بشار باغ
أكد فيبين سيثي الرئيس التنفيذي لمجموعة «لاندمارك» أن دبي رسخت من مكانتها وجهة عالمية للتسوق العائلي، حيث توفر بيئة متكاملة من الترفيه والخدمات وتنوع عروض التجزئة للعائلات من مختلف أنحاء العالم، مشيراً إلى أن التقارير المتخصصة تؤكد الإنجازات التي حققتها دبي في هذا القطاع.
ولفت سيثي في حوار مع «البيان الاقتصادي» إلى أن الفئة المتوسطة من قطاع التجزئة تواصل تحقيق معدلات نمو قوية في دبي، حيث لم تتأثر بانخفاض أسعار النفط أو الأحداث التي تشهدها بعض دول المنطقة، متوقعاً أن تحقق فئة التجزئة المتوسطة خلال العام الجاري نمواً بنفس المعدلات التي تم تحقيقها 2014 وتفوق 10%.
وأشار إلى أن احتدام المنافسة بين كبرى الشركات العاملة في قطاع التجزئة بالإمارة دفع نحو تطوير برامج الولاء لاستقطاب أكبر شريحة من المتسوقين والاحتفاظ بالحصة السوقية وتوسيع قاعدة العملاء، مشيراً إلى أن برنامج بطاقات «شكراً» لمجموعة لاندمارك يضم حالياً أكثر من 10 ملايين عضو في 8 دول تنتشر بها متاجر وعلامات المجموعة.
وأوضح سيثي أن العام 2014 شهد قيام لاندمارك بافتتاح 25 متجراً لها في الياس مول بأبوظبي، كما قامت بإطلاق حزمة من العلامات التجارية الجديدة من ضمنها «هوم بوكس» و«سبورتس وان» و”فن وركس” و”جامبا جيوس”، مشيراً إلى أن المجموعة ستواصل سياستها التوسعية الطموحة مع رفع عدد متاجرها من 1900 متجر حالياً إلى 2000 متجر مع نهاية العام الجاري، ولفت إلى أن 50 متجراً جديداً منها ستكون في الإمارات، موضحاً أن الدولة تستحوذ على ما يقارب 25-30 % من إجمالي متاجر المجموعة التي تنتشر في العديد من الدول. وتالياً نص الحوار:
كيف تقيمون أداء قطاع التجزئة في دبي بشكل عام؟
سجلت الفئة المتوسطة من قطاع التجزئة معدلات نمو قوية خلال العام الماضي تفوق 10%، ويأتي ذلك بفضل عدم تأثر القطاع في الأسواق المحلية بتداعيات انخفاض أسعار النفط أو الأحداث التي تشهدها بعض دول المنطقة، وخاصة الفئة المتوسطة من منتجات التجزئة، ويأتي ذلك في ضوء ارتفاع معدلات ثقة المستهلك باقتصاد دبي والإمارات بشكل عام ومواصلة نمو الإنفاق الاستهلاكي لدى مختلف شرائح المتسوقين، ويأتي ذلك في ظل النمو الاقتصادي المتواصل في الدولة واستقطاب المزيد من السياح والمستثمرين والمقيمين الجدد على حد سواء. ونتوقع أن يواصل القطاع تحقيق نمو بمعدلات مماثلة خلال العام الجاري.
معادلة التجزئة
هل يشكل تزايد مراكز التسوق بالتزامن مع ارتفاع الإيجارات تحدياً لقطاع التجزئة؟
هناك زيادة في أسعار الإيجارات في مراكز التسوق الرئيسية لكنها ترتبط أيضاً بمعدلات المبيعات المحققة، فهناك نسبة وتناسب في هذه المعادلة، فالإيجارات لا تفرض تحدياً كبيراً على السوق، خاصة مع ما تتمتع به دبي من سمعة مرموقة في عالم التجزئة والتسوق إقليمياً وعالمياً، حيث رسخت من مكانتها وجهة عالمية للتسوق العائلي، إذ توفر بيئة متكاملة من الترفيه والخدمات والمرافق العصرية وتنوع عروض التجزئة للعائلات من مختلف أنحاء العالم، وتؤكد التقارير المتخصصة الإنجازات التي حققتها دبي في هذا القطاع.
وفي نفس الإطار، يؤثر ارتفاع التكاليف التشغيلية في قطاع التجزئة بشكل عام على هوامش الأرباح مما يعني تنافساً أكبر على استقطاب المزيد من المستهلكين ورفع معدلات المبيعات.
ويبرز التوجه الرئيسي حالياً في التركيز على مراكز التسوق المخصصة للمناطق والأحياء السكنية، كما أن مركز التسوق باتت مجمعات خدمية متكاملة وليست وجهة ترفيه وتسوق فحسب، بل باتت توفر خدمات متنوعة للزوار من عيادات طبية ونواد صحية وخدمات حكومية وغيرها.
مؤشرات القطاع
ما أهمية مواسم العروض والتنزيلات وانعكاسها على مؤشرات القطاع الرئيسية؟
تمثل أعداد الزوار ومعدل إنفاق المستهلك على المشتريات أبرز مؤشرات القطاع الرئيسية، وتشهد تفاوتاً في النمو على مدار العام حسب المواسم، وتصل إلى ذروتها خلال مواسم وفترات العروض الخاصة والتنزيلات. وفي كثير من الأحيان لا يشتري المتسوقون بدافع من الحاجة، بل قد تتم عملية الشراء للاستفادة من صفقة مغرية على المنتجات مما يعكس أهمية العروض والتنزيلات على تحفيز رغبة الشراء لدى المستهلك والمساهمة بالتالي برفع المبيعات وإقبال المتسوقين.
وبالنسبة لـ”لاندمارك” فإن فترات التنزيلات التي تطرحها المتاجر والعلامات التجارية التابعة للمجموعة لا تتجاوز 40 يوماً على مدار العام، إضافة إلى فترات العروض الترويجية وخاصة في مواسم مهرجان التسوق ومفاجآت صيف دبي.
ويستحوذ المستهلك المحلي من مواطنين ومقيمين على الحصة الأكبر من قاعدة المستهلكين في فئة التجزئة المتوسطة، خاصة وأن العلامات التجارية التي أسستها المجموعة مخصصة لمستهلكي الشرق الأوسط من هذه الشريحة المستهلكين متوسطة الدخل.
علامات جديدة
ما أبرز المشاريع الجديدة التي أطلقتها المجموعة أخيراً وما خططكم التوسعية خلال الفترة القادمة؟
شهد العام الماضي قيام لاندمارك بافتتاح 25 متجراً لها في الياس مول بأبوظبي، كما قامت بإطلاق حزمة من العلامات التجارية الجديدة من ضمنها “هوم بوكس” و”سبورتس وان” و”فن وركس” و«جامبا جيوس».
وقمنا أخيراً بتوقيع اتفاقية جديدة مع شركة نخيل لإدارة أكثر من 25 من علاماتنا التجارية المتنوعة في مجالات الأزياء والإلكترونيات، والأدوات المنزلية، والمأكولات والمشروبات والترفيه وذلك في «الخيل أفينيو»، الذي يقع بمحاذاة شارع الخيل، في الجهة الشرقية من «قرية جميرا تراينجل». وستضم قائمة العلامات «هوم سنتر»، «سنتربوينت»، «إيماكس»، «نيو لوك»، «ريسس»، «فن سيتي»، «شواكسبرس»، «سبورتس ون»، «كانديلايت». وستشغل مجموعة «لاندمارك» مساحة أكثر من 220 ألف قدم مربع في المول.
كما قمنا أخيراً بافتتاح 21 متجراً جديداً في مول الخليج في قطر، وبذلك يصل العدد الكلي لمتاجر المجموعة في قطر إلى 70 متجراً بمساحة إجمالية تبلغ 806.680 قدماً مربعة.
وقد أطلقت «أيكونيك»، العلامة التجارية التابعة لمجموعة لاندمارك، أول متجر لها في قطر في مول الخليج. ويعتبر المتجر الوجهة المثالية لتسوق آخر منتجات وصيحات الموضة والألبسة والأحذية ومنتجات التجميل والإكسسوارات للرجال والنساء والأطفال.
ويحتضن مول الخليج أيضاً أحدث علامة تجارية تابعة للمجموعة وهي «سبورتس ون» المتخصصة في توفير كافة المعدات والمستلزمات الرياضية. كما أطلقنا ثلاث علامات تجارية جديدة بنظام الامتياز مختصة في مجال الألبسة والأزياء وهي «نيو لوك» و«كوتون» و”يورز” في مول الخليج. وتترافق هذه المتاجر مع مجموعة من العلامات التجارية الأخرى المتخصصة في الأحذية والإكسسوارات التي تتوفر للمرة الأولى وهي “ستيف مادن” و “كاربيسا” و “دوموند” و “نوز” و “بابلوسكي”.
وستواصل لاندمارك سياساتها التوسعية الطموحة محلياً واقليمياً، وسترتفع عدد متاجر المجموعة من 1900 متجر حالياً إلى أكثر من 2000 مع نهاية 2015 ستتواجد 50 متجراً منها في الإمارات، حيث تستحوذ الدولة حالياً على ما نسبته 25-30 % من إجمالي متاجر لاندمارك.
برامج الولاء
ما ملامح الاستراتيجية التي تعتمدها شركات التجزئة لمواجهة اشتداد المنافسة في السوق؟
في ظل احتدام المنافسة في قطاع التجزئة محلياً وعالمياً باتت برامج الولاء ضرورة أساسية لترسيخ مكانة العلامات التجارية وتعزيز الولاء ضمن قاعدة المستهلكين.
ويشهد سلوك المستهلك محلياً وعالمياً تغيرات متواصلة بشكل دائم، وقد بات الكثيرون منهم يعتمدون على عدة بطاقات للولاء من مجموعة متنوعة من المتاجر والعلامات التجارية لتحقيق القيمة الأفضل لمشترياتهم والتوفير قدر الإمكان عبر الاستفادة من المكافئات والعروض الخاصة على برامج الولاء.
وقد أدركت لاندمارك أهمية برامج الولاء بشكل مبكر، ولطالما حرصت المجموعة على تطوير عملياتها الداخلية بشكل ذاتي، وقد تم إطلاق برنامج الولاء “شكراً” منذ 10 سنوات وكانت المجموعة في أوج نموها وتوسعها محلياً واقليمياً وكان القرار بتطوير برنامج خاص للولاء. وهي طريقة تتبعها أبرز الشركات على غرار طيران الإمارات عبر برنامجها “سكاي وردز”.
وخلال السنوات الماضية، وجد المشتركون في البرنامج قيمة حقيقية في هيكلية جمع الناطق والمكافاءات التي توفرها بطاقات “شكراً”. وقد بات المستهلكون حالياً أكثر ذكاءً في التسوق مع التركيز على أفضل العروض والمكافآت لمشترياتهم في مختلف القطاعات.
لدينا حالياً أكثر من 10 ملايين مشترك في بطاقات شكراً يمتدون في 8 دول، وهو رقم كبير بجميع المقاييس، وهم ينفقون أكثر بـ 25 – 30 % من المتسوقين غير المشتركين في البرنامج.
وتتنوع قاعد الأعضاء من حيث الجنسيات سواء كانوا من الخليجيين أو العرب المقيمين أو الأجانب والآسيويين. فهناك عائلة في البحرين تحمل الجدة وابنتها وحفيدتها عضوية برنامج شكراً خلال فترة تناهز 20 عاماً.
ونعمل على التوسع في انتشار عضوية البرنامج إلى أربعة دول إضافية، وقد أطلقناه أخيراً في مصر وقد استقطب أكثر من 100 ألف مشترك جديدة خلال شهر واحد فقط. وفي العام الماضي استقطب البرنامج أكثر من 750 ألف عضو جديد. وتأتي 60 % من مبيعاتنا تأتي من أعضاء برنامج شكراً، ونطلع لتنمية البرنامج وتوسعة آفاقه.
إطلاق “فن بلوك” الترفيهية
أطلقت لاندمارك للترفيه، قسم الترفيه التابع لمجموعة لاندمارك «فن بلوك» وهو رابع مراكزها الترفيهية الذي افتتح عقب افتتاح مركز الترفيه العائلي المتميّز «فن ووركس» في ياس مول في أبوظبي.
ويعتبر «فن بلوك» علامة تجارية خاصة بشريحة محدّدة من المجتمع ومساحة لعب داخلية مثالية للأطفال بين سنتين و12 سنة ويتم إطلاق أول مراكز «فن بلوك» في براري مول بالعين وسيشكل مركز اللعب الأضخم حتى الآن في الإمارات حيث يمتد على مساحة 563 متراً مربعاً ويستوعب أكثر من 100 نشاط.
شراكة مع بنك ستاندرد تشارترد
دخلت مجموعة لاندمارك أخيراً بشراكة مع بنك ستاندرد تشارترد وشركة ماستر كارد في الإمارات لإطلاق بطاقتين ائتمانيتين ضمن برنامج «شكراً» للعملاء المخلصين من “لاندمارك”، هما «شكراً وورلد من ستاندرد تشارترد وماستر كارد» و«شكراً تيتانيوم من ستاندرد تشارترد وماستر كارد». وتعد هذه البطاقات الائتمانية الأولى من نوعها التي تسمح للمتسوقين في الإمارات الحصول على نقاط «شكراً» للعملاء مقابل جميع عمليات الشراء التي تجري باستخدام البطاقات.
ويمكن للعملاء تحصيل النقاط ضمن 500 متجر لمجموعة لاندمارك في الإمارات التي تضم 50 علامة تجارية تغطي قطاعات واسعة مثل الأزياء، والأثاث والمستلزمات المنزلية، والإلكترونيات، والأحذية، والإكسسوارات، والألبسة الرياضية، والضيافة وغيرها.
وتتيح «شكراً وورلد من ستاندرد تشارترد وماستر كارد» للعملاء تجميع حتى 10% من قيمة عمليات الشراء التي يجرونها على شكل نقاط «شكراً».
وتقدم البطاقة أيضاً تذاكر لدخول صالات سينما «فوكس» بنصف السعر، إضافة إلى دخول صالات الانتظار في 500 مطار حول العالم مجاناً بالتعاون مع LoungeKey، وهو أكبر برنامج مستقل لدخول صالات المطارات. بدورها تمنح «شكراً تيتانيوم من ستاندرد تشارترد وماستر كارد» حتى 7.5 % من قيمة عمليات الشراء التي يجريها العملاء لدى جميع متاجر لاندمارك على شكل نقاط «شكراً».
وتوفر البطاقة كذلك نفاذاً مجانياً إلى صالات الانتظار لمطارات الشرق الأوسط.
توسيع عمليات التجارة الإلكترونية
أشار فيبين سيثي إلى أن لاندمارك تخطط للتوسع في تجارتها الالكترونية عبر موقعها لاندمارك شوبس.كوم، حيث حقق منذ اطلاقه في العام 2012 وبعد أن ضاعف مبيعاته خلال السنة المالية 2015- 2016، فيما شهدت إيراداتها نمواً بنسبة تتجاوز 200 % في السنة المالية 2014-2015.
ويعتبر «لاندمارك شوبس.كوم» حالياً موقع التسوق الإلكتروني لعدد من أبرز العلامات التجارية. وتسعى للمحافظة على معدلات النمو عبر إضافة العلامات التجارية الـ 9 الأخرى من محفظة علامات «لاندمارك».
ويوفر «لاندمارك شوبس.كوم» أكثر من 30 ألف منتج تتوزع بين الأزياء، ومستلزمات الأطفال والأجهزة الإلكترونية والمنزلية ومستحضرات التجميل.
وتتكامل خدمات التسديد والتحصيل لدى «لاندمارك شوبس.كوم» مع أسلوب قنوات التسويق المتعددة، وذلك عبر منح العملاء القدرة على تحصيل المنتجات التي قاموا بشرائها من المتجر خلال مدة زمنية قد لا تتجاوز الساعتين اعتباراً من تحديد خياراتهم، وتتوفر هذه الخدمة حالياً لدى «إي ماكس» مع مركزي تحصيل هما «الواحة» و«مردف سيتي سنتر» في دبي، مشيراً إلى أنه سيتم زيادة عدد مراكز التحصيل لتشمل كافة العلامات التجارية في لاندمارك شوبس.كوم.
وحقق الموقع نسبة نمو على أساس سنوي تخطت 200 %، وتعتزم لاندمارك مضاعفة المبيعات في السنة المالية 2015 – 2016.