IMLebanon

ضباط إيرانيون في وزارة الدفاع السورية!

iran-army

 

ذكرت قناة “العربية” أنه أعلن، في سوريا، رسمياً، وللمرة الأولى، عن دخول قوات أجنبية من العراق وإيران، مسبوقة بتصريحات إيرانية عالية المستوى بأن الجمهورية الإسلامية “لن تتخلى عن الدولة السورية” أو أنها “لن تسمح بسقوط الدولة السورية”. بعد زيارتين معلنتين لوزير الدفاع السوري، ولرئيس مجلس الشعب السوري جهاد اللحام.

وسبق هاتين الزيارتين المعلنتين، احتجاج واضح من قبل شخصيات موالية للنظام السوري، على “تراخي” إيران أمام تطورات الميدان في سوريا، وتقهقر قوات النظام في كثير من المناطق. مما تسبب بحالة من القلق والغموض، في أوساط النظام السوري نفسه، حول مدلولات هذا الاحتجاج على الحليف الأقوى للنظام، إيران.

وكانت المرة الأولى التي يعلن فيها النظام السوري استقدام مقاتلين أجانب للقتال في صفوفه. بعد معلومات موثقة عن وجود مثل هؤلاء المقاتلين الغرباء في صفوفه، في السابق، إلا أنه لم يكن يعلن عنها رسمياً.

نيران صديقة” بين قوات النظام وحزب الله

إلا أن الخبر الأبرز، بعد إعلان النظام رسميا، عن إشراك المقاتلين الأجانب، في صفوفه، هو عن نوعية الخلاف الذي دبّ ما بين قوات النظام، من جهة، ومقاتلي حزب الله وإيران، من جهة أخرى. حيث أُعلن عن أن سبب الاحتجاج المتبادل، ما بين كل هذه الأطراف، هو غياب التنسيق ما بين قطعات الجيش السوري وميليشيا حزب الله والمقاتلين الميليشياويين العراقيين والإيرانيين وغيرهم. وظهر أن غياب التنسيق هذا، تسبب بـ”نيران صديقة” في مختلف المناطق على ما أظهرته تسريبات دقيقة من صحف موالية للنظام السوري.

وعلم في هذا السياق، أن حزب الله “اشتكى” رسميا من انسحابات مفاجئة لأفراد الجيش السوري، دون التنسيق معه. وكذلك أبدى الإيرانيون اعتراضهم على عدم إشراكهم في خطط جيش النظام لما يتعلق بإعادة الانتشار أو الانسحاب المفاجئ الذي يقوم به من بعض مناطق القتال تحت ضغط تقدم قوات المعارضة.

التحريض على النازحين ودرع الساحل

ألحّ النظام السوري، على حلفائه طالبا دعما بشريا ملموسا، بعد تقهقر قواته وتراجعه المتواصل في الميدان. إلا أن ماتسرب في هذا السياق، أن إيران تحديدا، كانت تشترط إدخالها في خطط الجيش السوري ومن أعلى الرّتب العسكرية. معللة ذلك، بأن “التنسيق السيء أدى الى مقتل كثير من رجال حزب الله والمقاتلين الآخرين” الذين تم ترك “ظهرهم مكشوفا” بعد الانسحابات العسكرية النظامية “المفاجئة” في أكثر من منطقة.
وتشير مصادر موثوقة إلى أن النظام السوري، قرر قبول إشراك الضباط الإيرانيين من رتب عاليه، في وضع الخطط العسكرية، وفي أدق التفاصيل، كذلك إشراكهم في خطط توزع مقاتلي الجيش وأمكنة الانتشار، والخطط البديلة التي تعتمدها الجيوش في حالة الاضطرار الى انسحاب أو إعادة تجميع.

وتؤكد المصادر السابقة، أن التحريض ضد نازحي المحافظات السورية الذين انتهى بهم المطاف للاقامة في محافظات الساحل السورية، طلبا للأمان والهروب من حجيم الحرب، تم بنصيحة إيرانية. وأن إشراك ضباط من الجمهورية الإسلامية في صناعة قرارات جيش النظام، لم يعد كافيا، ذلك أن التحرض ضد نازحي الساحل تحديدا، تم عبر اتهامهم بأنهم يشكلون دعما نائما للمعارضة، وأن التوقيت الذي ظهر به مرتبط جوهريا بموعد قدوم أجانب النظام للتوزع حول الساحل أو غيره من المناطق التي سيتوزع بها هؤلاء للقتال لصالح النظام، وضد الثورة السورية.
خصوصا أن الاعلان الرسمي عن مقاتلين أجانب برعاية الحكومة السورية للعمل لصالحها ضد معارضي النظام، تم بعد إعلان الدولة السورية عن ماعرف بدرع الساحل، واستغراب أقرب الحلفاء لهذا الإعلان الذي “كان يمكن أن يؤدي غرضه دون إفصاح يجرّ أسئلة وتشكيكا في الشارع”.

البرود الإيراني حيال تعجّل الأسد

أما رئيس النظام السوري، فقد كان يضغط على حلفائه، الذين اتهمهم عبر قنوات غير مباشرة “بأنهم لا يحركون ساكناً ضد تركيا التي تتدخل مباشرة في الميدان” وأن طهران “مرتاحة” لنوعية المصالح التي تجمعها بالدولة التركية “ولو كان ذلك على حساب حليفها السوري” كما عبّرت مصادر مقربة من النظام السوري.

أراد الأسد أن يكون أجانب النظام معادلين لأجانب المعارضة، في تنازل غير مسبوق عن استقلال الدولة. الأمر الذي تأخرت إيران كثيرا في قبوله، لما يتضمنه الأمر من حساسيات دينية ومذهبية لا قدرة لإيران على تطويقها وهي المتهمة باللعب على الوتر الطائفي في عدد من البلدان العربية. كما أن الإعلام الرسمي الإيراني، لم يبدل عبارته التي كانت توتّر النظام السوري على الدوام: “دعمنا للحكومة السورية مستمر ولن نتخلى عن حلفائنا”. لأن النظام كان يريد تموينا بشريا، مقاتلين أجانب رسميين، في وجه مقاتلين أجانب يقاتلونه.

ضباط إيرانيون في وزارة الدفاع

أثمر البرود الإيراني في اكتساب امتيازات أكثر. بعد الشكوى من غياب التنسيق الذي جعل “النيران الصديقة أخطر من نيران الخصم” – الأمر الذي اشتكى منه حزب الله- جاء القبول السوري بإشراك ضباط إيرانيين من رتب عالية، في إدارة الخطط العسكرية من داخل وزارة الدفاع السورية. وهذا هو سر الاحتفال الذي شهدته أروقة حلفاء النظام منذ اسبوع: “انتظروا مفاجآت كبيرة في الأيام القادمة”.

كذلك، فإن البرود الإيراني، كان بانتظار الجواب الروسي للدعوة التي أطلقها بشار الأسد لبوتين، لزيادة تواجد القوات الروسية في المتوسط. فقد أعلن الأسد أن سوريا “تنظر بإيجابية وترحب بأي توسع روسي في المتوسط”. إلا أن هذه الدعوة لم تجد قبولا لدى الروس الذين لن تغريهم “تنازلات الأسد المتواصلة” لأن الأمر مرتبط بتوازنات دولية حساسة. وإذا الأسد قد أعطى المفاتيح كلها لموسكو فهذا لا يعني أن موسكو سترسل غواصاتها الى اللاذقية لحماية مسقط رأس الحليف.

وتقول مصادر إعلامية مختلفة، إن النظام السوري لم يبق لديه الكثير ليقدمه لأغراء طهران أكثر. فقد تم رهن مقار كثيرة للحكومة السورية مقابل الدين الإيراني. ولم يعد أمام النظام في سوريا “إلا منح إيران حصة من الجيش النظامي” ومن خلال وزارة الدفاع. فإيران “لديها مصالح، ولا تقدم خدمات مجانية للنظام” فلو سقط الأخير – يضيف المصدر – ستكون حصة إيران مضمونة في إدارة الشأن الداخلي السوري، عبر ما قام به النظام من منح إيران امتيازات وصلت حد التدخل المباشر في الجيش والإشراف على خططه العسكرية. وتسري شائعة في سوريا عن تغيير محتمل لبعض وزراء الحكومة، قد يكون وزير الدفاع واحدا منهم.

الى هذا، يؤكد كثير من متابعي الشأن السوري، أن الترحيب بالمقاتلين الرسميين الأجانب، وحصول إيران على امتيازات بالحجم المشار اليه، هي “معركة ربع الساعة الأخيرة” في عمر النظام وماتبقى من مؤسسات الدولة”. وليس “ربع الساعة الأخير” الذي يهدد به حلفاء الأسد. يقول معارض سوري ساخراً: “حزب الله في القلمون وحمص ودرعا. قوات إيرانية حول اللاذقية وفي الساحل وحول دمشق. ميليشيات عراقية هنا وهناك. هل يستأجر بشار الأسد غرفة على سطوح؟!”.