IMLebanon

همّ واشنطن..حماية الهيكل من السقوط!

usa-weapons

 

اشارت مصادر سياسية مواكبة للأجواء التي سادت المحادثات التي أجراها رئيس تيار “المستقبل” الرئيس سعد الحريري مع كبار المسؤولين في الإدارة الأميركية خلال زيارته واشنطن، ومن قبله زيارة وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، لصحيفة “الحياة” الى أن “ما يهم الولايات المتحدة في الوقت الحاضر عدم سقوط الهيكل في لبنان لأن الجميع سيتضرر من سقوطه، وبالتالي لا بد من الحفاظ على الحد الأدنى من التماسك فيه ريثما تسمح الظروف المحلية والإقليمية والدولية بانتخاب رئيس للجمهورية مع اقتراب نهاية العام الأول على الشغور في سدة الرئاسة الأولى”.

ونقلت المصادر عن مسؤولين أميركيين وآخرين أوروبيين ارتياحهم إلى الهدوء الذي يشهده لبنان وإلى دور وزارة الداخلية، قياساً إلى الحرائق المشتعلة في سورية والعراق، ثم في اليمن، لا سيما أن منع سقوط الهيكل يبقي على الأمل قائماً ليستعيد لبنان عافيته بدءاً من انتخاب رئيس جديد.

واكدت أن “لا مجال للمقارنة بين الوضع الراهن في لبنان وبين الوضعين في سوريا والعراق باعتبار أن الأول ليس ساحة للاقتتال الطائفي والمذهبي على غرار ما يحصل في البلدين الآخرين”، واوضحت أن “لبنان، وإن كان يمر بين الحين والآخر، في حال من الاحتقان لكنه لم يتحول إلى حرب ضروس ذات طابع طائفي على رغم استمرار الحريق المشتعل في سورية وارتداداته على الساحة المحلية”.

وتعزو المصادر عينها السبب إلى دور الحوار القائم بين تيار “المستقبل” و”حزب الله” في رعاية رئيس المجلس النيابي نبيه بري، وبالتالي قدرته على التدخل في الوقت المناسب لخفض منسوب التوتر الطائفي، وأيضاً إلى دور الوزير المشنوق في تدوير الزوايا بغية احتواء كل أشكال التوتر من دون أن تكون المجموعات الإرهابية المسلحة مشمولة بمحاصرة أي محاولة في هذا السياق باعتبار أنها تتسبب بالإخلال بالأمن وبتهديد الاستقرار العام وهذا ما يدعم الجهود الرامية إلى تفكيكها، وإلى افقادها المبادرة من جانب الجيش وشعبة “المعلومات” في قوى الأمن الداخلي والأجهزة الأمنية الأخرى”.

وتطرقت المصادر إلى “السخونة المسيطرة حالياً على جبهة القلمون في سوريا ومشاركة “حزب الله” في القتال إلى جانب الجيش النظامي في سوريا ضد أطراف عدة تنتمي إلى قوى المعارضة ومن بينها المجموعات المتطرفة التي بدأ دورها ينحسر في لبنان قياساً إلى التفجيرات التي قامت بها في السابق”.

واعترفت بأن “حزب الله” أخذ قراره منفرداً في المشاركة في المعركة الدائرة في القلمون من دون التنسيق مع الجيش أو الالتفات إلى نصائح الآخرين بضرورة وقف تدخله وتقول أن قيادة الجيش اللبناني اضطرت أخيراً لإرسال تعزيزات إلى منطقة انتشار الوحدات العسكرية في مقابل جرود عرسال وامتداداً إلى منطقة رأس بعلبك”.

واوضحت أن “هدف قيادة الجيش من تعزيز المنطقة التي تنتشر فيها وحداته العسكرية، يكمن في أمرين: الأول لمنع أي انتشار مسلح في هذه المنطقة ولقطع الطريق على أي محاولة تلجأ إليها المجموعات المسلحة في جرود عرسال للتغلغل إلى داخل الأراضي اللبنانية. والثاني يأتي من باب التدبير الاحترازي في حال اضطرت هذه المجموعات تحت وطأة المعركة الدائرة في القلمون لإعادة النظر في تموضعها في اتجاه المنطقة الجردية الواقعة في مقابل منطقة انتشار الجيش”.

واكدت أن “مثل هذا التدبير يأتي من باب التحسب لعدم مبادرة المجموعات المسلحة للضغط على وحدات الجيش في محاولة منها لفتح ثغرة تسمح لها بالتغلغل تدريجاً داخل الأراضي اللبنانية. الجيش ليس معنياً بمعركة القلمون، ليس لأن “حزب الله” لم ينسق معه أو يأخذ برأيه، وإنما لأن قراره الدخول في هذه المعركة هو في حاجة إلى موقف واضح من مجلس الوزراء يؤمن له الغطاء السياسي مشروطاً بقيام الحزب بإخلاء الساحة لمصلحة الجيش، وهذا ما لا يوافق عليه الحزب لأن انسحابه من هذه المنطقة تدعم مواقف من انتقده على تدخله عسكرياً في سوريا”.