IMLebanon

خيارات “النصرة” بعد الجرود…الهرب أو الإمارة!

nusra-jihadist

 

كتبت صحيفة “السفير” أنه يمكن القول إن «موقعة الثلج» في القلمون تشارف في جزئها الثاني على الانتهاء، إذ إن المعركة مع «جبهة النصرة» باتت مسألة وقت ليس إلا، والخيارات المتاحة أمام هذا التنظيم و «أميره» أبو مالك التلي باتت محصورة:

ـ إما الهرب كأفراد وليس كمجموعات وأرتال باتجاه الغوطة أو ادلب، عبر ممرات للتهريب محفوفة بالمخاطر والكمائن والأفخاخ.

ـ وإما «النزول الكبير» إلى عرسال بما يتيسر من عتاد وأعداد، وبالتالي إعلان هذه البلدة اللبنانية «إمارة» لتنظيم «النصرة» في بلاد الشام. وهذا الخيار هو الأكثر إحراجاً للجيش اللبناني، كونه يضعه في مواجهة هذا التنظيم، خصوصاً في ضوء قرارات الحكومة اللبنانية الأخيرة.

ـ وإما رمي السلاح والتوجه كأفراد مدنيين إلى مخيمات النازحين الواقعة بعد حاجز الجيش اللبناني في وادي حميد (أول جرد عرسال)، فيحتمون هناك بكتلة النازحين إلى أن تحسم المعركة، ويبدأ الحديث عن عرسال ومخيمات النازحين، وهي نقطة يفترض أن تحتل الحيّز الأبرز من جدول أعمال حوار «حزب الله» ـ «المستقبل» مطلع الأسبوع المقبل.

هذا بالنسبة إلى «النصرة»، ماذا عن المعركة مع «داعش»؟

الجزء الثالث من «معركة القلمون»، وهو الجزء الأخير، لن يكون موعده بعيدا، وثمة سيناريو وضعه «حزب الله» مع الجيش السوري، يشي بأن هذه المعركة ستكون أسهل من سابقتيها (جرود القلمون وجرود عرسال ـ 1)، لاعتبارات شتى، أولها، طبيعة المنطقة، وثانيها، عدم تمرس المقاتلين وقلة عددهم بالمقارنة مع «النصرة»، وثالثها، توافر ممر آمن لـ«داعش»، كان يصعب توافره لـ«النصرة»، وذلك في اتجاه الرقة، ورابعها، عدم توافر بيئة حاضنة لتنظيم «الدولة» سواء في مخيمات النازحين أو في بلدة عرسال، وخامسها، عدم وجود أهداف إستراتيجية لمعركة القلمون خارج دائرة الضغط على دمشق (الشمال كمنفذ إلى البحر أكثر إستراتيجية لـ«داعش» من عرسال).

هنا، يصبح السؤال كيف سيتصرف الجيش اللبناني في عرسال؟

لقد تمكن «حزب الله» في آخر جلسة لمجلس الوزراء من انتزاع قرار ذهبي تمثل في تكليف الجيش اللبناني «إجراء التقييم الأمثل للوضع الميداني في عرسال واتخاذ القرارات والإجراءات المناسبة لمعالجة أي وضع داخل البلدة ومحيطها»، فضلا عن عدم تقييده بالخطوات التي قد يتخذها لتحرير جرود عرسال وإبعاد خطر المسلحين الإرهابيين عنها.

وليس خافيا على أحد أن «حزب الله» والجيش السوري قد أعفيا الجيش اللبناني من الشق الثاني المتعلق بتحرير جرود عرسال، لتصبح المهمة المناطة به هي اتخاذ الإجراءات اللازمة لإعادة سيطرته وانتشاره داخل بلدة عرسال، على أن يترك لقيادته اختيار الكيفية: هل تستعاد عرسال بالسلاح أم بالمفاوضات؟

من الواضح أن «حزب الله» قد اختار توقيته لمعركة القلمون، في مواجهة الاندفاعة التركية ـ القطرية ـ السعودية لتلميع صورة «النصرة» و»سورنتها» وتقديمها كـ «تنظيم معتدل». وعلى هذا الأساس، قام بهدم «الحزام الإرهابي» الذي أقلق الداخل اللبناني على مدى ثلاث سنوات، بالسيارات والصواريخ والأحزمة الناسفة و «الخلايا النائمة»، ليركّز جهده في المرحلة المقبلة، في أماكن أخرى، تبعاً لمجريات استنفاره المفتوح على «الجبهتين» في آن معا.

ووفق المعطيات التي عكسها، «حزب الله»، تم تحرير 225 كلم 2 من مساحة الجرود، بينها 110 كلم 2 في جرود عرسال، فيما توزعت المساحة الاخرى في جرود بريتال ونحلة. أما في القلمون السوري، فقد تم تحرير 287 كلم 2 من ضمنها جرود فليطة البالغة نحو 50 كلم 2.

وفي المحصلة العامة، تم تحرير أكثر من نصف المساحة التي كانت تنتشر فيها «النصرة» و «داعش». كما تمت السيطرة على 90 في المئة من مواقع «النصرة»، وهكذا أصبحت المساحة الإجمالية التي تم تحريرها 512 كلم 2 من أصل 800 كلم 2، أي ما نسبته 64 في المئة من مساحة المناطق التي احتلها «داعش» و «النصرة» في القلمون والسلسلة اللبنانية الشرقية، وفق «الإعلام الحربي في حزب الله».

هذا وكتبت صحيفة “الأخبار” أن المواجهات العسكرية تواصلت في جرود عرسال بين “حزب الله” وجبهة “النصرة”، وحقق الحزب مزيداً من التقدم وسيطر على 90 في المئة من الجرود التي كانت تحتلها “النصرة”، محرزاً تقدماً شرق جرود عرسال.

وتمكنت المقاومة أمس من وصل جرود فليطة بالجرود الشرقية لبلدة عرسال، وسيطرت على أودية التركمان والقصير والسيري والحريقة والتنين وعقبة القصيرة.

وأوضح مصدر ميداني أن المقاومة حرّرت مساحة 225 كلم مربعاً من الجرود اللبنانية المحتلة، منذ بداية العمليات العسكرية على طول السلسلة الشرقية، وأن مساحة الجرود العرسالية المحررة بلغت 110 كلم مربعة، فيما توزعت المساحات الأخرى بين جردي بريتال ونحلة.

وفي القلمون السوري، حرّر المقاومون 287 كلم مربعاً. وكشف المصدر بأن مجموع المساحات المحررة هي 512 كلم مربعاً من أصل 800 كلم مربع، أي ما نسبته 64% من المساحات المحتلة من “داعش” و”النصرة” في جرود القلمون وسلسلة جبال لبنان الشرقية. وأضاف أن المحصلة العامة للعملية، تحرير أكثر من نصف مساحة إنتشار “داعش” و”النصرة”، والسيطرة على 90 في المئة من مواقع الجبهة في المنطقة.

وعلى المقلب الآخر، سيطر الجيش السوري والمقاومة على قرنة شعبة شرف ووادي خشيعة، آخر معاقل “القاعدة” في جرود بلدة الجراجير، بعد اشتباكات أدت إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوف مسلحيها.

وفيما نقلت قناة “المنار” عن شهود أن امير جبهة “النصرة” في القلمون ابو مالك التلي هرب الى عرسال، وأن الشيخ مصطفى الحجيري المعروف بأبو طاقية يؤويه في منزله، قال الأخير لقناة الـ”ال بي سي” إنه حضر اللقاء مع عائلة العسكري المخطوف جورج خوري. وقال إن التلي “أكّد أنه موجود في الجرود وليس في عرسال ولن يخرج من هذه الجبال إلا منتصراً أو في تابوت”.

وشدد على أنه سيقاتل حتى آخر مجاهد ولن يدخل عرسال تحت أي ظرف من الظروف ولن يسمح بمعركة فيها. وفي ملف العسكريين، أشار الى أنه لن يغلق باب المفاوضات، متمنياً التوصل إلى حل في أقرب وقت ممكن.

من جهة أخرى، واصلت “النصرة” ابتزاز أهالي العسكريين اللبنانين الأسرى، حيث انتشر شريط مصور للجنود حاملين بنادق حربية يتوجهون لقتال “حالش “حزب الله” وفي الخطوط الأمامية” كما عبّر أحدهم.

مصادر مقربة من “النصرة” أكّدت أن العسكريين موجودون في مكان آمن، وأنهم سيُقاتلون اذا فُرِض عليهم القتال، مشيرة الى ان مقاطع الفيديو التي ظهر فيها العسكريون يحملون السلاح “ليست استعراضية أبداً، والعسكريون أُعطوا السلاح بناءً على طلب منهم وإصرارهم على قتال الحزب”. وقالت المصادر ان الجبهة لم تقفل باب المفاوضات، وإن الطرف اللبناني هو من أوقفها.

واعتبرت ان كلام المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم عن مُهل وتوقيت بشأن إتمام الصفقة “ليس سوى إشارة للسعي لقتل العسكريين بقصف الجيش او من قبل حزب الله، لكونه أفضل طريقة لإنهاء الملف”. ونفت المصادر اي نية لدى مسلحي “النصرة” للانسحاب من الجرود، مؤكدة أن المساحات التي لا تزال تسيطر عليها في جرود عرسال “تسمح لها بالصمود لوقت طويل”.