IMLebanon

مؤتمر طبي دولي في بيروت..الامراض الصدرية تحت المجهر

lebanese-association-for-respiratory

 

تعقد الجمعية اللبنانية للامراض الصدرية مؤتمراً دولياً اليوم وتستمر أعماله حتى السبت المقبل 6 حزيران، في فندق الهيلتون الحبتور بالتعاون والتشارك مع المنظمة الفرنكوفونية للامراض الصدرية، التي انشئت حديثاً والتي تضم الجمعيات العلمية في البلدان الناطقة بالفرنسية. وستشكل هذه المشاركة اول مؤتمر تنظمه اصلاً منذ ان انشئت، مما يعتبر انجازاً وفخراً للمجتمع الطبي في لبنان.

نحو 24 وفداً طبياً من 20 بلداً سيشاركون في المؤتمر، بما فيها الجمعية الفرنسية للامراض الصدرية، والجمعية الجزائرية والتونسية والبلجيكية والسويسرية والكندية والكمبودية والافريقية.

وفيما دعي وزير الصحة العامة وكافة سفراء الدول الفرنكوفونية للمشاركة في الجلسة الافتتاحية، يستعرض المشاركون في المؤتمر آخر المستجدات والعلاجات لأمراض الربو والالتهابات الرئوية وسرطان الرئة والتصوير الشعاعي والانسداد الرئوي والسل وانقطاع التنفس اثناء النوم والمشاكل التنفسية لدى الاولاد والاشخاص البدينين. ويتوجّه المؤتمر بالدرجة الأولى لأطباء الأمراض الصدريّة وإنّما أيضًا لمختلف الإختصاصات الطبيّة المعنيّة كالطب الداخلي والقلب والحساسية والاشعة في مواضيع ذات اهتمام مشترك.

السل يقاوم المضادات الحيوية

ما زال السل حتى يومنا هذا من أكثر الأمراض المعدية انتشاراً في العالم. ومما يزيد القلق ظهور نوع بكتيريا السل مقاومة للمضادات الحيوية الأكثر تطوراً. هذا ما كشفه البروفسور السويسري دنيس فالزون، الذي سيحاضر في المؤتمر. وقد انتشر هذا الشكل المقاوم من السل منذ الثمانينات في افريقيا والهند والصين وروسيا، بحسب ما اوضح البروفسور الجزائري سليم نفطي. وتتزايد حالات السل مع السيدا والسكري. وهذا ما يؤدي الى ظهور 500 الف حالة في السنة، يودي مرض السل بأكثر من ثلثهم الى الهلاك. وقد وضعت لهذا الغرض معالجات جديدة متطورة ستكشف عنها خلال المؤتمر البروفسورة فاطمة تريتار، رئيسة الجمعية التونسية للامراض الصدرية.

سرطان الرئة ليس عصياً

سرطان الرئة من اكثر انواع السرطان فتكاً، لسبب اولي وهو صعوبة معالجته في مراحل تطوره المتقدمة. وتؤكد في هذا الاطار ابروفيسورة الاخصائية في المستشفيات الفرنسية اليزابيت كواكس، أهمية الاكتشاف المبكر “وهذا نادراً ما يحصل، مما يؤدي الى وفاة أكثر من 80 بالمئة من المرضى في أمد لا يزيد عن خمس سنوات”. وترى كواكس ان تطور التقنيات في أجهزة التصوير الشعاعي ستسمح بالكشف المبكر للسرطان. من ناحيتها، تشدد الدكتورة ميرنا واكد رئيسة الجمعية اللبنانية للامراض الصدرية، على اهمية تشخيص السرطان من خلال التنظير الرئوي وأخذ عينات بشكل دقيق بالاستعانة بالتصوير الصوتي الداخلي، “وهذا ما يزيد من فرص تشخيص المرض ويجنب استعمال وسائل اكثر ضرراً”. كذلك عرض الاخصائيون في هذا المرض التطور الذي توصل اليه استئصال الأجسام السرطانية من الرئة بواسطة المنظار، مما يحد من اللجوء الى العمليات الجراحية، وجاءت عشرات الحالات التي تمت معالجتها في لبنان خلال السنوات الأخيرة لتؤكد صوابية هذا الخيار اذا كان السرطان في مراحله الأولى.

الانسداد الرئوي: هل هو محصور بالمدخنين؟

مسببات الاصابة بمرض الانسداد الرئوي المزمن هي اولاً التدخين. الا ان الباحثين ينكبون ايضاً على دراسات جديدة لتفسير التباين في تواتر الاصابة بهذا المرض، في ما يتخطى هذا المسبب الرئيسي المعروف. وتتضمن هذه المسببات المحتملة بالدرجة الأولى “تلوث الهواء في المنزل ومكان العمل وفي المدن يشكل عام. ويتمحور العديد من الدراسات حالياً حول انواع التلوث الأكثر ضرراً في هذا المضمار. كذلك تتم دراسة العامل الجيني المحتمل الذي يحفز الاصابة بمرض الانسداد الرئوي،” كما تؤكد البروفسورة البريطانية فيزيا ودزيشيا، التي ستستعرض آخر المستجدات خلال المؤتمر. وتوضح الدكتورة واكد ان مرض الإنسداد الرئوي المزمن ينتشر أكثر فأكثر ويصيب المجاري الهوائيّة فيسدّها، فيشعر المريض بضيق مستمرّ في التنفس وسعلة دائمة وصفير في الصدر.

المرض التنفسي المخفي

نادراً ما يشعر اي شخص بانقطاع تنفسه اثناء نومه، ولذلك يبقى هذا المرض خفياً على الكثيرين الذي يعانون من تأثير هذه الحالة على حياتهم الطبيعية، اذ يتشكون من ضعف في التركيز وصعوبة في العمل اثناء النهار. وتدل الدراسات التي يعرضها البروفيسور الفرنسي جان لوي بيبان ان هذه الظاهرة تصيب بين 2 و 5 بالمئة من الاشخاص، انما تبقى معظم هذه الحالات دون تشخيص ومتابعة طبية فعلية، مما يزيد بواقع ستة اضعاف خطر الاصابة بطارئ قلبي، او حتى بحادث سير (من جراء النعاس المفرط اثناء القيادة). وستعرض الابحاث المتعلقة بهذا المرض المخفي وطرق الاستفادة من العلاجات المتوفرة خلال المؤتمر.

حاذروا الجلطة الرئوية

جلطة الأوعية الدمويّة مرض يصيب إمّا الأوعية الدمويّة في الرجلين أو مجاري الدمّ في الرئة، فتؤثّر على نسبة الأوكسيجين في الدم (وتدعى جلطة رئويّة). بعض الأشخاص معرّضون لهذا المرض أكثر من غيرهم، ومنهم كبار السنّ والذين لا يقومون بأي نشاط جسدي، والمرضى بعد خروجهم من عمليّة جراحيّة كبيرة، والمصابين بالبدانة المفرطة، والسيدات اللواتي تتناولن حبوب منع الحمل، وكذلك الأشخاص الذين لديهم إستعداد جيني. لذلك، يتضح ممّا سبق أنّه يمكن تجنّب حصول هذا المرض في بعض الحالات ، امّا في حالات أخرى، فيمكن تناول علاج وقائي. وسيتمّ البحث في كافة سبل الوقاية من هذا الخطر خلال المؤتمر