IMLebanon

اليونانيون يعودون إلى واقعهم الصعب بعد الاستفتاء

Greece Retirees
بعد أجواء البهجة والاحتفال التي أعقبت التصويت بـ «لا» في استفتاء أول من أمس، عاد اليونانيون أمس إلى مواجهة الواقع الصعب، والاصطفاف مجدداً في طوابير طويلة أمام أجهزة الصرف الآلي، مع ورود خبر استقالة وزير المال يانيس فاروفاكيس الذي قاد المعسكر المناهض للتقشف. ويتوقع ان ترسم القمة الاستثنائية التي ستعقد في بروكسيل اليوم خريطة طريق لليونان، وقد تدفع البلد إلى الخروج من منطقة اليورو. ووعد رئيس الحكومة الكسيس تسيبراس المستشارة الالمانية انغيلا مركل بعرض افكار جديدة على القمة اليوم من اجل حل الازمة. (للمزيد).

وتلاشت مشاهد البهجة التي سادت أمام البرلمان ليل الأحد – الإثنين وغابت وسط المخاوف من نفاد الأموال من مصارف البلاد خلال ساعات أو أيام ما سيودي بأعداد كبيرة من الشركات إلى الإفلاس. وشعر كثيرون صباح أمس بقلق من ان التوصل إلى اتفاق مع الجهات الدولية الدائنة قد لا يحصل في الوقت المناسب لمنع نفاد الأموال من المصارف اليونانية أو ربما تفشل تلك المحادثات تماماً.

وكانت الحكومة اليونانية فرضت الأسبوع الماضي قيوداً مالية فلا يستطيع اليونانيون سوى سحب مبلغ 60 يورو يومياً، لكن تلك القيود التي تهدف إلى منع حدوث كارثة مالية لم تفلح في وقف سحب مبالغ كبيرة من الأموال من المصارف. وتردد ان المصارف اليونانية أصبحت شبه خالية من النقد بعد ان تدفق الزبائن الخائفون إلى المصارف لسحب المال قبل الاستفتاء الذي دعا إليه رئيس الوزراء ألكسيس تسيبراس للتصويت على مقترحات الجهات الدائنة.

وأكد اتحاد المصارف اليونانية الأسبوع الماضي ان المصارف الأعضاء لديها ما يكفي من السيولة حتى اليوم فقط. ووعدت الحكومة بإعادة فتح المصارف اليوم. إلا ان وزير الاقتصاد اليوناني جورجيوس ستاثاكيس قال لـ «هيئة الإذاعة البريطانية» (بي بي سي) ان الضوابط المالية يمكن ان تبقى مفروضة حتى الجمعة. ولفت إلى ان المصارف اليونانية على شفا الانهيار وأن بقاء البلاد في منطقة اليورو سيتحدد خلال الساعات الثماني والأربعين المقبلة.

وانقسم اليونانيون حول ما إذا كان المصرف المركزي الأوروبي سيضخ أموالاً طارئة في المصارف اليونانية أم ان ألمانيا التي يعتبرها اليونانيون عدوتهم في الأزمة، ستتركهم يعانون. ورحب بعض اليونانيين بالإطاحة بوزير المال يانيس فاروفاكيس لإرضاء الدائنين الدوليين، وقالوا ان أسلوبه المباشر وغير التقليدي لم يساعد في المفاوضات. وأقسم أقليدس تسالاكوتوس اليمين القانونية خلفاً لفاروفاكيس.

وأصدرت الأحزاب المعارضة والحاكمة في اليونان بياناً مشتركاً ساندت فيه جهود الحكومة لاقتناص اتفاق جديد في شأن المساعدات وهي خطوة اقدم عليها تسيبراس لتعزيز التأييد السياسي الذي يلقاه بعد فوزه المدوي في الاستفتاء. وكان زعيم أبرز أحزاب المعارضة اليمينية رئيس الوزراء اليوناني السابق انتونيس ساماراس استقال من زعامة حزب الديموقراطية الجديدة بعد إعلان نتيجة الاستفتاء.

وقال سيغمار غابرييل، نائب المستشارة الألمانية أنغيلا مركل، ان قادة منطقة اليورو الذين سيعقدون اجتماع قمة في بروكسيل اليوم سيبحثون على الأرجح في تقديم مساعدة إنسانية إلى اليونان. وقال غابرييل، وهو أيضاً وزير الاقتصاد الاشتراكي الديموقراطي في حكومة مركل: «ان الناس هناك في حاجة إلى المساعدة وينبغي علينا ألا نرفض ذلك لمجرد اننا غير مسرورين من نتيجة الاستفتاء». واتفق تسيبراس ومركل على ان يعرض الأول أمام قمة اليوم أفكاراً جديدة للحل.