IMLebanon

كيف ارتكب ابن الـ 14 عاماً جريمة قتل الفتى في أحراج بشامون؟

mahmouad assi

جريمة أخرى تُضاف الى سجلات الإجرام الذي هو قوت يومي مرّ للمجتمع اللبناني الذي ما اعتاد يوما مثل هذه الحوادث. فالجريمة تحصل في كل المجتمعات وأرقاها، إنما أن تتخذ طابع سهولة القتل وبشاعة التنفيذ، فهذا ما لم يعتده مجتمعنا.

ماذا جرى في أحراج بشامون؟ الحادث بدأ عندما أبلغت عائلة الفتى اللبناني محمود محمد خضر العاصي (9 سنوات)، من المزرعة – بيروت وسكان بشامون، قرابة السابعة مساء الجمعة الأجهزة الأمنية عن اختفائه، فتحركت القوى الأمنية وعمّمت مواصفاته وبدأ البحث. مرّ الليل ثقيلا على الأهل الذين كانوا يتوسمون ولو خبراً يقيهم شر الإنتظار.

إلا أن الفجر حمل الخبر المفجع، عندما أبلغ أحدهم عن العُثور على جثة فتى في مبنى قيد الإنشاء في أحراج بشامون يصعب الوصول اليه في السيارة. فكان على القوى الأمنية السير مشياً حوالى نصف كيلومتر لبلوغ المكان، الى جانب عناصر الدفاع المدني، ليعثروا عليها مغطاة بشرشف وتراب. وكشف عليها الطبيب الشرعي عاصم حيدر وتبين أن منفذ الجريمة حاول خنق ضحيته بسلك معدني، إلا أنه عدل عن ذلك في ما بدا، لسبب ما، ليقضي عليه بضربة من آلة حادة أو خشبة على مؤخرة الرأس.

وللتوسّع في التحقيق، طلب الطبيب الشرعي نقل الجثة الى أقرب مستشفى لمعاينتها، فنقلها الدفاع المدني الى مستشفى بشامون التخصصي، حيث بدأت التحقيقات لكشف الملابسات.

وأوضح حيدر لصحيفة “النهار” أن “الجاني حاول بادئ الأمر تنفيذ جريمته بخنق ضحيته بسلك معدني، إلا أن الوفاة حصلت من جراء ضربة حادة على مؤخرة الرأس، أدت الى نزيف حاد. أما هل تعرضت الضحية لإغتصاب؟ فالمعاينة الأولية في مسرح الجريمة وفي المستشفى لم تُظهر ذلك، لهذا سنعمد الى بعض الفحوص الدقيقة التي تكشف الملابسات في هذا الصدد”.

ذوو الضحية الذين حضروا الى المستشفى،رفضوا الحديث، إلا أن زوج عمته قال: “نريد معرفة الفاعل فوراً”، كذلك ردد والد الضحية الذي بدا في حال من الإعياء والذهول.

وكشفت “النهار” أن القوى الأمنية أوقفت بادىء الأمر، بناء على شهود، اللبناني القاصر ع. ف. عواضه (14 سنة) رفيق الضحية للاشتباه فيه. ولدى الاستماع الى أقواله تبين أنه يغيّر في إفادته، فاقتيد الى فصيلة الشويفات الى جانب شقيقه ع. ف. عواضه (19سنة) لكون الأول قاصرا، ولدى طلب النشرة لكل منهما تبين أن الثاني من أصحاب السوابق. إلا أنه بعد حوالى خمس ساعات إعترف الأول باقتراف الجريمة، وأنه استدرج ضحيته الى حرج قريب من منزلهما بقصد الإغتصاب الجنسي، إلا أن الضحية لم يتقبل الموضوع وهدد الجاني بفضح أمره، فارتكب الجاني جريمته.

ولاحقاً، أعلنت شعبة العلاقات العامة في المديرية العامة لقوى الامن الداخلي أن دوريتين من شعبة المعلومات وفصيلة درك الشويفات “تمكنتا من توقيف الجاني ع. ع. (14 سنة)، وبالتحقيق معه اعترف بقتل الفتى بضربه بواسطة عارضة من الخشب (مورينة) على رأسه، اثر تهديد المغدور للجاني بفضح أمره لوالدته لدى محاولته التحرش به”.