IMLebanon

ملفات مالية بحق الرئيس السابق لاتحاد بلديات زغرتا- الزاوية تتعدى المليارين ليرة… فمن يحاسب؟!

ehden-main

تكشّف ملفات مالية بحق الرئيس السابق لاتحاد بلديات زغرتا- الزاوية تتعدى المليارين و300 مليون ليرة… فمن يحاسب؟!

 

خاص IMLebanon:

فازت مدينة جبيل بلقب “عاصمة السياحة العربية لسنة 2016”. إنجاز فريد من نوعه لمدينة لبنانية في زمن الأزمات في وطن الأرز. وكلمة حق تُقال إن الفضل الأول في هذا الإنجاز، وفي سلسلة إنجازات لا تُحصى تحققها “مدينة الحرف” وتتحقق فيها، يعود الى بلدية نشيطة يترأسها شاب ديناميكي اسمه زياد حوّاط.

لكنّ المفارقات في لبنان تبقى قائمة وموجعة. ففي حين تحقق الإنجاز الجبيلي، تتحوّل بلديات في زغرتا- الزاوية الى التفتيش المالي بسبب سلسلة مخالفات لا تُحصى، أخطرها فضائح تطال ممارسات الرئيس السابق لاتحاد بلديات زغرتا- الزاوية طنّوس جرجس، المعروف بطوني سليمان، والذي تتحدث المعلومات عن تحقيقات بدأت حول اختفاء ما يزيد عن مليارين و300 مليون ليرة لبنانية وقد تصل الى مليارين و500 مليون ليرة خلال توليه رئاسة الاتحاد.

القصة طويلة ومتشعّبة، لكنّها ظهرت الى العلن مع تحريض إعلامي انطلق تباعاً لاستهداف قائمقام زغرتا إيمان الرافعي تحت شعارات تتعلق ببيع أراض وتغيير ديمغرافي ومخالفات بناء، ليتّضح أن استهداف القائمقام يهدف الى رمي قنابل دخانية لمحاولة تضليل الرأي العام عن التحقيقات التي تجري في ملفات الرئيس السابق للاتحاد، والتي أطلقها رئيس الاتحاد الجديد لبلديات زغرتا- الزاوية زعنّي خير بدءًا من حفل التسلم والتسليم بينه وبين رئيس الاتحاد السابق، وقد سجّل على محضر الحفل تحفظه الكامل والشامل لأن الفواتير التي اوردها سليمان لم تُعرض على مجلس الاتحاد ولم تطلع عليها اللجان المختصة لإجراء المقتضى. وبالتالي فإن الرئيس الجديد شكّك منذ اللحظة الأولى بكل أداء الرئيس السابق للاتحاد وسلوكه في الأمور المالية. وتشكّل القائمقام ممراً إلزامياً لهذه التحقيقات المالية قبل وصولها الى وزارة الداخلية.

وتشير كل الوثائق الى أن قائمقام زغرتا قامت بكل واجباتها في كل المواضيع المثارة منذ العام 2012 وحتى اليوم، بحيث تابعت كل الشكاوى التي وصلتها وأحالت كل الشكاوى عن المخالفات سواء الى سرية زغرتا في قوى الأمن الداخلي لإجراء المقتضى القانوني، وسواء لمحافظ الشمال. وبالوثائق تظهر أكثر من شكوى من رئيس بلدية علما إيليا بدوي عبيد أحالتها القائمقام الى قائد سرية درك زغرتا في العام 2013 لوقف التعديات ومخالفات البناء ضمن نطاق بلدية علما، ومنها مثلا في 3 تشرين الأول 2013. وبالفعل قامت سرية درك زغرتا في تشرين الثاني 2013 بقمع المخالفات في منطقة الشلفة التابعة عقاريا لبلدية مجدليا وتعرّضت لإطلاق النار فأصيب النقيب زياد جمال، كما حُجز يومها الرائد الياس ابراهيم (اصبح مقدماً اليوم) مع عناصره لحوالى الساعة بسبب إطلاق النار عليهم. كما أزالت القوى الأمنية بمواكبة الجيش اللبناني حوالى 40 مخالفة من نظاق بلدية علما.

والأهم، وحرصا على العيش المشترك في زغرتا- الزاوية، وجّهت الرافعي كتاباً الى محافظ لبنان الشمالي بتاريخ 26 نيسان 2012 أشارت فيه الى تلقيها شكاوى ومراجعات بشأن بيع أراض زراعية لأشخاص من خارج منطقة زغرتا- الزاوية، يعمدون الى إشادة أبنية عليها من دون تراخيص قانونية ومن دون موافقة الدوائر الروحية أو الشرعية حيث يتم تحويل بعض الأبنية الى أماكن عبادة، الأمر الذي أدى الى خلق الحساسيات الطائفية لدى أهالي المنطقة. وطالبت القائمقمام المحافظ باتخاذ الإجراءات اللازمة. فماذا يمكن للقائمقام أن تفعل أكثر من ذلك؟

والمفارقة أن الملفات المفتوحة ضد سليمان موثقة بالأدلة الدامغة التي تتطلب تحركاً سريعاً من وزارة الداخلية ومن القضاء المالي لوضع اليد على القضية واستكمال كل التحقيقات اللازمة ومعاقبة كل من يتبيّن أنه مشارك في هدر المال العام.

فعلى سبيل المثال، وجّه الرئيس الجديد للاتحاد زعنّي خير كتاب إنذاراً بتاريخ 28 كانون الثاني 2015 الى طوني سليمان يطلبه فيه بردّ مبلغ 37450 يورو كان سحبها من حساب الاتحاد المموّل من الاتحاد الأوروبي لشراء بيك آب للاتحاد، كون عملية الشراء لم تتمّ والاتحاد الأوروبي يطالب بتبرير الصرف.

كما أن عدداً كبيرا من الشكاوى وردت الى رئيس اتحاد البلديات الجديد والى القائمقام من متعهدي أشغال بسبب عدم تسديد مستحقاتهم.

الثابت في الموضوع وبحسب مصادر مطلعة أن مجموع المبالغ التي يُسأل عنها رئيس الاتحاد السابق تتجاوز المليارين و300 مليون ليرة لبنان، وهو رقم كبير يشكل سابقة في الهدر على مستوى اتحادات البلديات في لبنان (حوالى مليون و600 ألف دولار أميركي)، ما يستدعي تحرّكاً عاجلاً للسلطات الرقابية والقضائية والوزارية المختصة لوضع اليد على الموضوع.

وتشير المصادر الى أنها ستكشف تباعاً كل الوثائق المتعلقة بالمبالغ المهدورة وكل الشكاوى بحق الرئيس السابق لاتحاد بلديات زغرتا- الزاوية، حرصا منها على ضرورة اعتماد الشفافية في العمل البلدي والإنمائي. فجبيل فخر للبنان ولا شيء ينقص قضاء زغرتا- الزاوية لتتحقق فيه القفزة الإنمائية المطلوبة لتتمكن كل قرى القضاء مع زغرتا وإهدن ليشكلا قبلة الأنظار في السياحة اللبنانية والعربية.

 

toni-sleiman-1

 

 

toni-sleiman-2

 

 

toni-sleiman-3