IMLebanon

رئيس الوهم (بقلم  باسم أبو زيدان)

 

michel-aoun

كتب باسم أبو زيدان

ذكرني كلام الشيخ نعيم قاسم إما العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية وإما الفراغ بالكلام الذي قاله الموفد الأميركي ريتشارد مورفي عشية الإستحقاق الرئاسي في العام 1988 إما مخايل الضاهر وإما الفوضى.

يومها كان العماد عون واحد من بين ثلاثة رفضوا هذا الإملاء الأميركي وهم إلى جانب عون البطريرك صفير والدكتور سمير جعجع.إلا أن الأيام والسنوات التي تلت منذ ذلك التاريخ وحتى هذا اليوم أثبتت أن رفض العماد عون لذلك الإملاء لم يكن لأسباب مبدئية بل كان  وسيلة لإبعاد اي كان عن منصب رئاسة الجمهورية الذي يسعى العماد عون لإحتلاله منذ ذلك التاريخ.

وتتفق كل الروايات والوقائع التاريخية على أن العماد عون شن حرب التحرير على السوريين وحلفائهم لأنهم رفضوه كرئيس للجمهورية ولهذا السبب أيضاً رفض اتفاق الطائف،ولأنه اعتقد أن ضرب القوات اللبنانية العدو اللدود للنظام السوري سيوصله إلى الرئاسة شن الحرب ضد هذه القوات لتنتهي الأمور في النهاية بأن تمسك ببقائه في قصر بعبدا رغم تسوية الطائف وانتخاب رئيس للجمهورية واغتيال آخر ولم يخرج من هناك سوى على وقع الدخول العسكري السوري إلى المنطقة الشرقية.

لم يتخل العماد عون عن طموحه المشروع للرئاسة ولكنه طموح يتوسل السلبية للوصول إلى هذا المنصب إذ أن ديمقراطية الترشح والإقتراع لا تنطبق لدى العماد عون على هذا الإستحقاق بل هي تنطبق فقط على استحقاق الإنتخابات النيابية كوسيلة فقط للوصول من خلالها إلى الرئاسة الأولى وعندما تعجز هذه الوسيلة لعدم توفر الأكثرية المطلوبة يعمد العماد عون إلى سلبية الشارع المشتعلة بعناوين العصبية المذهبية.

وعلى هذه الخلفية تعطلت انتخابات رئاسة الجمهورية بعد انتهاء ولاية الرئيس أميل لحود في تشرين الثاني من العام 2007 وكان العماد عون يصر على أنه الوحيد الذي يحق له بالرئاسة ودعمه حزب الله في هذا التوجه ولكن حسابات الحزب لم تتطابق مع حسابات عون فجأت أحداث 7 أيار 2008 لتؤدي إلى تسوية الدوحة التي قبلها عون مرغماً ليأتي العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية.

إنتظر العماد عون الأيام والسنوات وحانت الفرصة الثالثة بعد انتهاء ولاية الرئيس ميشال سليمان في 25 أيار 2014 فتمسك العماد عون بحقه في احتكار رئاسة الجمهورية وباعتباره الممثل الوحيد والأقوى للمسيحيين ولكنه اصطدم مجدداً بأن ترجمة هذا الإحتكار تحتاج إلى إخراج رئاسي في مجلس النواب لم يتوفر،فحاول استنباط الصيغ التي توصله إلى حيث يشتهي فطرح انتخابات من الشعب ولكنها في كل الأحوال تحتاج لتعديل دستوري غير متوفر وطرح انتخابات نيابية قبل الرئاسية تحتاج أيضاً إلى قانون غير متوفر وخلص في النهاية إلى إجراء استفتاء شعبي تكرس نتائجه في انتخابات رئاسية في مجلس النواب ولكن طرحه هذا إصطدم بالرفض أيضاً ولاسيما على خلفية الخيارات السياسية للعماد عون.

سقطت إذاً كل محاولات العماد السلمية ولم يبق أمامه سوى اللجوء إلى السلبية وحرضه على ذلك أكثر فأكثر كلام نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم فشعر بأن فائض القوة قد انتقل إليه بالفعل وأخذ يعد العدة مع أنصاره للنزول إلى الشارع وقطع الطرقات ربما واحتلال قصر بعبدا ربما أيضاً وصولاً إلى إمكانية استخدام السلاح أيضاً وأيضاً معتبراً أنه قد حيّد خصمه على الساحة المسيحية والمتمثل بالقوات اللبنانية.

لن تختلف النهاية هذه المرة عما سبقها سيدفع المسيحيون ولبنان الثمن وسيخسر العماد عون مجدداً الرئاسة حتى ولو وصل إلى قصر بعبدا لأن وصوله سيكون بالقوة وليس بالديمقراطية والأهم أن كل اللبنانيين وحتى حليفه حزب الله سيترحمون ولو سراً على الرؤساء السابقين في مقابل رئيس الوهم.