IMLebanon

14 آذار لجمهورها: لـ”ثورة سلام”!

14-march

بعد مراجعة ذاتية لعشرة أعوام من النضال في الذكرى العاشرة لـ14 آذار، يكمل مستقلو هذه القوى شق طريق تأسيس مجلسهم الوطني. لن يكون حزباً جديداً يسعى إلى السلطة، بل مكوناً عابراً للطوائف لاستنهاض جمهور “14 آذار” واطلاق “انتفاضة سلام” في الجمهورية وتشكيل شبكة أمان قادرة في أي لحظة على أن تقول “كفى” نزاعات وتصفية حسابات، خصوصاً في ظل ما ينتظر لبنان من تغيّرات مع نهاية الأزمة في سوريا.

المؤتمر سينطلق الساعة العاشرة صباح الأحد في مجمع “البيال”، ويشارك فيه أكثر من 350 شخصية مستقلة، وبحسب عضو الهيئة التحضيرية للمجلس كمال ريشا يتضمن البرنامج كلمة للامانة العامة لـ 14 آذار يلقيها الدكتور فارس سعيد، يعلن فيها جدول أعمال المؤتمر:

أولاً – تلاوة بطاقة التعريف بالمجلس.

ثانياً: انتخاب رئيس للمجلس. ويوضح ريشا أن “كل عضو في الهيئة العامة يحق له في الترشح، من دون اي شروط أو قيد طائفي، أكان مسلماً سنياً أو شيعياً أو درزياً، أو علوياً أو مسيحياً، ومن ينل الاكثرية يكسب المنصب”.

ثالثاً – اللجان والانتساب. ويشير ريشا إلى أن “المجلس يضم 14 لجنة اختصاص (بيئة، تربية، صحة، مغتربين واتصال بالخارج، اعلام، لجنة قانونية… وغيرها)، وسنوزع في هذه المرحلة أوراقاً بمثابة طلب انتساب، تسمح ايضاً لمن يرغب في الانضمام إلى إحدى لجان الاختصاص، وفي مرحلة لاحقة تفرز الاسماء وكل لجنة تنتخب رئيسها ومقررها”، ويضيف: “ستتم دعوة الهيئة العامة إلى انتخاب هيئة مكتب للمجلس خلال ثلاثة أشهر، وخلال هذه المرحلة تعمل الهيئة التحضيرية على اعداد النظام الداخلي للمجلس وآليات عمله”.

رابعاً – كلمة للرئيس. وسألت صحيفة “النهار” عما أشيع أن الرئيس سيكون النائب السابق سمير فرنجية، فأوضح ريشا: “هو ليس مرشحاً لكن هناك ناشطين قرروا ترشيحه، ولا نعلم بقراره، فالترشح مفتوح لكل المشاركين”، مشيراً إلى أن “الفئة التي تريد فرنجية تعتبره شخصية لا يمكن استهدافها بملفات فساد مالي أو اخلاقي أو اجتماعي أو سياسي”. وبعد المؤتمر يكون “المجلس الوطني” قد اتخذ شكله وله رئيس يتحدث باسمه وهيئة تحضيرية تعاونه لاستكمال الخطوات التنفيذية.

يقارن عضو الأمانة العام لـ”14 آذار” فرنجية المجلس بالتجارب السابقة ويقول لصحيفة “النهار”: “في العام 2004 تم تأسيس شبكة تواصل ضمت قوى من سياسيين ومستقلين وأحزاب وكانت في فترة بداية التواصل مع الرئيس رفيق الحريري، وبعد اغتيال الأخير كانت هذه الشبكة جاهزة للتحرك، ولو كانت غائبة لكان حصل الاغتيال وقالوا لنا بعد اسبوع: فليعد كل منكم الى منزله”.

يعتبر فرنجية أن هناك حدثاً جديداً قادماً “هو نهاية الوضع في سوريا، ولبنان في وضعه السياسي الداخلي غير مؤهل لاستقبال هذا الحدث. فقسم منه ينشغل برئاسة الجمهورية وآخر يعاني المزايدات الداخلية. أما “حزب الله” فسيكون أول المتضررين من الحدث، وحتى لا نعود إلى الصراع لا بد من مساحة مع المجتمع المدني لتشكيل شبكة أمان تستطيع أن تتحرك في هذه اللحظة، لقول جملة واحدة: خمسون عاماً من الحروب المتواصلة الباردة والساخنة… كفى، وحان وقت بناء السلام في البلد، وحينها سيخوض المجلس معركة سلام البلد والمنطقة وسنتواصل مع من يشبهوننا في العالم العربي”. ويضيف: “نريد أيضاً أن نبحث مع أحزاب “14 آذار” في ألا يكون أي تحول عبارة عن محطة انطلاق عنف جديدة، بل محطة لطي صفحات الماضي”.

أين المجلس من السياسة الداخلية؟ يجيب: “لن نتدخل في السياسة الداخلية بمعناها الضيق، فنحن غير معنيين بمن سيكون رئيساً للجمهورية، لكننا معنيون بأن تكون هناك دولة قادرة على حماية سلمنا الاهلي وتأسيس مفهوم جديد للدولة (…) مجتمعنا المدني غني وقوي، وكي نتفاعل معه من جديد علينا العودة إلى ما طرحته قوى 14 آذار، وان نجدد انتفاضة الاستقلال في انتظار اطلاق انتفاضة سلام في البلاد، ونحن ضد تصفية الحسابات في أي لحظة مقبلة”.

العنصر النسائي حاضر في المجلس، وتعتبر عضو الهيئة التحضيرية سارة عساف لـ”النهار” أن “انتفاضة سلام لا تعني السكوت عن الحق، بل ارساء العدالة للوصول إلى السلام، حتى لا يشعر أحد بأنه مغبون ويضطر للعودة إلى طائفته لأخذ حقه”، مضيفة ان “الغاية من إنشاء المجلس الوطني هي التذكير بثوابت “14 آذار” الصحيحة التي آمنا بها عام 2005 وابتعدنا عنها لاحقاً، وينشأ المجلس بعد انتشار ظاهرة التقوقع المذهبي، ليكون مكوناً من كل الطوائف بوجهة نظر واحدة، ولا مثيل له في العالم العربي”.