IMLebanon

“حزب الله” ينخر رؤوسنا.. قانصوه: غزالة مات بعد تناول 6 أقراص مهدئة أتلفت دماغه

asem-kanso

ابدى عضو القيادة القومية في”حزب البعث الاشتراكي العربي”النائب عاصم قانصوه نوعاً من العتب على بعض الحلفاء سواء من مناصري “حزب الله” أو من أحزاب وقوى حليفة، ومشيراً إلى أن هؤلاء “يظنّون أنّهم هم مَن يخوض المعركة في منطقة “القلمون” السوريّة وحدهم وأنهم هم مَن يُحرّر المناطق سواء في القلمون او في أماكن أخرى في دمشق وغيرها، وهؤلاء أنفسهم ينخرون رؤوسنا بشكل يومي حول إنجازات الحزب العسكريّة، الّتي ما كانت لتتحقّق لولا دبّابات وطائرات وجنود النظام السوري ولما كان حصل أي تقدّم ولو خطوة في اي منطقة. على رأسي كل شهداء الحزب الذي يبرع في حرب العصابات ولديه خبرات واسعة في هذا المجال. يعني بمعنى او بآخر هما يكملان بعضهما البعض”.

ودعا في حديث لصحيفة “الراي” الكويتية إلى”عدم ربط مقتل أي من القياديين الامنيين السوريين بالآخر أو بأي قضيّة اخرى وتحديداً المتعلّقة باغتيال الرئيس رفيق الحريري. فمثلاً الإنفجار الذي أودى بحياة آصف شوكت ومجموعة من القادة الامنيين الكبار، كان نتيجة جهد إسرائيلي – أميركي كان أداته مرافق وزير الدفاع الذي جرى تكليفه بوضع طرد مُفخّخ على طاولة الإجتماع بإسم راجحة كان محشواً بمواد شديدة الإنفجار وتحديداً سي فور، وذلك على عكس ما رُوِّج بأنه ناجم عن سيارة كان يقودها إنتحاري وخصوصاً ان المنطقة أمنيّة بإمتياز، ويصعب على أي شخص غير موثوق دخولها. كما أن المرافق الذي وضع العبوة هرب يومها بإتجاه نقطة معروفة تخص المخابرات الأميركيّة”.

أمّا في ما خص اللغز الأكبر المتعلّق باللواء غازي كنعان فيشرح التالي:”هل سمعتم بالأمس النائب وليد جنبلاط وهو يتحدّث في المحكمة الدوليّة عن اللواء حكمت الشهابي ونائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدّام وكنعان وغيرهم من الذين قال انهم أصدقاؤه؟ نعم. الموضوع أن مؤامرة كانت تُحاك في الخفاء من هذه المجموعة للتخلّص من الرئيس الاسد حيث كان الشهابي موعوداً من قوى خارجيّة بالرئاسة وخدّام وكنعان نائبين له”.

وكشــف قانصوه سرّاً قال انه يعلن عنه للمرّة الاولى في حياته: “مَن كشف هذا المُخطّط هو ابو عبدو (اللواء رستم غزالة) وهو مَن أبلغ الرئيس الأسد بهذه المعلومات وبالأدلّة القاطعة، وعندما علم الأسد ان ابو يعرب (كنعان) الذي كانت وظيفته في بداية عهد الرئيس حافظ الأسد فقط الاهتمام بطلبات والدته الحاجة ناعسة وتموين منزلها، أرسل بطلبه لكّن الاخير علم بمعرفة الأسد وماطل في الذهاب اليه إلى ان قتل نفســــه داخـــل مكتبه”.

ويعود بالذاكرة إلى زمن الصداقة التي ربطته بكنعان وإلى اللقاء الاول الذي جمعه بآصف شوكت ليقول:”كان كنعان يزورني بإستمرار في منزلي هذا، وإبنه الدكتور يعرُب كان جاري في المبنى المقابل. وأذكر ان آصف شوكت زارني للمرّة الاولى برفقة كنعان وجلسنا هنا على هذه الشرفة. كان ذلك في العام 1984، لكّنه لم يمكث في لبنان طويلاً فعاد الى سورية بعد أقل من شهرين على وصوله لأنه لم يتّفق مع كنعان الذي تمكّن بدوره من التخلّص منه وإعادته الى سورية بعد وشايات عدّة للرئيس الراحل حافظ الأسد. يــــومها لم يكن متزوّجاً من بشرى شقيقة الرئيس بشّار”.

ويصف قانصوه اللواء شوكت بـ”الشاب الجميل البهيّ الطلّة والمُحدّث اللبق. كان يُحبّ أن يستمع بشكل دائم للشاعر طلال حيدر لكن الأخير كان دائم التهرّب منه إمّا الى الاردن او الى اوروبا”.

بعد كنعان يتطرّق قانصوه إلى مقتل اللواء الركن جامع جامع الذي يكنّ له مودّة خاصّة وهذا ما تبيّن من خلال حديثه عنه. ويؤكد أن”جامع قُتل بطلق ناري أثناء توجّهه على رأس قوّة عسكرية الى دير الزور التي كانت تشهد في أثنائها معارك محدودة بعد سيطرته على الوضع فيها بشكل شبه كامل”.

وفي رأي”ابو جاسم” (أي قانصوه) أن اللواء جامع كان يوازي كل رجالات المخابرات السوريّة التي عملت في لبنان: “وُلد فقيراً وعاش فقيراً ومات فقيراً، وسأكشف لك امراً أيضاً أتحدّث عنه للمرّة الاولى وهو أنّني شخصيّاً مَن تكفّل بتعليم نجله في سورية، وأيضاً انا مَن تكفّل بعزائه في سورية. لقد كان له ولد متفوق في كليّة الصيدلة في الجامعة العربية في بيروت، تخرّج من دون ان يعلم احد أنه ابن جامع جامع”.

ويختم حديثه عن جامع بالقول:”جاء إلى لبنان وهو ينتعل في رجله مشّاية وعاد إلى بلاده وهو ينتعل مشّاية أيضاً”.

وبالانتقال الى رستم غزالة، الرجل الذي ترك رحيله علامات استفهام وخصوصاً بعد تَناوُل الأقلام وشاشات التلفزة مجموعة من الأخبار حول الطريقة”الغامضة”التي قُتل بها، يعترف قانصوه بأنّه كان زار غزالة أثناء رقوده في المستشفى”اثر المُشادّة التي حصلت بينه وبين مرافقي اللواء وفيق شحادة والتي ادّت الى حدوث رضوض بسيطة في أنحاء من جسمه، وكان مضى اربع سنوات على عدم لقائي به”.

ويشرح قانصوه ما حصل لغزالة، لكنّه يشير في بداية الامر إلى أن شحادة معروف بمناكفاته الدائمة لغزالة، ويقول: “القصّة بدأت بعدما علم شحادة من عناصر مخابراتية أنّ غزالة ذهب إلى قريته قرفا والتقى أهلها وهو في بزة رسميّة ويحمل بيده سيجاراً فاخراً وأنه أحرق منزله تحت عدسات الكاميرا التي اصطحبها معه الى قريته”.

ويضيف: “في اليوم نفسه حاول شحادة الحصول على الصور وشريط الفيديو، وكان ذلك قبل أن يتم التدوال بها عبر محطات التلفزيون ومواقع الإنترنت بهدف إرسالها للرئيس بشّار الأسد، وقد أرسل شحادة لهذا الغرض مجموعة من عناصره إلى مركز غزالة للحصول على الصور من مرافقيه، لكن الاخيرين أخبروا مُعلّمهم أي غزالة الذي إتصل بشحادة وجرى على أثرها نقاش حاد تطوّر الى توجيه السباب والشتائم بحق بعضهما البعض، ثم قال له غزالة سآتي اليك لأُعرّفك قيمة نفسك. لكن قبل ذهابه، قام غزالة بإرسالها (الصور والفيديو) بنفسه إلى عدد من وسائل الإعلام، وأثناء وصوله إلى مكتب شحادة حصلت عمليّة تلاسُن بينه وبين الحرّاس. وقد اكتشف هؤلاء على اثرها إرتداء غزالة لحزام ناسف وعندها أوسعوه ضرباً ما استدعى دخوله إلى المستشفى لفترة اسبوع او ربما اقل”.

كيف قُتل غزالة؟ يجيب: “قبل أن أبدأ، لا بد أن اشير إلى أمر غير معروف وهو أنّ غزالة كان دائماً يرتدي أثناء خروجه من منزله او مكتبه حزاماً ناسفاً، وهذا شيء لا يعلمه إلّا المقربون منه، وحتّى أثناء وجوده في لبنان لم يكن يتخلّى عن عادته هذه”، ويضيف: “من المعروف أن غزالة كان مدلَّلاً لدى الرئيس بشّار الأسد، وهنا أريد أن أسرد لك واقعة لم تُسرّب من قبل. يوم هروب زوجة غزالة وهي لبنانيّة من آل عويدات من بلدة شحيم في اقليم الخـــــرّوب بمســـــــاعدة شخص سوري كان يعتبره غـــزالــة يده اليُمنى، ظل الرئيس الأسد ساهراً حتّى الصباح إلى ان طمأناه بأنّها أصبحت في أيدينا بعدما تمكّنا من إلقاء الــــقبض عليها مع أبنائها ومرافق غزالــة الشــــخصي، وهــذا يدلّ على المكانة التي كان يتمــتّع بها هو وعائلته لدى الرئيس الأسد”.

ويكشف قانصوه مزيداً من الأسرار مــــن خلال تأكــــــيده أن “زوجــــــة غزالة كانـــــت تـــــلقّت مبلغ 20 مليون دولار من دولة خليجية مقابل هروبها بهدف ضعضعة النظــام وإشاعة الأحاديث حول هرب شخصيّات رئيســـيّة في تكوين النظام السوري”. ولدى سؤالنا اياه عن مصير الشخص الذي ساعد في هرب زوجة غزالة إلى لبنان، ابتسم قانصو وأجاب: “قالوا لي انه راح مشوار طويل لن يعود منه”.

ويضيف: “الآن سأخبرك عن مقتل غزالة. منذ ان كان (ابو عبدو) في لبنان وهو يُعاني مشاكل صُحيّة مثل ضغط بالدم ومشاكل في القلب، وكان من عادته أن يُرسل مرافقه الى صيدلية في لبنان تعود لرفيق لنا في الحزب يُدعى خالد سيف الدين للحصول على أدويته وأدوية عائلته. ومن هذه الأدوية دواء خاص له لتهدئة الأعصاب، وكان خالد موعوداً في تلك الفترة أن يصبح على رأس القيادة القطرية في حزب البعث فرع لبنان. وبعد خروج غزالة من المستشفى في سورية اثر المشكل مع حرّاس اللواء شحادة شعر بضغط كبير خصوصاً بعد تأنيب الرئيس الاسد له على فعلته، فأرسل إلى صاحب الصيدلية خالد يطلب منه الدواء الخاص بتهدئة الاعصاب، فما كان من الأخير إلّا أن أرسله اليه في اليوم ذاته”.

ويُنهي قانصوه حديثه حول نهاية رجل ما زال حتّى الساعة حديث الناس بالإشارة إلى انّ “تعليمات الأطباء كانت أن يتناول غزالة قرصاً واحداً كالمعتاد، لكن تبيّن لاحقاً أنّه تناول ستّة اقراص دفعة واحدة ما أدّى الى تلف في الدماغ وتصلّب أو تجلّط في الشرايين. وقد أخبرني طبيب أردني وهو رفيق لنا أنّهم حاولوا إسعافه عن طريق دواء مُضاد تم جلبه من اميركا، لكن مفعول الأقراص كان أقوى وكان القدَر الأسرع. وهو كان ضمن التشكيلة التي أعدّها الرئيس الأسد وعلمتُ انّه كان سيتسلّم وزارة الداخليّة”.

وعن التقارير التي ســـــرت في الأيام القليلة الماضية وتتعلّق بوضع اللواء علي مملــوك قيد الإقامة الجبريّة وانّه جرى تعيين بديل عنه من دون ان يــــتــــم الإعلان عن الإسم، نفى قانصوه (كان يتحدث قبل ظهور مملوك بجانب الرئيس السوري) الأمر قائلاً: “القصّة فارغة ولا صحّة لها من الأساس، وكنت اوّل المتصلين به بعد سماعي هذا الخبر، لكن اللواء ضحك كثيراً واكد لي أنّه يتناول الغداء مع عائلته في منزله. كذلك سمعنا خلال الايام الماضية عن مقتل الرئيس الأسد. وكل هذه التقارير إشاعات وفبركات تخرج من المطبخ الإسرائيلي لإثارة نوع من البلبلة داخل سورية”.

وفي معرض تأكــــــيده ان “مملوك ما زال الشخصيّة الأقوى ضمن التركيبة الامنية في سورية”، يسأل عن “اسم الشخصيّة المزعومة التي يُمكن أن تحلّ في هذا الوقت بالتحديد مكانه وهو صاحب الخبرة الأوسع والأنشط في مجال عمله”. لكن قبل ان يختم حديثه في هذا الملف يكشف أن المملوك لديه مشكلة صُحيّة ناجمة عن “نشاف في الدماغ”.