IMLebanon

«مورجان ستانلي»: الحقن المزدوج أنقذنا من الهلاك

MorganStanley3
توم بريثويت

جيمس جورمان يصل في تمام الساعة الثانية عشرة ظهرا إلى مطعم يوناني لا يوجد فيه كثير من الزبائن في وسط مانهاتن. نحن نبعد بضعة مجمعات سكنية عن مقر “مورجان ستانلي”، الذي يقع بصورة غير مناسبة بالقرب من تايمز سكوير. وفي حين ناضل جورمان وزملاؤه من أجل إنقاذ مصرف الاستثمار من الانهيار في السنوات الأخيرة، إلا أن السياح يحتشدون خارجا دون أن يكون لديهم علم بذلك، لالتقاط الصور مع إلمو وميكي ماوس.

منذ ذلك الحين راهن جورمان على أمرين كبيرين: أنه يمكنه أن يخفض المكافآت بدون إثارة هجرة جماعية للمصرفيين، وأن الشركة يجب أن تصبح أكبر بكثير في إدارة ثروة الأمريكيين، وأقل من ذلك بكثير في تداول السندات المعقدة.

رئيس “مورجان ستانلي” البالغ من العمر 56 عاما، الذي هو ليس متقلبا عاطفيا مثل غيره من عمالقة وول ستريت، يستهل الحديث بود جاف هو بمثابة العلامة التجارية: “كيف حالك؟ بعد أن وضعتَ أسلحتك؟”. قال ذلك بعد أن وضعتُ الهواتف المحمولة جانبا ونهضت لمصافحته. يعلق جورمان على نوعية طعام مطعم إستياتوريو ميلوس “إنه خفيف. أنا متزوج من أمريكية لديها وعي صحي.

وأنا أحاول أن أتناول الطعام الصحي، لكن بوصفي أستراليا، بالتأكيد أتناول بعض اللحوم الحمراء ولحم الضأن وشرائح اللحم، وحفلات الشواء باعتباره جزءا من ثقافتي”.

ولد جورمان في ملبورن ونشأ فيها، وتخلى عن مهنة في مجال القانون، لدراسة الماجستير في إدارة الأعمال في الولايات المتحدة في عام 1985. وبقي هناك، وانضم إلى شركة ماكينزي بعد كلية إدارة الأعمال. ثم، مع التبديل الوظيفي الثالث له، تحول من الاستشارات إلى العمل المصرفي لدى “ميريل لينش”، ثم في عام 2006 انتقل إلى “مورجان ستانلي”، ليصبح بعد أربع سنوات من ذلك رئيسا تنفيذيا.

خلال ذلك تزوج، ولديه هو وزوجته، بيني، طفلان. وفي عام 2004 اجتاز اختبار الجنسية الأمريكية. يقول “توقعت أنك إذا كنت تعيش في بلد لفترة طويلة بما فيه الكفاية، فإنك ترغب في أن تكون جزءا من العملية السياسية وتدين بالفضل لذلك البلد المضيف. لقد قبلوك. فلماذا لا تقبل بهم”؟

طلب جورمان عصير الطماطم وطلبت مثله. على كل طاولة توجد نبتة صغيرة، والنادل يقوم ببعض أعمال البستنة الخفيفة لنتف توابل ينثرها في بعض زيت الزيتون، لتغميس الخبز المجاني.

صالة تداولات تابعة لـ “مورجان ستانلي” في نيويورك.

عدت مرة أخرى إلى مسألة جنسيته الأمريكية. كان السبب المباشر، كما تبين، الانتخابات الرئاسية لعام 2004. لمن أعطيتَ صوتك؟ يجيب “لا أستطيع أن أقول لك”.

قلتُ له إنك طالما بذلتَ ما في وسعك للتصويت في عام 2004، فلا بد أنك أعطيتَ صوتك للديمقراطيين. “همم”، هو كل ما قدمه من باب الرد على كلامي. أقول له إن الأمريكيين هم عادة ما يكونون صادقين حول ولائهم السياسي. قبل أن يتمكن من الرد، يصل النادل إلى طاولتنا. (في وقت لاحق أعود إلى الموقع الإلكتروني للجنة الانتخابات الاتحادية لأجد أن جورمان تبرع بشكل حصري تقريبا للديمقراطيين، بمن فيهم هيلاري كلينتون خلال محاولتها الفاشلة عام 2008 للانتخابات الرئاسية).

يقول جورمان “هل تريد مشاركتي في بعض أطباق المقبلات؟”. اخترت الأخطبوط وسمك السلمون طبقا رئيسيا لي. واختار هو مقبلات البحر الأبيض المتوسط، تليها شرائح لحم الضأن – “تكريما لأصولي آكلة اللحوم”، كما يقول.

الجذور الأسترالية

الإشارات الطوعية إلى أستراليا تعتبر مفاجأة ـ تذكرت الطريقة التي تم بها إغضاب جورمان في الماضي بسبب وصفه بالبلد الذي ولد فيه. يقول “في بعض الأحيان كان التركيز على حقيقة أنني كنت أستراليا، لأنه لم يكن هناك كثير من الأجانب الذين يديرون المصارف في هذا البلد، وكان ذلك هو الوقت المناسب عندما كنت أريد حقا التركيز على الأعمال وليس على شخصيتي. أنا فخور جدا بجذوري الأسترالية”.

يسافر إلى موطنه بشكل دوري لرؤية عائلته، بمن فيهم تسعة أشقاء، ويتم تقديم تحية أنتيبوديان المعتادة له في حفلات الشواء الكبيرة. يقول “مع أنني آتي من الباب الخلفي، دائما ما يناديني شخص ما ليسألني: أين ركنت طائرتك؟ في الحديقة الأمامية؟ أحب في مرحلة ما من حياتي أن يكون لدي وقت حقيقي لقضائه هناك، لكن أعتقد أن مقري سيكون دائما هنا”.

وأوضح أن “هنا” تعني مدينة نيويورك، وليس فقط الولايات المتحدة. مزيد من المديرين الماليين يفرون إلى وادي السيلكون، بمن فيهم مساعدة جورمان، روث بورات، التي غادرت لتوها لتصبح المدير المالي في “جوجل”. أصبح التوظيف من الجامعات أصعب كثيرا بالنسبة للمصارف لأن التكنولوجيا تعتبر الآن صناعة مثيرة. يقول “نحن في صناعة كبيرة. صناعة مصرفية مثيرة! خلاقة، ديناميكية، عالمية، إنها سريعة الحركة، وتجمع فيها كثير من الموهوبين معا!”.

وأشير إلى أنها كانت تفتقر إلى كل هذه الأمور في السنوات القليلة الماضية. في الواقع، كلمة “خلاقة” ملطخة بالمشتقات المبتكرة التي غذت فقاعة القروض العقارية في الفترة التي سبقت أزمة عام 2008. واليوم تعتبر أبطأ، وأكثر تنظيما، وأكثر محلية.

يقول جورمان “أعتقد أنها لا تزال صناعة رائعة”. ويضيف “كان لدينا شيء من قبيل 92 ألف سيرة ذاتية من الأولاد هذا العام. إذا كنت مهتما فقط بالهيبة المصرفية، فإن هذا ليس ما يجعلك قابلا للاستدامة. عليك أن تكون مهتما بما نفعله: إدارة ومصدر رأس المال، مساعدة الشركات المصدرة والمستثمرين ليجتمعوا معا لشيء عظيم، وهو ما يجلب هذه الشركات إلى الحياة”.

مرة أخرى، أتساءل عن عدد المتقدمين من بين آلاف الذين هم في حالة حب مع التمويل بدلا من المالية المستقبلية الخاصة بهم. “أوه، أعتقد أن لديك وجهة نظر متراخية. أتحدث إلى هؤلاء الأولاد في كل وقت. بعضهم يأتي من خلفيات مميزة جدا. وكثير منهم ليس كذلك.

مدبرة المنزل لدينا، وهي من التبت – امرأة رائعة، عملت لدينا لعدة سنوات – وطلبَتْ من زوجتي إن كنتُ على استعداد للنظر في السيرة الذاتية لأحد أبناء أقاربها. اتضح أنه كان الابن الأول من هذه العائلة الذي يذهب إلى الجامعة (…) كانت درجات اختباره على الأقل جيدة مثل الطبقة الواردة التي نوظف منها، وكان هذا الشاب قد أتى من لا شيء. طفل من المهاجرين، الجيل الأول في الدراسة الجامعية وحصل على وظيفة بدوام كامل في “مورجان ستانلي” وهو يؤدي عملا رائعا (…) أدخلناه إلى منظمة إدارة المخاطر. أرادوا أن يتعاقدوا معه بعد أن أجروا معه مقابلاتهم”.

وأقول، إنه لأمر عادل بما فيه الكفاية. لكن هناك قلق في الولايات المتحدة حول مراوغة الحلم الأمريكي، وعدم المساواة في الدخل، حيث إن أعلى 1 في المائة – الذين هم في العادة من بارونات وول ستريت مثل جورمان – أحوالهم ممتازة، وبعض آخر – ربما لم يكن محظوظا بما فيه الكفاية في أن تكون له عمة أو خالة تعمل في خدمة المصرفيين – تعاني ركودا في الدخل.

مع ذلك، يرفض جورمان فكرة أن الاحتمالات ضاقت “أعتقد أن الحد الأدنى للأجور في هذا البلد وعدم وجود نمو حقيقي على مدى عقود يشكلان معضلة”. ويضيف “هذا هو ما جعل أمريكا بلدا عظيما – أن كل شخص أتيحت له الفرصة ليكون الفائز. وأعتقد لا تزال هناك فرصة لذلك. أنا بالتأكيد أحد المستفيدين من ذلك”.

حلاقة المصرفيين

يتفحص جورمان المطعم – هناك مفارش مائدة بيضاء اللون، وسقوف عالية مع تجهيزات صناعية مكشوفة وبعض الرواد اللامعين، بمن فيهم إليوت سبيتزر، الذي يجلس على الطاولة التالية. (الحاكم السابق لولاية نيويورك الذي اعتاد أن يكون كارثة على وول ستريت بسبب حملاته القوية التي تشد الانتباه ضد تجاوزات هذه الصناعة، لكنه تراجع في وقت لاحق بسبب فضيحة علاقته ببعض المومسات في عام 2008).

ويشير جورمان إلى بعض معارفه، من بينهم اثنان من المصرفيين الأستراليين. الأقرب، كما ألاحظ، لديه شعر أطول من الذي تفرضه الأجهزة التنظيمية على المصرفيين، تماما مثلما هو شعر جورمان.

“هل تعتقد أن لدي شعرا طويلا بعض الشيء؟ إنه الجزء الأجنبي مني”.

وأقول له: هذا ضمن اختصاص موليه (تترك الشعر طويلا من الخلف) تقريبا.

“ماذا؟ الملا؟”.

أكرر “موليه”، ببطء أكثر هذه المرة. على الرغم من أن شعر جورمان فوق ياقته، إلا أنه ليس بالطريقة التي يطول فيها الموليه شعرهم، لكن لا يزال أطول من شعر أي رئيس تنفيذي في وول ستريت.

“موليخ؟ ما هو الموليه؟ لم أسمع به من قبل”.

أمضي قدما، لأذكر بأن لدينا جارا مثيرا للاهتمام، مشيرا إلى سبيتزر. “نعم، لكنه ليس أستراليا”.

وأسأل إن كان يريد أن ينسبه إليهم. ويجيب “لا”.

ونشارك في القليل من الحمص وتاراماسالاتا والأخطبوط المشوي اللذيذ، وننتقل إلى الحديث عن “مورجان ستانلي”، الذي لديه اليوم 830 مليار دولار من الأصول و55 ألف موظف في 43 بلدا. كان ينظر إليه في وقت ما باعتباره أنبل وأعرق من جميع المصارف الاستثمارية الأخرى، ولكن تاريخه الحديث متقلب. في عام 1997 اندمج مع دين ويتر، شركة الوساطة المالية للأفراد، التي تهتم بالأفراد العاديين، وكان لديه شبكة بطاقة الائتمان دسكفر. وتبع ذلك المعارك من أجل القيادة وروح المؤسسة.

كان جورمان في ميريل لينش وكان قد تم نقله توا إلى وظيفة جديدة. “تم تخفيض منصبي. على الأقل كنت أعتقد ذلك. كان قد اتصل بي “مورجان ستانلي” مرتين من قبل. واتصل بي مرة أخرى وهذه المرة لبيت الدعوة، وتوليت هذا المنصب (رئيسا لإدارة الثروات)”.

وصول في الوقت المناسب للاستمتاع ببعض الازدهار الذي يشهده العالم في مجال الاستثمار المصرفي. ثم جاءت الأزمة المالية: انهيار “بير ستيرنز”، ثم إفلاس “ليمان براذرز”.

كان هناك اثنان فقط من المصارف الاستثمارية المستقلة التي بقيت على قيد الحياة، مورجان ستانلي وجولدمان ساكس. وكان ينظر إلى “مورجان ستانلي” باعتباره المغادر التالي. حتى الآن، يعتقد بعض المنافسين أن “مورجان ستانلي” كان معسرا من الناحية الفنية لبعض الوقت في عام 2008.

يقول جورمان “لا، إنهم يتحدثون عن أمر لا يعرفونه”. ويضيف “أنا لم أرهم يتحدثون إلى أمين الصندوق أو المدير المالي. ربما كانوا في تلك الغرف، وكانوا فقط غير مرئيين للغاية. عندما بلغ السهم ستة دولارات (في خريف عام 2008) وتناقصت النقدية، واجهنا صعوبات ولكن، لا، كنا نتمتع بالملاءة خلال تلك الفترة”.

في النهاية كان الحقن المزدوج هو الذي أنقذ الشركة: أولا، استثمار كبير من المصرف الياباني ميتسوبيشي يو إف جي، الذي يملك الآن 22 في المائة من “مورجان ستانلي”.

والاستثمارات الطارئة للحكومة الأمريكية في جميع المصارف الكبرى.

ويقول جورمان، في إشارة إلى المؤسسات المالية “رأيتها مثل الطائرات التي تصطف للهبوط في مطار نيوارك”. ويضيف “السؤال كان: من الذي على وشك الهبوط بسلام؟ ومن الذي أوشك أن يتحطم – لكن نجا من ذلك؟ ومن الذي كان سيتحطم فعلا؟ الجميع في هذه الصناعة كانوا في قائمة الانتظار”.

صعد جورمان إلى هذا المنصب في عام 2010. وفي فترة مضطربة في عام 2012، ظهرت الشكوك مجددا حول ما إذا كان “مورجان ستانلي” في طريقه إلى الانهيار، وهذه المرة بسبب أزمة منطقة اليورو.

لكن الأرباح انتعشت ببطء. وعلى النقيض من جولدمان ساكس، المعروف منذ زمن بعيد بممارساته التجارية المبهمة، أخذ جورمان مورجان ستانلي إلى اتجاه واضح: مزيد من إدارة الثروات وبناء جيش قوامه 16 ألف شخص من المستشارين الماليين. وتداول أقل في الدخل الثابت، الأعمال التي مدت المصارف الاستثمارية بالطاقة في الأوقات الجيدة، لكن ثبت أنها أكثر تحديا بالنسبة للقوانين التنظيمية الجديدة.

قصة الأجور

في الوقت نفسه، قرر تخفيض الأجور وفي عام 2012 اضطر كبار الموظفين إلى تأجيل 100 في المائة من مكافآتهم، سعيا للحصول على عوائد أفضل للمساهمين. ويقول “إذا كان أداؤك غير مناسب من وجهة نظر المالكين، فإنهم في نهاية المطاف سيلتقطون حوائجهم ويعودون إلى البيت”. ويضيف “إذا لم تكن مربحا، فمن غير المقبول أن يكون لديك الخيار لقول: عندما نكسب المال، سندفع لأنفسنا أجرا جيدا، وعندما لا نكسب المال، سندفع لأنفسنا بشكل جيد لإبقاء الناس (المصرفيين). كنا قد فقدنا الحق في إطلاق هذا التصريح”.

يقول جورمان “إن وضعه شخصا من خارج “جولدمان” سمح له باتخاذ مزيد من الإجراءات الجذرية حول الأجور”. ومع ذلك، إذا كان لا يرى نفسه شخصا يحتل مقعدا مذهبا تقليديا في عالم الاستثمار المصرفي، فهو ليس بالضبط أحد الناشطين في مظاهرات “احتلوا وول ستريت” (ارتفع أجره بنسبة 25 في المائة العام الماضي ليصل إلى22.5 مليون دولار) بل مستشارا إداريا رائعا.

يقول “لم يكن الأمر مثل الجهاد”. ويضيف “كان هذا قرارا عقلانيا ماليا بحتا – اجعل الأمر جاهزا للحظة الحاسمة ومن ثم أعده إلى إجراءات التشغيل العادية”. وهو يعمل الآن على تخفيف القيود. “لم نعد بعد الآن في وقت الأزمات. لا معنى لتقديم أنفسنا لموظفينا والسوق على أننا نعاني أزمة”.

جورمان يعطي حكمه على الطعام – “إنه لا يشعر وكأنها وجبة يمكن التحكم فيها بشكل فائق” – ويسأل إذا كنت أرغب في تناول بعض من حبات البطاطا المقلية لديه. تناولت واحدة. ويقول لي “خذ حفنة. سأتناول منها هذه الكمية” التي أزاحها جانبا. “هذه لك. وإلا فإنها ستعود إلى المطبخ”.

الجانب السلبي لكونه من خارج المؤسسة، كما يقر جورمان، هو أن ذلك يولد عدم الثقة بين من هم داخلها. يقول “أنا متأكد، على مر السنين، كثير من الناس كانوا متشككين، ليس فقط مني، ولكن من أي استشاريين يأتون إلى العمل”. ويضيف “إذا قدمت ما هو متوقع منك، فإن معظمهم في نهاية المطاف سيصمت”.

ولا يعني هذا أن جورمان بخيل في توجيه الثناء للآخرين في الحال السعيد الذي عليه “مورجان ستانلي” حاليا.

فهو يمتدح الإجراءات “الإبداعية والشجاعة بشكل لا يصدق” التي اتخذها بن برنانكي أثناء الأزمة، بصفته رئيس مجلس “الاحتياطي الفيدرالي”؛ وتيم جايتنر، الذي كان آنذاك رئيسا لـ “الاحتياطي الفيدرالي” في نيويورك؛ وهانك بولسون، وزير الخزانة والرئيس التنفيذي السابق لمصرف جولدمان.

ويقول “لا أعتقد أنهم حصلوا على الثناء الكافي مقابل ذلك”. ويضيف “يا لك من محظوظ عندما يكون لديك رجل قضى حياته في دراسة الكساد العظيم (برنانكي)، جنبا إلى جنب مع رجل قضى حياته كلها تقريبا في العمل على كل أزمة مالية عالمية خلال السنوات العشرين السابقة، وكان رجل أسواق حقيقة (جايتنر)، جنبا إلى جنب مع شخص كان الرئيس التنفيذي ورئيس مجلس إدارة واحد من أبرز وأكبر المصارف الاستثمارية في العالم (بولسون)، في مناصب قيادية خلال أكبر أزمة مالية هذا القرن. إنها مثل أن يكون كل النجوم موجودين مع اليانكيز في مباراة كان الفريق يحتاج إليهم فيها فعلا ـ وكانوا لدينا حينها”.

وبينما نتخطى الحلوى وننتقل إلى تناول القهوة، جورمان أيضا ينسب الأمر إلى سلفه، جون ماك، وزملائه الحاليين “يمكننا التحدث باختصار (…) وهذا يعني أنه يمكنك اتخاذ قرارات بسرعة. التماسك الأكبر داخل الغرفة يعني فقط أننا في داخلها معا”.

“هل تذكر فيلم المصارع؟ في النهاية، عندما اضطر راسل كرو وفرقته من العبيد الذين يقاتلون في الكولوسيوم للخروج (…) وفجأة انطلق ضجيج هائل، وكانت أبواب كبيرة على وشك أن تفتح، وكانوا يعرفون أن شيئا رهيبا سيأتي من خلالها، على الأرجح لقتلهم بطريقة مزعجة كثيرا. عندها التفت إليهم قائلا: أيا كان الذي يأتي من تلك البوابات، فسنواجهه معا”. ويضيف “أحب ذلك”.

توقف قليلا. وجهت إليه نظرة متشككة وكلانا ضحك.

“هذا ليس مثالا مباشرا على ما نفعله! أنا لا أوحي شيئا بهذه الفكرة، لكن أعتقد أن شيئا ما يمكن أن يقال لمصلحة العمل الجماعي”.