IMLebanon

تغيير المعادلات في “جرود القلمون” تجاوز للخطوط الحمر!

lebanese-army-border

 

تدور اشتباكات في “مرتفع الباروح” في جرد رأس المعرّة في جرود القلمون بين الجيش السوري و”حزب الله” من جهة، و”جبهة النصرة” وفصائل اخرى من جهة ثانية. ولمرتفع الباروح أهمية استراتيجية لناحية إشرافه على رأس المعرّة والحدود اللبنانية.

وفي وقت، تحدثت معلومات ان تقدم “حزب الله” والجيش السوري باتجاه هذه المرتفعات أتى بعدما سيطرا على كامل جرود الجبّة في القلمون، حيث تم تدمير مواقع ومراكز لجبهة النصرة، أبرزها معسكر المعيصرات الذي يعدّ احد المقرات الرئيسية لجبهة النصرة في تلك الجرود، اكدت مصادر سورية معارضة، أن المعارك وصلت إلى تلة الباروح التي لم تشهد سيطرة أي من الطرفين، فيما رأس المعرة البلدة هي أساساً مع “حزب الله” والاشتباكات في جردها، ولا يزال يحتفظ جيش الفتح بنصف جرد الجبّة”.

وفيما تحدثت المعلومات عن مقتل أكثر من 20 من عناصر “جبهة النصرة”، من بينهم مسؤول العمليات العسكرية في رأس المعرّة المعروف بـ”أبي شويخ”، وقيادي ميداني آخر يدعى أبو خالد في الاشتباكات في مرتفع الباروح، نفت مصادر سورية معارضة لـ”النهار” “وجود اسم “أبو الشويخ” في صفوف “النصرة”. وتحدث مراسل القلمون على حسابه على “تويتر” عن مقتل 18 عنصراً من “حزب الله” كانوا يحاولون التسلل من جهة نحلة اللبنانية.

وفيما أفادت المعلومات بأن “حزب الله” سيطر على مرتفع قرنة عبد الحق المشرف على جرود نحلة، أشارت معلومات أخرى، إلى مقتل 4 عناصر من “حزب الله” في اشتباكات مع “جيش الفتح” في منطقة القلمون.

إلى ذلك، اعتبرت بعض المصادر الاستراتيجية ان تغيير المعادلات في جرود القلمون يعتبر تجاوزاً للخطوط الحمر من شأنها ان تنعكس على تغيير “الستاتيكو” السياسي – الأمني في لبنان، وهذا ما يفسّر عودة الإجراءات الأمنية السابقة إلى الضاحية الجنوبية وبعض مناطق الجنوب.

الناطق باسم تجمع “واعتصموا بالله” أحد مكونات جيش الفتح زكريا الشامي، رأى في حديث لـ”النهار” “تضخيماً إعلامياً” من جهة “حزب الله” في شأن تطورات المعركة.

وقال: “تكلم الحزب عن سيطرة عناصره على جرد الجبة فيما الحقائق الميدانية تؤكد ان خمسين في المئة من الجرد بيد مقاتلي جيش الفتح وأن الاشتباكات لا تزال مستمرة ويسقط قتلى للحزب يومياً في معاركهم الخاسرة”.

واعتبر أن “لا تقدم لعناصر الحزب سوى بالقصف العشوائي بالمدفعية وصواريخ “بركان” و”زلزال” التي لم يستخدمها في حرب تموز ضد اسرائيل”. كما تحدث عن استمرار الاشتباكات والقصف في جرود عسال الورد “لأن هناك عمليات كر وفر واستنزاف لعناصر الحزب قتل على أثرها أحد قيادييه وعدد من مرافقيه”. وكشف عن أن “حزب الله يحشد مقاتليه من كل الجهات،” وهو ما يراه تخبطاً في ساحات المعركة.

وقال: “استراتيجيتنا الأولى في القلمون هي تحرير مناطق القلمون وبلداته، لكن استتزاف الحزب وتكبيده أكبر عدد ممكن من الخسائر البشرية والآليات هما ايضاً من أولويات المقاتلين، ومنذ يومين أعلن حزب الله سيطرته على الجبة، فيما الجميع يعلم ان الجبة منذ اشهر بيد النظام وقوات “حزب لله” الذي فقد غالبية خبراته في القتال والدليل يكمن في ارسال قادته مع العناصر الى الصفوف الاولى”.

في المقابل، شهدت عدة مناطق في القلمون الغربي منذ مساء أمس الأول حملة مداهمات عنيفة، قامت بها “جبهة النصرة” ضد معاقل وحواجز “الدولة الإسلامية”، تخللت بعضها اشتباكات واسعة بين الطرفين.

وأسفرت هذه الحملة عن اعتقال العشرات من عناصر “داعش” بينهم قادة وأمراء. وقدرت بعض المصادر أعداد المعتقلين في اليوم الأول بحوالي 47 عنصراً بينهم القيادي أبو عبدالله العراقي الذي يعتبر من القادة البارزين في “الدولة الإسلامية”. ويعتبر إلى جانب أبو بلقيس العراقي الذي لم يشمله الاعتقال، القيادة الفعلية لـ”داعش” في منطقة القلمون الغربي، كما ترددت أنباء عن اعتقال الأمير الشرعي أبو البراء الذي ورد اسمه في الوثيقتين السابقتين. وما يلفت الانتباه أن التلي كان قد خاطبه في الوثيقة بكثير من الاحترام والوقار!.

وما يثير التساؤلات حول قرار القتال المفاجئ الذي دخل إلى حيز التنفيذ قبل الإعلان عنه رسمياً، أنه جاء بعد ساعات فقط من تسريب وثيقتين صادرتين عن أبي مالك التلي شخصياً، وأقر بصحتها عدد من قيادات «النصرة» مثل أبو ماريا القحطاني. تضمنت الأولى طلباً مقدماً إلى «الدولة الإسلامية» لتقديم العون له والوقوف إلى جانبه في جبهة عسال الورد والجبة ضد الجيش السوري و”حزب الله”، والثانية عبارة عن تصريح اسمي لأحد قادة “الدولة الإسلامية” يسمح له بموجبه بالمرور عبر حواجز «جبهة النصرة» برفقة من يشاء ممن “يثق بدينهم”.

فكيف يطلب التلي العون من “الدولة الإسلامية” ويسمح بمرور قادته وعناصره عبر الحواجز التابعة له، ثم بعد ذلك بعدة أيام فقط يعلن الحرب الشاملة عليه؟

توضيحاً لذلك قال لـ”السفير”، مصدر مقرب من «جبهة النصرة» إن قرار الحرب على الخوارج هو قرار نهائي، وليس متعلقاً بالقلمون الغربي وحسب، بل يشمل كل المناطق الأخرى، وعلى رأسها القلمون الشرقي ووادي بردى والزبداني، مشيراً إلى أن القتال سيستمر حتى استئصال الخوارج أو إعلان توبتهم وتقديم أنفسهم لتنفيذ الحدود بحقهم على ما ارتكبوه من سفك دماء. وأضاف ان «الحملة أثمرت حتى الآن طرد الخوارج من كامل منطقتي الجبة والمعرة».

وحول الوثيقتين وتناقضهما مع قرار القتال، قال المصدر إن «أبي مالك الشامي (التلي) أصدر منذ فترة قراراً بمنع الخوارج من المشاركة في أي قتال إلى جانب جبهة النصرة، ولكن مع بداية الحديث عن معركة القلمون تقدّم إليه بعض قادة داعش بطلب للسماح لهم بالمشاركة، فرأى أن المصلحة تتطلب التوحد لرد هجوم حزب الله، وبالتالي سمح لهم بالقتال وأصدر تبعاً لذلك تصريحات لبعض قادتهم للمرور عبر حواجز النصرة.

ولفت المصدر إلى أن الخوارج كعادتهم حاولوا استغلال الظروف لتقوية شوكتهم، وهاجموا حاجزاً للنصرة واعتقلوا بعض عناصره فما كان من أبي مالك إلا أن قرر أن الوقت قد حان للتخلص منهم، لا سيما أنه ساءه كثيراً أن يأتي اعتداؤهم بالتزامن مع هجوم «حزب الله» الذي يعتبر عدواً للطرفين.

ويأتي قرار التلي بعد أسبوع من بيان مماثل صدر عن قيادة «جبهة النصرة في القلمون الشرقي» أكدت فيه «الاستمرار في قتال الخوارج ما زال فينا عرق ينبض، وذلك حتى يعودوا (الخوارج) عن بدعتهم في تكفير المسلمين واستحلال دمائهم»، وهو ما يعني عملياً دخول منطقة القلمون مرحلة جديدة من الصراع، لأنها كانت حتى وقت قريب تعتبر من المناطق القليلة في سوريا التي لم تنتقل إليها «الفتنة الجهادية» منذ اندلاعها في نيسان من العام 2013.