IMLebanon

البنك الدولي يخفض توقعاته للنمو العالمي

EconGrowth
خفض البنك الدولي توقعاته لنمو الاقتصاد العالمي إلى 2.8 في المئة من 3 في المئة كان توقعها في كانون الثاني (يناير)، مشيراً في تقرير «الاحتمالات الاقتصادية العالمية» الذي يصدره مرتين في السنة، إلى تحديات ستواجه البلدان النامية في حال خفضت الولايات المتحدة الفائدة على الدولار.
وقال كوشيك باسو، رئيس الخبراء الاقتصاديين النائب الأول لرئيس مجموعة البنك الدولي فجر أمس، إن «الاقتصاد العالمي يشهد تحولاً بطيئاً لكنه مؤكد»، مشيداً بمهارة الصين في تفادي عثرات واتجاهها إلى تحقيق نمو مقداره 7.1 في المئة. أما عن الهند، فتوقع باسو تحقيقها معدل نمو يساوي 7.5 في المئة هذا العام بالإضافة إلى ظهورها للمرة الأولى على رأس الرسم البياني للبنك الدولي عن نمو البلدان الرئيسة.
وتابع باسو قائلاً إن رفع الولايات المتحدة سعر الفائدة على الدولار سيُلحق أضراراً بالغة بالأسواق الناشئة متسبباً في تزايد مواطن الضعف وتراجع آفاق النمو. وأضاف أن الأسواق الناشئة التي تُصدِّر سلعاً أولية ستكون في حال سكون إنتاجي بسبب مكافحتها التكيف مع انخفاض أسعار السلع، وحال عدم اليقين بالسياسات المستقبلية، عازياً ذلك إلى تراجع تدفقات رؤوس الأموال نتيجة رفع سعر الفائدة ما يزيد من تحديات تلك الدول.
وفي إشارة إلى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، توقع خبراء البنك استقرار نسبة النمو عند 2.2 في المئة العام الجاري، محذرين من تداعيات الاضطرابات الأمنية في بعض الدول المصدرة للنفط (العراق وليبيا واليمن)، ومعتبرين أن دولاً أخرى تواجه صعوبات في التخفيف من أثر صدمات انخفاض سعر النفط (إيران).
أما البلدان المستوردة للنفط في المنطقة، فإن الآثار الإيجابية المحتملة لانخفاض أسعار النفط فيها ستُبطِلها جزئياً الآثار غير المباشرة من بلدان أكثر هشاشة في المنطقة، ومنها انخفاض تحويلات المغتربين والأخطار الأمنية، وفق التقرير. وتشكل المعوقات الهيكلية القائمة منذ وقت طويل، عقبة مزمنة في طريق تسريع وتيرة النمو في المنطقة. وتستند توقعات انتعاش مُعدَّل النمو الإقليمي إلى 3.7 في المئة في عامي 2016- 2017 إلى تحسُّن الطلب الخارجي، وتدعيم الثقة بما يؤدي إلى تعزيز الاستثمارات في بعض البلدان المستوردة للنفط (مصر والأردن).
وقال أيهان كوسي، مدير مجموعة آفاق التنمية في البنك الدولي: «إذا لم تتخذ بلدان الأسواق الناشئة خطوات حصيفة تمنحها المرونة والقدرة على التكيُّف على صعيد المالية العامة ومستوى المعاملات الخارجية، فإنها قد تواجه تحديات جسيمة في مواجهة الاضطراب وغيره من الآثار التي قد تصاحب قيام مجلس الاحتياط الفيديرالي الأميركي برفع أسعار الفائدة».
وأدى انــخـــفاض أســعار النفط وغيره من السلع الأولية الاستراتيجية إلى زيادة حدة الركود في البلدان النامية التي يعتمد كثير منها اعتماداً كبيراً على صادرات هذه السلع، وفق البنك الدولي. وعلى رغم أن مستوردي السلع الأولية يستفيدون من تراجع معدلات التضخم، وضغوط الإنفاق من المالية العامة، وتكاليف الواردات، فإن انخفاض أسعار النفط كان أثره بطيئاً حتى الآن في حفز مزيد من النشاط الاقتصادي لأن كثيراً من البلدان يعاني نقصاً دائماً في الكهرباء والنقل والري وغيرها من خدمات البنية التحتية الرئيسة، فضلاً عن الضبابية السياسية، والفيضانات، ونوبات الجفاف الشديدة الناجمة عن تغيُّر المناخ.
وفي البرازيل، تضرر معدل النمو الاقتصادي من ضعف الثقة وارتفاع معدل التضخم، ومن المتوقع أن ينكمش بنسبة 1.3 في المئة عام 2015. وأما الاقتصاد الروسي الذي تضرر من هبوط أسعار النفط والعقوبات، فتشير التقديرات إلى أنه سينكمش بنسبة 2.7 في المئة.