IMLebanon

الوفد الاقتصادي اللبناني واصل جولته الخليجية شقير: الاصوات المسيئة لعلاقاتنا الاخوية التاريخية لا تمثلنا

M.CHOUKIR
واصل الوفد الاقتصادي اللبناني برئاسة رئيس اتحاد غرف التجارة والصناعة والزراعة في لبنان محمد شقير جولته الخليجية، حيث انتقل الى دبي، وأجرى فيها سلسلة اجتماعات اقتصادية ومالية وتقنية، شملت غرفة تجارة وصناعة دبي و”اتحاد مصارف الامارات” و”هيئة الامارات للمواصفات والمقاييس” و”دائرة التنمية الاقتصادية”، تم خلالها البحث في تعزيز التعاون الاقتصادي واقامة مشاريع مشتركة وزيادة التبادل التجاري بالاضافة الى تبادل الخبرات.

هيئة المواصفات
بدأ الوفد لقاءاته في “هيئة الامارات للمواصفات والمقاييس” حيث كان في استقباله مدير عام الهيئة بالانابة عبدالله عبد القادر المعيني، الذي رحب بالوفد في بلده الثاني.
وبعدما شرح عمل الهيئة، ابدى كل استعداد “لزيادة التعاون في مجال المواصفات والمقاييس بين البلدين”.

أما شقير فأثنى على تطور عمل الهيئة، وطرح “امكانية تدريب لبنانيين لدى الهيئة للتعرف افضل على المواصفات والمقاييس المعتمدة في دبي، ونقلها الى الصناعيين والمزارعين في لبنان لزيادة صادرتنا الى دبي”.

وتم الاتفاق على موضوع التدريب وكذلك على اعتماد الجانب اللبناني جهة متخصصة معترف بها دوليا لاصدار شهادات المطابقة، بالاضافة الى العمل على توقيع اتفاق تعاون بين غرفة بيروت وجبل لبنان والهيئة.

غرفة دبي
بعد ذلك انتقل الوفد الى “غرفة تجارة وصناعة دبي”، حيث كان في استقباله النائب الاول لرئيس الغرفة ماجد الشامسي، بحضور عدد من اعضاء مجلس ادارة غرفة دبي.
بداية القى الشامسي كلمة، رحب بها بالوفد اللبناني. وقرأ بيت شعر لحاكم دبي محمد بن راشد كان قد القاه خلال مشاركته في مؤتمر اقتصادي في بيروت عام 2005 جاء فيه:
“حب لبنان في قلبي تجدد موطن الحسن والجمال المخلد
قال من انت حين وافاه صوتي عريي انا وأدعى محمد
قتعانقنا انا ولبنان حتى موج بيروت في الجميرا تردد”.

وأكد الشامسي “اهتمام غرفة دبي بتعزيز التعاون والعلاقات الثنائية بين امارة دبي ولبنان، وكذلك تحسين قنوات التواصل مما يؤسس لمرحلة جديدة من العلاقات التي تحقق الاهداف المشتركة”. واشار الى ان “فرص الاستثمار بين الجانبين واسعة”، داعيا “الشركات اللبنانية الى الاستفادة من هذه الفرص لتعزيز تواجدها وحضورها في الاسواق الاماراتية وسوق دبي على وجه الخصوص”.

وبعدما لفت الشامسي الى ان “لبنان احتل الدرجة 39 على لائحة شركاء دبي التجاريين، وهو ما لا يتلاءم مع الرغبة والامكانات المتاحة”، دعا الى “تفعيل هذا التعاون خصوصا مع وجود 1567 شركة لبنانية عاملة في دبي”، داعيا “رجال الاعمال اللبنانيين للقدوم الى دبي وتأسيس اعمالهم فيها”.

وأكد “اننا كرجال اعمال نربط بين الامن والاستقرار، وكذلك فانه لا نمو من دون استقرار”. وشدد على “ضرورة ان بلعب الاعلام دورا ايجابيا بالنسبة للعلاقات بين لبنان واشقائه”. كما شدد على “ضرورة ان يعي اللبنانيون مصلحة بلدهم”.

شقير
من جهته قال شقير: “زيارة دبي لها نكهة خاصة بالنسبة لنا، فهذه الامارة الرائعة تشكل نموذجا للريادة والتطور والعمران، وهي دخلت بقوة القرن الـ21 من بابه العريض، بكل ابعاده. فهي دبي محط انظار ليس العرب فحسب انما العالم أجمع، انها مصدر تباه واعتزاز لكل عربي، أما بالنسبة لنا فالقصة مختلفة، فدبي تشكل حلمنا بلبنان”.

أضاف: “اليوم نحن هنا، انه فعل إرادي للقول اننا معكم والى جانبكم مثلما وقفتم معنا في السراء والضراء. نحن هنا لنقول اننا في لبنان لا يمكننا الا ان نكون مع اشقائنا في دول الخليج، نحن هنا لنؤكد ان الاصوات التي تخرج من هنا وهناك المسيئة الى علاقاتنا الاخوية التاريخية التي لم تكن يوما من الايام الا ناصعة البياض، هي اصوات لا تمثلنا، فالشعب اللبناني بمعظمه لا يريد الا افضل العلاقات مع بلدكم، ولا يريد لدولة الامارات الشقيقة الا الخير والاستقرار والازدهار والاستمرار في التقدم وولوج العالمية”.

وتابع: “أيضا نحن هنا لترسيخ أرضية صلبة للتقدم على المسار الاقتصادي وبناء المستقبل، ومن أجل العمل على توطيد الشراكة بين القطاع الخاص في البلدين. ونرى ان هناك فرصا كثيرة وآفاقا كبيرة لتطويرها”، مشيرا الى ان “لبنان كان يشكل على الدوام مكانا مناسبا للاستثمارات الاماراتية، وهو لا يزال يتمتع بميزات تفاضلية على مختلف المستويات لا سيما على مستوى الاستثمار، خصوصا اننا نتحضر لمجموعة من المشاريع الاستثمارية الكبرى، ان كان على مستوى البنية التحتية في لبنان بعد اقرار قانون الشراكة بين القطاعين العام والخاص، وكذلك على مستوى البنية التحتية لاستخراج واستثمار النفط والغاز، وكذلك اعادة اعمار سوريا”.

ووجه من غرفة دبي دعوة “الى الاشقاء الاماراتيين لقضاء عطلة الصيف في ربوع لبنان”.
وفي نهاية الاجتماع تم الاتفاق على “وضع ورقة تتضمن الافكار التي تم طرحها لبحثها في اجتماع آخر، وهي:
– انشاء مكتب في اتحاد الغرف اللبنانية لتقوية العلاقات الاقتصادية بين لبنان ودبي، وآخر في غرفة دبي، مهمته مساعدة المستثمرين الامارتيين وتسهيل اعمالهم في لبنان والعكس.
– انشاء مجلس اعمال لبناني اماراتي.
– خلق صندوق استثماري يساهم في لبنان والامارات مناصفة للاستثمار في مناطق حول العالم ينتشر فيها اللبنانيين.
– توقيع اتفاق تعاون بين مركز التحكيم لدى غرفة بيروت وجبل لبنان ومركز دبي.
– المشاركة في انشاء معهد العلامات التجارية العربية.

وقدم شقير كتاب غرفة بيروت وجبل لبنان الى الشامسي، فيما قدم الأخير درع غرفة دبي الى شقير.

الدائرة الاقتصادية
ثم توجه الوفد الى دائرة “التنمية الاقتصادية”، حيث كان في استقبالهم مدير عام الدائرة سامي ظاغن القمزي، ومجلس ادارة الدائرة كبار الموظفين الذين قدموا شرحا مسهبا عن عملها ودورها الكبير في تطوير قطاع الاعمال والعلامات التجارية.

وفي نهاية الاجتماع قدم القمزي درع الدائرة الى شقير، الذي قدمه له كتاب الغرفة.

اتحاد المصارف الاماراتي
المحطة الاخيرة في دبي، كانت في اتحاد المصارف، حيث التقى الوفد الرئيس التنفيذي لبنك المشرق عبد العزيز عبدالله الغرير الذي رحب بالوفد اللبناني، معبرا عن حبه العميق للبنان والشعب اللبناني.

وأكد شقير خلال اللقاء “محبة الشعب اللبناني الكبيرة لكل دول الخليج وللامارات”، مشددا على ان “القطاع الخاص اللبناني يريد افضل العلاقات مع دول الخليج في اطار من المحبة والاحترام”.

وبعدما أكد قوة القطاع المصرفي اللبناني ومتانته وريادته، طرح شقير “التعاون مع الامارات في أكثر من مجال، اهمها: تطوير التعاون بين القطاع المصرفي اللبناني الاماراتي، انشاء صندوق للاستثمار المشترك في الخارج، التحضر من الآن لاعادة اعمار سوريا، وتقوية شراكات العمل بين رجال الاعمال اللبنانيين ونظرائهم الامارتيين”.

الغرير
ورد الغرير بتأكيد “دعم اي فكرة من شأنها تنمية التعاون الاقتصادي”، معلنا التزامه “بتشجيع كل الافكار البناءة التي من شأنها ان تعود بالفائدة”.

وقال:”نحن نحب ونريد ان نذهب الى لبنان، لكن الوضع غير مستقر، كما ان الاعلام اللبناني لا يشجع على ذلك”.

وأشاد الغرير ب”الوجود اللبناني في دبي والامارات، لا سيما في قطاع المصارف، حيث يوجد عدد كبير منهم في مراكز قيادية كبيرة”، مؤكدا استعداده “للمساعدة في توظيف آلاف اللبنانيين في القطاع المصرفي الاماراتي”. كما أكد “الاستعداد للتعاون مع القطاع المصرفي اللبناني في اي مجال يطرح ويشكل مصلحة ثنائية”.