IMLebanon

نظريان في يوم كفاءة الطاقة: نتطلع إلى نمو قدراتنا المحلية

arture-nazarian
افتتح “اليوم العربي لكفاءة الطاقة” في فندق “موفمبيك”، برعاية وزير الطاقة ارتور نظريان والامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي وبدعوة من جامعة الدول العربية والمركز اللبناني لحفظ الطاقة، في حضور حشد من الفاعليات.

بداية، النشيد الوطني، فكلمة نائب رئيس المركز اللبناني لحفظ الطاقة زياد الزين الذي قال: ” شهر أيار من كل عام، يوم نستعطف فيه الامل والرجاء بقيامة الاحياء على كوكبنا، يوم للصحو واليقظة، يوم تنحو من خلاله ثقافتنا وسلوكياتنا نحو الكفاءة والتوفير، يوم يستهدف نشر الوعي، ويحاكي عامة الناس واصحاب القرار ووسائل الاعلام، ان نعود سويا على نفس الموقع وعلى ذات الصفحة الفكرية، لتتناغم احلامنا مع الواقع، ونعبر نحو المستقبل اكثر رشدا ونضجا”.

وأضاف:”في احدى اجتماعات فريق عمل كفاءة الطاقة في القاهرة ، كانت التوصية احياء اليوم العربي لكفاءة الطاقة في مقر جامعة الدول العربية ما لن تعلن اي دولة عربية عن استضافته، وسارعت نظريا للاعلان عن رغبة لبنان باستضافة فعاليات هذا اليوم بانتظار موافقة وزير الطاقة والمياه، الذي ما تردد في المصادقة على هذا التوجه، وانتقلنا عندها من مرحلة اعلان النوايا الى مرحلة تفويضنا كمركز لبناني لحفظ الطاقة بتنظيم هذا الحدث، الذي يجمع اليوم شركاءنا المحليين والعرب في تظاهرة هادفة سيكون لها الاثر الاعلامي والتوجيهي، ولا يسعني هنا الا شكر معالي وزير الطاقة والمياه على رعايته وحضوره، وشكر الامانة العامة لجامعة الدول العربية على الدعم والتوجيه وشكر مشروع ENEC – MED والمركز الاقليمي للطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة RCREEE على تأمين هذا الحضور العربي المميز، الشكر لهذا الحضور الاعلامي المواكب ، والشكر يذهب تلقائيا الى رئيس وفريق عمل المركز اللبناني لحفظ الطاقة على مواكبة كافة التحضيرات وضمان نجاح هذا الحدث”.

وتابع: “فكرة الاعلان عن اليوم العربي لكفاءة الطاقة براءة اختراع وحق حصري للامانة العامة لجامعة الدول العربية، لاقت كل ترحيب وصدى واحدثت ترددات ايجابية في تنظيم العديد من الانشطة الابتكارية والمحفزة، وساهمت في ترجمة السياسات الى برامج”.

الوزير نظريان

وكانت كلمة للوزير نظريان قال فيها: “يسعدني أن أرحب بكم وأن أشكركم جميعا على تلبية دعوتنا لإستضافة فعاليات اليوم العربي لكفاءة الطاقة في بيروت، التي تستقبل اليوم أكثر من حدث، مع الالتفات إلى هذه الاحتفالية التي تجسد نواة العمل العربي المشترك في التصدي للقضايا الهامة وفي طليعتها موضوعات الطاقة والتنمية المستدامة”.

أضاف: “لقد أصبح معروفا بصفة عامة أن مشكلة الطاقة لم تعد ظاهرة عارضية، وأن أهمية مصادرها تماثل الآن أهمية العناصر الأخرى للانتاج وهى الأرض والعمالة ورأس المال. وينبغى أن نعير الاهتمام الأول في أهدافنا الاستراتيجية لإمدادات الطاقة بالمقارنة مع تكاليفها، وينطبق ذلك على كل أشكال الطاقة سواء التقليدية أو المتجددة. لذلك، فإن سياسة القطاع المعتمدة في لبنان تمثل التوجه العام نحو مزيج طاقوي أمثل لا يهمل كل الإمكانات المتاحة أو التي هي قيد البحث والتنقيب والتطوير”.

وتابع:”إذا كان النفط لا يزال المصدر الأول للطاقة فى العالم ويحظى بأهمية متميزة فى هيكل استهلاك الطاقة، فإن السياسات المثلى تقتضي ترشيدا في الاستخدام والاستهلاك، مما يتطلب آليات تمويل مبتكرة وخلاقة لتنفيذ البرامج الوطنية، وآليات توجيه ثقافية عالية الجودة، تطال الرأي العام ومتخذي القرار في نفس الوقت، مع إيماني أن مثل هذه الاحتفالية تجسد أعلى معايير التواصل والتفاعل والحوار البناء في ظل دعم مشكور من قبل وسائل الإعلام العربية والمحلية”.

وقال: “إن الحكومة أعلنت عام 2009 التزاما سياسيا استراتيجيا يتمثل في أن تكون نسبة مساهمة الطاقة المتجددة 12% من الانتاج الكهربائي والحراري للعام 2020، وقد تجسد هذا الالتزام بوضوح من خلال ورقة سياسة قطاع الكهرباء التي أقرتها الحكومة اللبنانية في العام 2010 حيث أفردت محورين مستقلين لموضوعات كفاءة الطاقة والطاقة المتجددة. يحتاج هذا الهدف إلى تيويم الخطة الوطنية لكفاءة الطاقة المعتمدة منذ العام 2011 ولغاية تاريخه، باعتبار أن تطورا قياسيا شهده السوق اللبناني خلال هذه الفترة، بموازة إعداد وتصميم خطة مستقلة للطاقة المتجددة، على أن توافق عليهما الحكومة من خلال وزارة الطاقة والمياه وبالشراكة مع كل الوزارات والإدارات والمؤسسات المعنية في القطاعين العام والخاص. وهذا هو محور عملنا للعام 2015 في إنضاج كلا الخطتين وإقرارهما، لتحصين المشاريع التي يتم تنفيذها، ومحاولة توسيع مروحتها لتصبح شاملة ومتكاملة”.

وتابع: “أدعو الجميع هنا لزيارة المحطة الشمسية النموذجية التي تم تشييدها على مجرى نهر بيروت بقدرة ميغاوات واحد والتي سيتم ربطها على شبكة مؤسسة كهرباء لبنان خلال شهر، تمهيدا لإطلاق المراحل التالية وصولا إلى 10 ميغاوات، بموازاة العمل على إنجاز مناقصة لتشييد محطة شمسية في منشآت النفط في الزهراني بقدرة 1 ميغاوات كمرحلة أولى لتصبح 3 ميغاوات لاحقا. ولا بد هنا من توجيه الإثناء والتقدير لمبادرات مصرف لبنان والاتحاد الأوروبي التي ساهمت في دعم هذا القطاع بشكل مباشر حيث تجاوزت المبالغ المستثمرة في هذا القطاع 200 مليون دولار خلال العام 2014، ويتم العمل لاستثمار 400 مليون دولار إضافية خلال هذا العام، باعتبار أن آليات السوق تحتاج دائما إلى حوافز”.

وختم: “ما نتطلع إليه نموا في قدراتنا المحلية يتقاطع مع الجهود العربية التي تهدف إلى تأطير البرامج بشكل مؤسساتي مع هامش مرونة واسع لكل دولة على حدة بالإستناد إلى إمكاناتها وظروفها، لذلك لا يسعني إلا تقديم كل ما يلزم من دعم لفريق العمل الذي يعمل على هذه الملفات، مع تمنياتي أن يلامس هذا الحدث التوقعات المستهدفة”.

العربي

ثم كانت كلمة للعربي ألقاها باسمه السفير محمد صبيح وقال:”بداية إسمحوا لي أن أرحب بكم جميعا في افتتاح فعاليات الاحتفالية الثالثة باليوم العربي لكفاءة الطاقة، وان انقل لكم تحيات الدكتور العربي وتمنياته للاحتفالية بالنجاح والتوفيق، والذي لم يتمكن من الحضور لارتباطات مسبقة، وانتهز هذه الفرصة ايضا لاتوجه بخالص الشكر والتقدير للجمهورية اللبنانية ممثلة بوزارة الطاقة والمياه والمركز اللبناني لحفظ الطاقة على المبادرة الكريمة باستضافة الاحتفالية الثالثة باليوم العربي لكفاءة الطاقة والجهد الكبير المصاحب لذلك من زخم اعلامي ودعم لوجيستي تعودنا على رؤيته هنا في اكمل صورة عربية لبنانية”.

وأضاف:”ان نظرة سريعة على واقع العالم العربي توضح حجم التحديات غير المسبوقة التي نشهدها بسبب تراكم الازمات التي تعيق عتقدم دول المنطقة منذ عقود طويلة، فمنذ نشأة جامعة الدول العربية قبل سبعين عاما يواجه عالمنا العربي، تحديات جسام، شهد خلالها العديد من محاولات التدخل في شؤونه الداخلية وتهديد سيادة دوله، وتعرضت عدة دول عربية للعدوان وللاحتلال. وفي مواجهة كل هذا، حاولت الدول العربية ان تنسق جهودها قدر استطاعتها وفقا لما سمحت به الظروف المتاحة، نجحت احيانا، ولم يحالفها التوفيق احيانا اخرى. واليوم وبمناسبة احتفالنا باليوم العربي لكفاءة الطاقة، يحدونا جميعا الامل في مستقبل جديد تصبح فيه بلداننا العربية قوة اقتصادية كبيرة بفضل جهود المخلصين من ابنائها، كل يسعى في مجال عمله، ونحن ايضا في جامعة الدول العربية بكافة قطاعاتها نسعى الى الوصول لحالة من التكامل العربي الذي اصبح مطلبا ملحا قد يكون وسيلتنا للخروج من واقعنا الحالي، وفي هذا الصدد، تبذل الامانة العامة ما في وسعها لتحقيق مشروعات تكاملية عربية في عدد من القطاعات من ضمنها الطاقة، حيث تقوم بإعداد استراتيجيات وسياسات ذات أهداف تنموية تتبناها الدول العربية وتعمل على تطبيقها لنكون واقعا ملموسا يشعر به المواطن العربي من المحيط الى الخليج”.

وتابع:”انطلاقا من ذلك، اهتم المجلس الوزاري العربي للكهرباء بموضوعات الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة، رغبة منه في توفير كل ما من شانه رفع مستوى معيشة المواطن العربي، والاستجابة لتطلعاته باعتباره اهم مقومات التنمية بصورها ومن هنا جاء الاهتمام بموضوع توفير خدمات الطاقة لتصل الى كافة المستهلكين بشكل جيد ومستمر ومعتدل التكلفة، وبرز موضوع تحسين كفاءة الطاقة وترشيدها في ظل زيادة الاستهلاك المترتبة على زيادة السكان من جهة، والتوسع في الصناعات المختلفة والمشروعات التنموية والانشطة المتنوعة من جهة اخرى، الامر الذي يدعو الى تضافر الجهود وشحذ الهمم للعمل على ترشيد الاستهلاك، ورفع درجات الوعي لدى المستهلكين عن طريق الحملات وبرامج التوعية المنظمة التي تسهم فيها وسائل الاعلام المسموعة والمقروءة والمرئية، والمؤسسات التعليمية الجامعية وغير الجامعية، فضلا عن الدور الكبير الذي يمكن ان تقوم به مؤسسات المجتمع المدني في هذا الشأن”.

وقال: “لقد توج هذا الاهتمام بالمبادرة التي قام بها الوزراء العرب المعنيون بشؤون الكهرباء في عام 2011، من خلال تخصيصهم ليوم 21 أيار من كل عام ليكون يوما عربيا لكفاءة الطاقة يهدف الى زيادة الوعي حول ممارسات وتقنيات كفاءة الطاقة في المنطقة العربية. والان دعونا نتساءل: لماذا كفاءة الطاقة بالتحديد، ولماذا يخصص لها يوم عربي وهل هناك فائدة ترتجى من ذلك؟ كفاءة الطاقة بمفهومها الشامل تتجاوز بكثير ترشيد استهلاك الكهرباء وان كان يشكل جزءا مهما من منظومة متكاملة تستهدف اولا الطاقة بكافة مصادرها ، وثانيا اساليب استخدامها في كل مراحلها، بدءا من الاستكشاف او الانتاج وما يشمله من عمليات ثم النقل والتوزيع واخيرا لدى المستهلك النهائي الذي خصصنا له هذا اليوم، بمعنى آخر هو يوم لي ولك. لنا جميعا افرادا ومؤسسات، لان تحسين كفاءة الطاقة يحقق وفورات ملحوظة وبالتالي يقلل من الاستثمارات المطلوبة لتأمين الطاقة المرتبطة بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية، وكما يقال فإنها المصدر الاقل تكلفة من مصادر الطاقة غير المباشرة والتي تساهم في الحد من التغيير المناخي والاحتباس الحراري، فضلا عما تقدمه من دعم لاسواق خدمات الطاقة من خلال مجموعة متنوعة من الوسائل والادوات التشريعية والمالية”.

وأضاف: “تحت شعار ترشيد استهلاك الطاقة، استثمار للحاضر والمستقبل، وبتاريخ 21 مايو 2013 عقدت الاحتفالية الاولى لليوم العربي لكفاءة الطاقة بمقر الامانة العامة لجامعة الدول العربية ، بمشاركة اكثر من 120 ومتخصص يمثلون مجموعة من الدول العربية والعديد من المنظمات والهيئات والجامعات العربية والجهات المهتمة بكفاءة الطاقة عربيا وعالميا وقد تضمنت الفعاليات حوارا مع الشباب ودور المجتمع المدني في تحسين كفاءة الطاقة اداره الفنان القدير محمد صبحي، والذي خلص في نهايته الى إصدار مجموعة من الرسائل العامة، ورسائل للحكومات والوزارات والهيئات المعنية، ورسائل موجهة للمجتمع المدني والقطاع الخاص، انتهاء برسائل موجهة للمستخدم النهائي”.

وتابع:”في عام 2014 اقتصرت الاحتفالية الثانية لليوم العربي لكفاءة الطاقة على تقديم جائزة لافضل مقال صحافي حول كفاءة الطاقة وترشيد استهلاكها، وقد فاز مقال صحافي من دولة فلسطين، وتسلم الدكتور عمر كتانة رئيس سلطة الطاقة والموارد الطبيعية الجائزة بالنيابة عن كاتبة المقال السيدة سناء عليوي”.

وأضاف: “استمرارا لسلسلة الفعاليات هذه، ها نحن هنا اليوم في أرض الأرز للاحتفال معا باليوم العربي لكفاءة الطاقة وسط استبشار عربي كبير بدور لبنان الفاعل في مجال الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة، والذي أصبح مثالا مشرف نفخر به جميعا، لما حققه من انجازات ملموسة على أرض الواقع، احتفالنا اليوم محوره دور الاعلام العربي في دعم انشطة وخطط كفاءة الطاقة في المنطقة العربية. يهدف تشجيع البحث والابتكار سيتم تسليم جائزة اليوم العربي لكفاءة الطاقة حول “افضل مشروع لكفاءة الطاقة في المنطقة العربية ” ومن ثم الانطلاق لجلسة حول دور المجتمع المدني في توعية الجمهور في مجال كفاءة الطاقة، وصولا للجلسة الحوارية التي يديرها الاعلامي القدير الاستاذ زاهي وهبي الذي اتوجه اليه بجزيل الشكر على تلبيته الدعوة والحضور، الجلسة الحوارية تدور حول دور الاعلام في نشر مفاهيم كفاءة الطاقة وعنوانها :” الاعلاميون يحاورونه اصحاب القرار”.

وقال: “لقد حالفنا الحظ هذه السنة بوجود قناة العربية كراع اعلامي حصري لنقل الحدث فالشكر لقناة العربية على هذه التغطية الشاملة للاحتفالية. نحن نعتمد عليكم كقناة اعلامية واسعة الانتشار لايصال صوتنا لمستهلكي الطاقة في دولنا العربية. قبل أن اختتم كلمتي لا يسعني إلا أن أتوجه بالشكر لكل من بذل الجهد في الاعداد والتحضير لهذه الاحتفالية لتظهر بهذه الصورة المشرفة سواء من خلال لجنة خبراء الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة او فرق العمل التي تابعت الترتيبات اللوجستية والتغطية الاعلامية للاحتفالية او اللجنة التحضيرية التي تابعت كافة التفاصيل اولا بأول ويوما بيوم. كما لا يفوتني بأن اتوجه ايضا بالشكر لكافة المنظمات المشاركة في التنظيم وعلى رأسها المركز اللبناني لحفظ الطافة والمركز الاقليمي للطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة، ومشروع كفاءة الطاقة الاورومتوسطي في قطاع الابنية (ENEC -MED) ، وامانة المجلس الوزاري العربي للكهرباء”.

أدارت الجلسة الاولى مديرة ادارة الطاقة في جامعة الدول العربية جميلة مطر عن مسابقة اليوم العربي لكفاءة الطاقة هي مبادرة عربية في اطار فعاليات الاحتفالية الثالثة باليوم العربي لكفاءة الطاقة الذي تم الاعلان عنه من قبل المجلس الوزاري العربي للكهرباء ويحتفل به منذ 2011 من الحادي والعشرين من ايار من كل عام.

إشارة إلى أن موضوع المسابقة لهذه السنة هو افضل مشروع عربي لكفاءة الطاقة من الدولي العربية. وبعد تقييم المشروعات العشرة المقدمة تم توافق لجنة التحكيم على ان تكون المراكز الثلاثة الاولى على النحو الاتي: المركز الاول مناصفة بين مصرف لبنان وسلطة الطاقة والموارد الفلسطينية، اما المركز الثالث فقد فازت به مؤسسة المواصفات والمقاييس الاوروبية.