IMLebanon

ال”ميدل ايست” افتتحت مركز الشحن الجوي

MEA
افتتحت شركة “طيران الشرق الاوسط” مركز الشحن الجوي الجديد في مطار رفيق الحريري الدولي – بيروت، برعاية وزير الاشغال العامة والنقل غازي زعيتر، في حضور رئيس المجلس الاعلى للجمارك العميد نزار خليل، رئيس مجلس ادارة الشركة محمد الحوت واعضاء مجلس الادارة، رئيس المطار محمد شهاب الدين، المدير العام للجمارك شفيق مرعي، المدير العام للطيران المدني دانيال الهيبي، المدير العام لشركة MEAG للخدمات التابعة لشركة “الميدل ايست” ريشار مجاعص، قائد جهاز امن المطار العميد جان طالوزيان، رئيس مصلحة جمارك المطار سامر ضيا، رئيس الضابطة الجمركية العقيد خضر الجمل، ممثل الاتحاد الاوروبي سيريل ديوالين ونقيب الطيارين انطون ابي خليل.

بعد جولة في ارجاء المركز للاطلاع على التجهيزات التقنية فيه، ألقى مجاعص كلمة أثنى فيها على “الجهود التي بذلت في سبيل انجاح هذا المشروع”.

الحوت
من جهته، قال الحوت: “بدأت قصة مبنى الشحن الجوي في المطار منذ اكثر من ثلاثة اعوام بناء على طلب من وزير الاشغال السابق غازي العريضي الذي رأى ان مرحلة تحديث المباني المخصصة للشحن لم تكتمل عند تحديث المطار، لان عمرها اكثر من خمسين او ستين عاما وهي غير صالحة وغير مطابقة للمواصفات. وفي حينه تحدثوا معي وعرضوا مشروعا بأن تقوم شركة الميدل ايست ببناء هذا المركز، وبعد الاطلاع بعمق على الارقام ودراستها مع مجلس ادارة الشركة توجهنا الى حاكم مصرف لبنان الاستاذ رياض سلامة لان الارقام بالنسبة للكلفة مع المردود لم تكن مشجعة، وجاءت توجيهات الحاكم رياض سلامة لتقول ان هذا مشروع استراتيجي للمطار ويجب ان يتم تنفيذه بغض النظر عن الجدوى الاقتصادية”.

أضاف: “هذا المركز يستوعب حاليا 165 الف طن من الشحن مقارنة مع 65 الف طن في السابق، وهو مجهز ب 15 برادا بحرارات مختلفة مخصصة للحوم والادوية والخضار والفاكهة والزهور. وهذا الامر لا يحل فقط مشكلة الخضار والدواء والفاكهة في لبنان بل يمكن المطار من أن يعود نقطة ترانزيت بمعنى ان شركات الادوية مثلا اصبح بإمكانها ان تحضر الى بيروت ادويتها وتخزنها وتعيد من هنا تصديرها، بينما كنا في السابق نعاني من تلف الادوية بسبب عدم وجود مثل هذه البرادات”.

وتابع: “الامر الاهم أن عملية معالجة الشحن أصبحت تتم وفق اعلى المواصفات الدولية والامنية المطلوبة عالميا، وتحديدا من قبل الاتحاد الاوروبي. بلغت كلفة هذا المركز وتجهيزاته 25 مليون دولار منها 5 ملايين دولار للتجهيزات فقط وفق المتطلبات العالية، وان شاء الله يبدأ في اول تموز المقبل التشغيل الكامل. وبعد افتتاح الوزير زعيتر اليوم هذا المركز، سنبدأ العمليات التجريبية تدريجيا، وكما قال لي الوزير زعيتر ان العنصر البشري هو الاهم، واذا لم نضع نحن في شركتي الميدل ايست و MEAG كل طاقاتنا من خلال العنصر البشري فكل ما أنشىء لا قيمة له. لذا يجب علينا ادارته بشكل مدروس جدا، لان العنصر البشري هو الاساس في ادارة هذا المشروع”.

وشكر الحوت “كل من ساهم في انجاح هذا المشروع بدءا من الوزير السابق العريضي والوزير زعيتر على رعايته هذا المشروع ومساعدته في تخطي العقبات خلال مرحلة التنفيذ”.

كما شكر كل المعنيين بتنفيذ المشروع لا سيما “فريق الميدل ايست وشركتي “خطيب وعلمي” و”سوبره”، والممول بنك البحر المتوسط”.

مرعي
بدوره، شكر المدير العام للجمارك شركة “طيران الشرق الاوسط” وجميع العاملين فيها ولا سيما الحوت، وقال: “الشركة باتت مدعاة فخر واعتزاز، تطير أرزتنا الخضراء كل يوم على اجنحة طائراتها اللبنانية وتحلق فوق كل التجاذبات السياسية وفوق جميع الصراعات، ليبقى النجاح هو الهدف الاول والاخير، وليبقى الايمان عميقا بأن مصلحة الوطن هي قبل اي اعتبار آخر”.

أضاف: “مطار بيروت رفيق الحريري الدولي، هو المطار التجاري الوحيد في لبنان، لعب على مر السنين دورا بارزا في خدمة الاقتصاد الوطني، وكانت له وما تزال مكانة بارزة على صعيد المنطقة، وهو يتعامل حاليا مع حوالي ستين شركة طيران للركاب والشحن الجوي للبضائع”.

وتابع: “رافقت ادارة الجمارك جميع مراحل تطور المطار وكانت شريكا اساسيا في العمل على تحقيق نموه ونهضته، لما لها من دور في تأمين تسهيل وتيسير حركة مرور الركاب وحركة انسياب البضائع عبره، وفي الرقابة على سير الاعمال التي تمارسها مع باقي الاجهزة المعنية ومع شركة طيران الشرق الاوسط وادارة الطيران المدني. ولا شك ان احد مقومات النجاح الاساسية وجود تنسيق تام وتعاون مطلق بين مختلف الادارات والاجهزة المختصة التي تعمل في المطار. وبالفعل لقد ساهم هذا التعاون في تأمين افضل الظروف الممكنة لكي تمارس الجمارك مهامها على اكمل وجه”.

وأردف: “ان المشروع الذي نشارك في احتفال اطلاقه اليوم، والمتمثل بإنشاء مركز جديد للشحن الجوي، يعتبر انجازا مميزا يهدف الى الارتقاء بالخدمات التي يقدمها هذا المطار للمتعاملين معه، ويشكل نقلة نوعية على صعيد تأمين خدمات نقل البضائع بيسر وبسرعة وايضا على صعيد تحقيق مستلزمات الامان وتطبيق شروط الشحن، وفقا للمعايير المعمول بها عالميا. وهو يفتح آفاقا جديدة لتطوير هذه الخدمات وزيادة القدرة على استيعاب احجام وكميات اكبر من شحنات البضائع، ما يساهم في تنمية الاقتصاد الوطني عن طريق تخفيض الاعباء والتكاليف على حركة التجارة، ويساهم ايضا في تنمية حركة النقل الجوي وفي توفير الازدهار لهذا القطاع الامر الذي يحقق تقدما ونموا في اعمال الشركاء في سلسلة التوريد، ومنهم شركات الخطوط الجوية وشركات الشحن والتخليص ووسطاء النقل وشركات البريد وسواها”.

وقال: “يلحظ هذا المشروع مساحات أكبر لحفظ البضائع وخزنها وتجهيزات عصرية لنقلها وتخزينها وتسليمها، وهو يؤمن شروط السلامة والامان والاحتزاز، والشروط الصحية والبيئية والنظافة، وكافة المستلزمات اللوجستية لمعاملة هذه البضائع وفقا للمعايير الوطنية التي تفرضها الوزارات والادارات المعنية، وكذلك وفقا للمعايير العالمية ما يضمن ازالة العوائق من امام حركة تنقل البضائع بين لبنان والخارج، وعلى الاخص ضمان تصدير المنتجات الوطنية الى الاسواق العالمية وقبولها لا سيما من الناحية الامنية التي تشكل هاجسا لمعظم دول العالم، في ظل تنامي موجات الارهاب وارتفاع وتيرة الاعمال المخلة بالقوانين كتهريب الاسلحة والمخدرات وسواها من الممنوعات”.

أضاف: “لقد تحققت للموظفين العاملين في قسم الشحن ولا سيما لموظفي الجمارك شروط افضل نتيجة هذا المشروع، وذلك لجهة امكنة العمل الملائمة كالمكاتب وقاعات المعاينة والتفتيش، ما يساهم في زيادة الانتاجية وتفعيل اعمال الرقابة الجمركية ويسمح بإنجاز الاجراءات التي تتولاها الجمارك بالسرعة المطلوبة وبكفاءة عالية وبالتالي ضمان الامتثال للقوانين والانظمة المرعية”.

وشكر وزير المالية علي حسن خليل الذي “خص الجمارك بالعناية والرعاية وبالدعم المستمر”.

خليل
أما رئيس المجلس الاعلى للجمارك فقال: “حدث اليوم الذي نشارك بافتتاحه ليس مركزا عصريا للشحن الجوي فحسب، بل خطوة رائدة في مسيرة وطن يطمح الى دخول نادي الدول التي ترعى أمن وسلامة سلسلة تزويد التجارة وفقا للمتطلبات والمعايير العالمية وافضل الممارسات في هذا المجال، مع ما يعنيه هذا الحدث من اهمية لافتة بالنسبة لوضع لبنان على خارطة التجارة الدولية التي كان رائدها في الحوض الشرقي للبحر الابيض المتوسط”.

أضاف: “جميعكم يعلم، دون شك، ما كان عليه البناء القديم المتهالك لقسم الشحن الذي هدد سمعة لبنان الدولية وجعله عرضة لتوقف عمليات الشحن الجوي منه، ناهيكم عن الوضع السيىء وغير المقبول لعمليات حفظ البضائع وسلامتها. وقد شاهدتم وشاهدنا، في اثناء الجولات التفقدية التي قام بها اصحاب المعالي الوزراء، الوضع الشاذ الذي كان قائما، وقد جاءت مبادرة شركة طيران الشرق الاوسط برعاية مباشرة من معالي وزير الاشغال العامة والنقل لتصحيح العمل وتطويره والمواءمة مع المواصفات العالمية في هذا المجال في وقت احوج ما نكون فيه لاعادة الثقة بهذا البلد الذي يعيش في اقليم ملتهب ومهدد بالتشظي والفوضى العارمة. من هنا كان دعم ادارة الجمارك لهذا المشروع والوقوف الى جانبه وازالة المعوقات والعراقيل التي قد تطرأ، لما رأته من مصلحة وطنية عليا ينبغي العمل من اجلها وذلك بناء على توجيهات معالي وزير المالية الاستاذ علي حسن خليل”.

وتابع: “ان ادارة الجمارك واقتناعا منها بدورها الاساسي في تحفيز الازدهار الاقتصادي ومساعدة القطاع الخاص وفتح الاسواق الدولية امامه، تدعم مركز الشحن الجوي لشركة طيران الشرق الاوسط ايمانا منها بالشراكة الواجب اقامتها مع القطاع الخاص في سبيل خدمة الاقتصاد الوطني. يعتبر تطوير وتحسين بيئة العمل عاملا مهما في رفع الفعالية والانتاجية وفي تقديم الخدمة بالسرعة والدقة المطلوبتين، كما يحسن ظروف اجراء اعمال الرقابة المتوجبة من اجل ضمان تحقيق الشروط والمعايير الدولية، وان ادارة الجمارك سوف تتابع القيام بما يتوجب عليها من اعمال ادارية ورقابية في هذا الاطار، بعد ان سبق لها التعميم على كافة الموظفين التابعين لها والعاملين في مختلف اقسام المطار ضرورة التقيد بالقوانين والانظمة المرعية من ناحية، ومن ناحية ثانية اسداء كافة التسهيلات للمتعاملين مع الجمارك بما يضمن تحقيق متطلبات تيسير التجارة دون الاخلال بالرقابة الفعالة”.

وختم مجددا إعلان “جهوزية ادارة الجمارك الدائمة لتقديم كل الدعم والمساندة في انجاز اي مشاريع مستقبلية مماثلة”.

زعيتر
وختاما قال زعيتر: “عرفت بيروت الخدمات الجوية قبل ان يبنى فيها المطار، فقد كانت بيروت محطة للطائرات البرمائية الفرنسية التابعة لطيران الشرق الذي كان يربط معظم المستعمرات ويسهل التواصل فيما بينها. وعند استقلال لبنان اصبح مطار بيروت مرفأ مهما ومقرا لشركات الطيران فكانت شركة طيران الشرق الاوسط MEA، تلك الشركة الوطنية اللبنانية التي تأسست العام 1945 على يد دولة الرئيس صائب بك سلام. ان هذه الشركة الوطنية تتمتع بديناميكية عمل متحررة من الروتين والعوائق والصعوبات التي تواجه القطاع العام في لبنان، وتشكل هذه الشركة عصبا في الاقتصاد الوطني اللبناني وتمتلك رؤية واضحة ومميزات هامة واستثنائية وحصرية مكنتها من المحافظة على ديمومتها والسير بخطة اصلاحية هادفة الى التطوير وصولا الى تحقيق الاهداف المبتغاة”.

أضاف: “في العيد السبعين لتأسيس هذه الشركة الوطنية، وبعد ان شهدنا منذ حوالي الشهرين افتتاح مركز الطيران التشبيهي لتدريب الطيارين في اكاديمية الشرق الاوسط للطيران، نفتتح اليوم مركز الشحن الجوي التابع لشركة MEA. ان هذا المركز المخصص لاعمال التصدير والاستيراد مع كامل التجهيزات والمعدات المطلوبة يشكل مشروعا حيويا ويساهم في موضوع السلامة الغذائية والصحية والاجتماعية ويحرك بلا شك، الدورة الاقتصادية ويوسع دائرة الحركة ويعود بالفائدة على الوطن ككل”.

وتابع: “ليس بالسياسة وحدها نبني الدولة بل بالاقتصاد والتنمية ايضا، وهذا يستدعي منا العمل على تحقيق نمو اقتصادي مستدام في جميع القطاعات لا سيما منها قطاع النقل والطيران عبر تكامل الوظائف والمصالح بين الجميع فيترسخ الاندفاع العام بأن الكل شركاء في الوطن ومن اجل هذا الوطن. ان ترسيخ الوعي المدني والمواطنية لدى اللبناني هو شرط حيوي للخروج من الماضي الى المستقبل. ان التوجه الى بناء دولة الاستقرار والتنمية يعكس ثلاثة قناعات اساسية:
أولا: الوفاق الوطني عبر التماسك حول برنامج علمي وعملي يفعل التنمية الشاملة والمتكاملة بين مختلف المناطق في لبنان، كما بين مختلف الطبقات الاجتماعية، فالنهوض الاقتصادي والاجتماعي يعزز الاستقرار الوطني، كما أن الوفاق الوطني يحصن النهوض الاقتصادي والاجتماعي.

ثانيا: ضرورة جذب الرساميل من الخارج، والعمل على توظيف هذه الاستثمارات في القطاعات الانتاجية.

ثالثا: فتح فرص العمل امام الشباب والكفاءات ما يشكل دعامة للتنمية وللحد من الهجرة والبطالة، وهذا يدعو الى اعادة النظر في واقع التعليم لتخريج الكادرات التي تسهم في تفعيل النمو”.

وقال: “ان الاستقرار الداخلي وتوظيف الاستثمارات في القطاعات الانتاجية وخلق فرص العمل تشكل اجزاء من خطة تنموية شاملة تتلاءم مع مقومات لبنان الاقتصادية وتتجاوب مع دوره المستقبلي الذي انعكس من خلال لبنان المركز، لبنان حلقة الوصل بين الشرق والغرب الذي عمل من اجله الرئيس الشهيد رفيق الحريري وبشراكة مميزة مع دولة الرئيس نبيه بري دون ملل او كلل”.

أضاف: “نقدر هذا المشروع والجهد والعمل الدؤوب لادارة وموظفي شركة طيران الشرق الاوسط، كما واختم بما اوردته بعثة “أرفد” الشهيرة في اوائل الستينات: ان ما ينقص لبنان بصورة اكيدة قبل الماء والكهرباء والمواصلات هو فقدان فرق عمل تكرس نفسها للمصلحة العامة وتعمل بروح تعاون على جميع المستويات لحل المشاكل العديدة في الحقلين الاقتصادي والانساني، واذا لم يحصل تحول في ذهنية النخبة الشابة، واذا لم تحدث في لبنان ثورة فكرية وخلقية تكون التنمية هشة ولن يستطيع لبنان اداء دوره لا في الداخل كعامل تماسك ولا في الخارج كمركز حضاري عالمي”.

وختم: “ان مبرر وجود لبنان وديمومته هو انساني في الدرجة الاولى، النزعة الفردية تفقد كل نجاح معناه وقيمته، ولا ينقذ لبنان واللبنانيين سوى العمل التضامني في الداخل ومع العالم”.