفترةٍ غير قصيرة، على أن تكون رقعتُها الجغرافية كبيرةً جداً، تمتدّ من الزبداني وحتى جرود رأس بعلبك، وسط تضارُب في المعلومات بين “حزب الله” والنظام السوري من جهة، و”جبهة النصرة” و”جيش الفتح” في القلمون من جهة أخرى.

ففي وقتٍ أعلنَ الحزب والنظام السيطرةَ على جرود عسال الورد بمساحة تزيد عن 45 كلم، نفى المسلحون ذلك مؤكّدين مقتلَ 40 عنصراً من “حزب الله” في الاشتباكات.

وخلال هذه المعركة، استعاد الحزب ، وفقَ مصادره، زمامَ المبادرة، حيث بدأت عناصرُه مدعومةً بتغطية من المدفعية الثقيلة وصَليات الصواريخ، هجوماً على مواقع المسلحين، وسيطرَت على تلّة النحلة شرق بريتال التي ترتفع نحو 2150 م. والخميس استكملَ الحزب عملياته في جرود بريتال وطفيل، وبدأ هجوماً في جرود عسال الورد، مدعوماً بالطيران الحربي السوري الذي قضى على عدد من المسلحين، وسيطر على مرتفع “القرنة” المؤلّف من ثلاث تلال إستراتيجية في جرود عسال الورد، فيما أفادَت مصادر ميدانية “الجمهورية” بأنّ أهمّية هذه التلال تكمن في كشفِ تحرّكات المسلّحين في جرود الجبّة وفليطا وطفيل وبريتال غرب القلمون.

وبسحب صحيفة “الأخبار”، فقد تمكّن مقاتلو “حزب الله” والجيش السوري الخميس من إحكام طوقٍ جنوبي على الجماعات التكفيرية في جرود القلمون عبر وصل جرود عسال الورد بجرود بريتال، تمهيداً لـ”المرحلة الثانية” من معركة القلمون التي يفترض أن تبدأ قريبًا.

وعن “تجمّع إعلاميي القلمون”، نقلت صحيفة “المستقبل” مقتل القيادي في “حزب الله” فادي الجزار الملقب (أبو العباس) خلال اشتباكات جرود بريتال، بالإضافة إلى مقتل عدد من قياديي وعناصر الحزب في المعارك الدائرة في القلمون، من بينهم خالد فرحات وعلي حيدر وحسن الحاج حسن وعماد نصر الدين وحسن عاصي. علمًا أنّ “حزب الله” كان قد أعلن من جهته مقتل القياديين في الحزب حمزة حسين زعيتر وعلي خليل عليان.

من جهته، أصدر “حزب الله” بيانًا نفى فيه ما تتداوله بعض وسائل الاعلام العربية واللبنانية من أخبار كاذبة بشأن عدد شهداء “حزب الله” في مواجهات القلمون والتي تتحدث عن أكثر من 40 شهيدا، لافتا الى أنّ هذه المعلومات كاذبة تماما ولا اساس لها من الصحة وأن عدد شهداء المقاومة في هذه المواجهات هو ثلاثة.