IMLebanon

عكار: لحوم فاسدة وتسمّم .. ولا رقابة

BUTCHER
نجلة حمود

فتحت حادثة التسمم الغذائي الناتجة من تناول لحوم فاسدة في عكار، الباب حول طبيعة الإجراءات المتخذة من جانب وزارة الصحة، سواء لجهة شمول محافظة عكار بالإجراءات التي قامت بها أخيراً في شأن ملاحقة ومراقبة المؤسسات التجارية، أم لجهة دور بقية الوزارات في مــــراقبة مصــادر البضائع المستوردة، ومدى جودتها وصلاحيتها.
وجاءت عملية التسمم الأخيرة لتسلط الضوء على معاناة المواطنين الواقعين بين فكي الأزمة الاقتصادية، ما يدفعهم الى اللجوء لمؤسسات تبيع بأسعار مخفضة نسبياً، الأمر الذي تسبب بإصابة 25 مواطناً في وادي خالد و30 في حلبا، على مدى ثلاثة أيام متتالية، وتم التأكد أنــــها ناتجة من بيـــع لحوم فاسدة في عدد من ملاحم المنطـقة.
وأجرى محافظ عكار عماد لبكي إجراءات سريعة لتدارك الوضع، وتحديداً لجهة إعطاء تعليمات بإغلاق الملاحم المشبوهة، وطلب التدقيق في ملاحم أخرى، فيما كان المواطنون ينتظرون خطوات استباقية، على غرار مناطق أخرى شهـــــدت حملات من هذا النوع، بإشراف مباشر من وزير الصحة وائـــل أبو فاعور، الذي لم يــــدرج عكار ضـــمن جولاته على المناطق اللبنانية.
وغصت مستشفيات «السلام» في القبيات، و «عكار ـ رحال»، و «مركز اليوسف» الاستشفائي في حلبا و «مستشفى حلبا الحكومي»، بالمرضى الذين أصيبوا بتقيؤ وإسهال وآلام حادة في البطن والعضلات. واستدعى الوضع الصحي لعدد من المصابين إدخالهم الى قسم العناية الفائقة، وتحديداً الأطفال، بحسب ما أفاد مسؤول قسم الطوارئ في «مركز اليوسف» الاستشفائي الدكتور خليل حنا.
يشير حنا الى أن «الأمر يعود الى كمية تلوث الطعام الذي تناوله المصابون»، مؤكداً أن «90 بالمئة منهم عولجوا، باستثناء أربع حالات وضعها خطير، وهي تخضع للمعالجة والمراقبة المكثفة». أما صاحب أكبر مركز استشفائي في عكار الدكتور سعود اليوسف، فيؤكد «وجود خطة كوارث يتم اعتمادها في حال حدوث كوارث داخلية، مثل إلقاء قنبلة أو نشوب حريق، أو كوارث خارجية، مثل تسمم أو وباء أو حرب»، لافتا الى أن «القدرة الاستيعابية للمركز هي مئة سرير، لكن عند وقوع كارثة نلجأ الى استدعاء كل الاحتياط، من أطباء وممرضيين وإداريين وأمنيين، ويتم فتح العيادات الخارجية لتخفيف الضغط عن الطوارئ».
يضيف اليوسف: «في مراحل متطورة يمكن أن نعمد الى نصب خيم في باحة المركز لتأمين الإسعافات اللازمة. وتشمل الخطة التنسيق مع مستشفيات اخرى ضمن إطار ما يسمى اتفاقيات التعاون». وفيما تضاربت المعطيات حول مصدر اللحوم، أوضحت مصادر مطلعة لـ «السفير» أن «التحقيقات الأولية تشير الى أن مصدر اللحوم أستراليا والدنمارك، وهي وصلت الى لبنان قبل خمسة أشهر كأضاح توزع على الفقراء، وتم تكديسها داخل البرادات وبيعها من جانب بعض الجمعيات في الأسواق».
وتم تشكيل خلية أزمة مؤلفة، وفق لبكي، مؤلفة من «طبابة القضاء وممثلي وزارة الصحة، وقوى الأمن الداخلي، للبدء بخطة شاملة، تتضمن المراقبة، والتفتيش، ويجري إعداد داتا كاملة عن الملاحم والمطاعم في المنطقة، وتم قمع العديد من المخالفات». وفيما تستمر التحقيقات لمعرفة مصدر اللحوم، فقد تم إغلاق خمس ملاحم بالشمع الأحمر وأوقف أصحابها».
ويُعقد يوم الخميس اجتماع في سرايا حلبا، لتنسيق الخطوات التي يجب القيام بها، ومنها محاضرات توعية من قبل طبابة قضاء عكار، وممثلين عن وزارة الصحة وشركات مختصة بسلامة الغذاء، لإطلاق حملة توعية، عبر تنظيم 12 محاضرة تشمل مختلف المناطق العكارية.