IMLebanon

الوفد اللبناني يعيد الحرارة إلى العلاقات الاقتصادية بقطر والإمارات

LebaneseDelegationUAE
ألفونس ديب
انهى الوفد الاقتصادي اللبناني برئاسة رئيس اتحاد غرف التجارة والصناعة والزراعة في لبنان محمد شقير زيارته الى الخليج أمس بسلسلة لقاءات ناجحة، اجراها في امارتي عجمان والشارقة، اثمرت عن تفاهمات حول الكثير من النقاط والاجراءات لتطوير التعاون الاقتصادي المشترك لا سيما بين القطاع الخاص اللبناني وفي الامارتين.

وكان واضحاً خلال اللقاءات التي اجريت، مدى الاهتمام بالطروحات التي تقدم بها الوفد اللبناني، والاعلان الفوري من الجانب الاماراتي بتبنيها، والعمل سريعاً على وضع الاسس العملية لتنفيذها.

إذاً، في محصلة الزيارات التي قام بها الوفد اللبناني الى كل من الدوحة وأبو ظبي ودبي وعجمان والشارقة، تمكّن الوفد من كسر الجليد وتحريك المياه الراكدة في العلاقات بين لبنان وقطر والامارات، حيث ظهرت رغبة قوية باعادة الحرارة الى العلاقات الاقتصادية والنظر في الامكانيات المتاحة للتعاون بين القطاع الخاص في لبنان وقطر والامارات.

وفي محاولة لتجاوز الاوضاع في لبنان، التي يصعب معها قدوم الخليجيين الى لبنان أو الاستثمار فيه، بحسب كل المسؤولين الذين ابلغوا الوفد هذا التوجه الى حين استقرار البلد، طرح شقير فكرة اقامة شراكات عمل للاستثمار في دول الانتشار اللبناني، من خلال خلق صناديق لبنانية خليجية لهذه الغاية، وتحضير ارضية لوجستية لزيادة التنسيق والتعاون تحضيراً للمشاريع الكبرى التي يتحضر لها لبنان من تطوير البنية التحتية اللبنانية، واستخراج النفط والغاز، وإعادة إعمار سوريا.

وقد لاقت كل هذه الافكار تجاوباً كبيراً، واتفق مع كل غرف التجارة في الدوحة وأبو ظبي ودبي والشارقة وعجمان على وضع ورقة حول هذه الافكار لتنفيذها. وهذا ما جعل معظم الذين تم اللقاء بهم، يثنون على القيام بهذه الزيارة وفي هذا التوقيت بالذات، مؤكدين ضرورة تنظيم زيارة أخرى في القريب العاجل، بهدف وضع هذه الأفكار موضع التنفيذ.

وأهم من هذا وذاك، هو رد فعل الجالية اللبنانية في قطر والامارات التي أكدت الاهمية الكبيرة لهذه الزيارة التي أتت دعماً لوجودهم وأعمالهم وتأكيداً على تاريخ طويل من العلاقات الاخوية.

وكان الوفد بدأ لقاءاته في غرفة عجمان، وكان في استقباله رئيس الغرفة عبدالله بن محمد المويجعي واعضاء مجلس ادارة الغرفة، حيث عقد لقاء اقتصادي موسع حضره الى الوفد اللبناني وحشد من اعضاء مجلس ادارتي الغرفة ورجال الاعمال في عجمان، وتركز البحث على سبل تطوير التعاون بين القطاع الخاص.

في بداية اللقاء رجب المويجعي بالوفد الاقتصادي اللبناني، واشاد بالعلاقات التاريخية مع لبنان، وقال: «انها علاقة أخوة ومحبة واحترام لا يمكن ان يؤثر فيها أي أصوات تخرج من هنا او هناك». وأضاف: «سيبقى لبنان وشعبه في قلوبنا، وسنبقى على الدوام معًا».

وتحدّث شقير، فشكر رئيس وأعضاء غرفة عجمان على حسن الاستقبال، «وعلى الكلام الذي يعبر كثيراً عن المحبة الكبيرة للبنان وشعبه»، مؤكدًا مرة جديدة ان القطاع الخاص اللبناني يريد افضل العلاقات مع الاشقاء في الامارات والخليج، وان معظم الشعب اللبناني لا يريد الا الخير والمحبة لهذه البلدان التي تحتضن مئات آلاف اللبنانيين». وشدد على نقل الشراكات الناجحة بين رجال الاعمال الاماراتيين في الامارات ولبنان الى الخارج عبر اقامة استثمارات مشتركة في اي منطقة حول العالم مجدية استثمارياً«، مقترحاً الآتي: انشاء مكتب لتنمية العلاقات الاقتصادية بين لبنان وعجمان، وتسهيل أعمال رجال الأعمال، انشاء مجلس اعمال بين الغرفتين، انشاء صندوق استثماري تكون المساهمة فيه مناصفة، للاستثمار في اي منطقة من العالم، توقيع اتفاق تعاون في مجال التحكيم بين غرفة بيروت وجبل لبنان وغرفة عجمان.

وأثنى رئيس غرفة عجمان على هذه الاقتراحات، وأكد بذل كل المستطاع لدفع عملية التعاون، التي نرجو ان تنتقل الى مستويات متقدمة، مشيراً الى وجود 270 شركة لبنانية مسجلة في غرفة عجمان، كما هناك الكثير من الشركات المسجلة في الغرفة باسماء من عجمان وفيها شركاء لبنانيين.

ولي عهد إمارة عجمان

وفي عجمان، استقبل ولي عهد الإمارة الشيخ عمار بن حميد النعيمي الوفد اللبناني في الديوان الاميري، حيث أكد عمق العلاقة التاريخية بين البلدين والمحبة الخاصة التي يكنها الامارتيون لهذا البلد الصديق. وقال النعيمي: «للبنان وأهله سحر خاص على أهل عجمان». واضاف: «نحن على اطلاع على كل ما يحصل، وسنبقى الى جانبكم ومحبتكم في قلوبنا».

وبعدما عرض شقير ورئيس غرفة عجمان لولي العهد نتائج الاجتماع الذي جرى في الغرفة، أبدى الأخير دعمه المطلق لأي خطوة تصب في تطوير وتعزيز العلاقات الاقتصادية المشتركة.

وفي نهاية الاجتماع قدم النعيمي درع الامارة الى شقير.

مشروع الزورا

بعد ذلك، انتقل الوفد الى مشروع الزورا الذي تنفذه شركة سوليدير العالمية في عجمان، حيث اطلع من مدير عام شركة الزورا عماد الدنا ومدير العمليات في شركة سوليدير اسامة قباني، على تفاصيل المشروع الذي يمتد على مساحة 5،5 ملايين متر مربع، وفيه منتجعات سياحية، ومركز تجاري، وأماكن للسكن، وناطحات سحاب، وملعب غولف، وأربعة مرافئ «مارينا لليخوت والزوارق»، ومحمية طبيعية.

غرفة الشارقة

المحطة الاخيرة في الزيارة كانت غرفة تجارة وصناعة الشارقة، حيث استقبله النائب الاول لرئيس الغرفة ماجد بن فيصل القاسمي وحشد من اعضاء مجلس ادارة الغرفة ورجال أعمال من الامارة.

وعقد لقاء عمل بين الجانبين حول تطوير آفاق التعاون بين لبنان والامارة، حيث أكد القاسمي في بدايته على متانة العلاقة مع لبنان والحب الكبير للبنانيين، وشدد على ضرورة خلق أرضية مناسبة للشراكة بين القطاع الخاص في لبنان وامارة الشارقة.

ثم تحدث شقير، فشرح اهداف الزيارة، طارحاً نقاطاً مماثلة للتي طرحها في غرفة عجمان، لوضع رؤية مستقبلية للتعاون بين الطرفين.

ورحب القاسمي بهذه الاقتراحات، مؤكداً اهتمام مجتمع الأعمال في الإمارة بتعزيز الشراكة مع القطاع الخاص اللبناني على مختلف المستويات.

وأكد شقير انه سيضع ورقة حول كل هذه الاقتراحات لدراستها بالتفصيل، تمهيداً لتنفيذها.

المشاركون

وخلال اللقاءات، تحدث رئيس جمعية الصناعيين فادي الجميل خلال اللقاءات فعرض اهمية القطاع الصناعي الذي يتمتع بقدرات عالية تمكنه من ولوج أكثر الدول تطلبًا، داعياً الى اقامة شراكات عمل في مجال الصناعة في لبنان او امارتي عجمان والشارقة او في الخارج.

عربيد ركز على ملف الفرانشايز، مشدداً على الفرص الواعدة التي يتيحها هذا القطاع الواعد، داعياً غرفتي الشارقة وعجمان الى المشاركة في انشاء المعهد العربي للعلامات التجارية العربية الذي أطلقته جمعية تراخيص الامتياز في مؤتمر BIFEX الأخير.

أما تامر فلفت الى الآفاق الواعدة التي تتيحها الشراكة بين رجال الاعمال اللبنانيين ونظرائهم في الامارتين في مجال الصناعات الكيماوية وكذلك الدواء، مشجعاً على اقامة هذه المصانع المشتركة في عجمان.

وأمل فهد بمجيء سيدات ورجال الأعمال الاماراتيين للاستثمار في لبنان، مؤكداً استعداد غرفة بيروت وجبل لبنان تقديم الخدمات والتسهيلات اللازمة.