IMLebanon

الـ«ميدل إيست» تتخطّى أزمات عمرها من عمر لبنان

MEA
عدنان الحاج
عمر طيران الشرق الأوسط التي تحتفل بعيدها الـ70، مرّ بغير محطة صعبة انطلاقاً من الحروب الداخلية في العام 1975، حيث أقفل المطار وتقطعت الأوصال وتضررت الشركة، ثم أواسط السبعينيات حيث تعرضت الشركة لاعتداءات كثيرة من العدو الإسرائيلي من حرق الطائرات أواخر الستينيات، حيث ضربت الطائرات في المطار وصولاً إلى الاجتياح الإسرائيلي في بداية الثمانينيات، حيث أُقفل المطار وتحولت مدارجه إلى مراكز تجمع لجيش العدو الإسرائيلي. هذا الواقع حوّل مقر شركة طيران الشرق الأوسط من المطار إلى مكاتب الشركة في «الجيفينور»، حيث كان المرحوم سليم سلام يترأس الاجتماعات الإدارية لمتابعة تأجير الطائرات من جهة، ولمتابعة موجودات الشركة في مطار بيروت من خلال زيارات تحت القصف إلى المطار يومياً لمتابعة أوضاع الحراس الذين كانوا ينامون في مقر الشركة حفاظاً على موجوداتها. وكان نشاط الشركة في ذلك مقتصراً على بعض الحركة، ومن ثم المحافظة على الاستمرارية.
في أواخر الثمانينيات عانت الشركة من قرارات حظر أميركية وغيرها وكانت رحلاتها متقطعة مع الأحداث مما أوقعها بخسائر متراكمة وصلت حتى العام 1998 حوالي 570 مليون دولار.
واضطرت الشركة إلى الاستدانة من الدولة والاستحصال على مشاريع قوانين بإعطائها القروض من مصرف لبنان بواقع 5 ملايين دولار شهرياً للمحافظة على استمراريتها واستمرارية العمال والموظفين.
وكانت شركة «الميدل ايست» مملوكة من شركة انترا التي حكمها خلال الثمانينيات روجيه تمرز وحاول وضع اليد على طائرات «الجمبو بويغ 747» الحديثة وبيعها كما بيعت بعض موجودات شركة انترا، إلا أن موقف سليم سلام والرئيس رشيد كرامي وقتذاك حال دون ذوبان الشركة.
وجاءت مرحلة بداية التسعينيات فكان القرار بتملك مصرف لبنان لحصة انترا في الشركة ومتابعة الإنفاق عليها.
وجرت الإصلاحات العديدة على يد مجلس الإدارة الجديد والملكية الجديدة وكان محمد الحوت، وكان أيام الصعوبات في أواخر الثمانينيات ممثل مصرف لبنان لدى شركة انترا. وهو مُنع من حضور اجتماعات وقطع طرقات مقصودة منعاً لمتابعة التطورات المالية في الشركة أيام الحاكم ادمون نعيم. وقد خاضت «السفير» في حينه معارك لنصرة ممارسات مصرف لبنان وممثله محمد الحوت في حينه.
بعد تملّك مصرف لبنان لأكثر من 98 من المئة من الأسهم في الشركة بدأت عمليات الإصلاح والتحول من شركة خاسرة إلى شركة متوازنة ثم رابحة، ومن شركة كانت قيمتها حوالي الدولار إلى مليار دولار. عمليات الإصلاح في «الميدل ايست» لم تكن لتنجز لولا القرار الخاص بتقليص التنفيعات الوظيفية وصرف حوالي الألف موظف وعامل وكف اليد السياسية عن التدخل في الشركة بفعل نأي مجلس الإدارة عن المنافع السياسية في توظيفات الشركة.
فعندما تسلم محمد الحوت الشركة في العام 1997 وبين العام 1997 و2000 كانت خسائر الشركة حوالي 726 مليون دولار تحولت في العام الحالي إلى فوائض تقدر بحوالي 774 مليون دولار مع الإشارة إلى ديون الشركة ومساهمة المصارف اللبنانية بتحديث أسطول الشركة التي باتت تملك 13 طائرة من أصل 17 طائرة، بعدما كانت تملك طائرات قديمة أكثرها مستأجرة في العام 1997.
في الخلاصة لقد استطاعت شركة طيران الشرق الأوسط الخروج من الخسائر إلى الربح والنجاح في الصعوبات التي تعيشها البلد. في حين عجزت الدولة وأركانها بإخراج البلاد من الأزمة المستمرة والمتصاعدة.