IMLebanon

التجار يأملون عودة الحركة للسوق الصيداوي بعد فتحه مساءً…مع تأمين الإنارة والحسومات!

SaidaMall

سامر زعيتر

بين الضائقة الاقتصادية والمخاوف الأمنية، يقف التجار حائرون بانتظار الفرج، علّه يأتي هذا العام مع عيد الفطر، ولكن مؤشرات بداية الشهر لم تكن مرضية…
واقع يأمل التجار تبدّله مع فتح الأسواق التجارية ليلاً في صيدا، والذي دخل حيّز التنفيذ ابتداءً منذ مساء أمس الأول (الاثنين)، بناءً على توجيهات «جمعية تجار صيدا وضواحيها»، لكن تبقى الهواجس لدى التجار متعددة من تدهور الأحوال الأمنية وانعكاسها على السوق التجاري، فضلاً عن عدم استكمال البنى التحتية وتأثير الأوضاع الاجتماعية وإستضافة المدينة لعدد من النازحين السوريين، كل ذلك يلقي بظلاله على حركة البيع والشراء في المدينة…
أما تأمين الإنارة ليلاً للسوق التجاري والبوليفار البحري فجاء لاستكمال الاستعدادات لاستقطاب الزبائن من المدينة وخارجها، حيث يعوّل السوق على أبناء صيدا والجنوب وسائر المناطق في حركة البيع والشراء…
«لــواء صيدا والجنوب» جال على السوق التجاري في صيدا وعاد بهذه الانطباعات…

الشريف: اكتمال الاستعدادات
{ رئيس «جمعية تجار صيدا وضواحيها» علي الشريف قال: «لا نتوقع هذا العام أن تشهد الحركة التجارية تقدّماً، وذلك نتيجة الجو العام المسيطر على لبنان والمنطقة، من حيث الوضع الأمني والسياسي، ولكن نقوم بما علينا في «جمعية التجار»، كما أن ورشة العمل التي تسير على قدم وساق في إعادة تأهيل البنى التحتية في الأسواق التجارية تؤثر أيضاً، ولكن قبيل فتح الأسواق التجارية ليلاً تم إيقاف الأعمال الجارية وتنظيف الطرقات والشوارع، وابتداء من هذا العام سيكون هناك مناطق يحظر فيها دخول السيارات وجعلها مخصصة للمشاة والمتسوقين».
وأضاف: «أصدرنا بياناً لفتح الأسواق ليلاً اعتبارا من بداية هذا الأسبوع (الاثنين) والذي يصادف 19 رمضان المبارك، الذي نأمل أن يعيده الله على الجميع بالخير واليمن والبركات، وقد درسنا تنظيم نشاطات متنوّعة في السوق التجاري، ولكن بسبب أعمال التأهيل هناك صعوبة في القيام بذلك، ولكن نأمل أن نستطيع القيام ببعض الأنشطة في الأماكن التي انتهت فيها أعمال التبليط، ولكنها لم تستوفِ كامل العملية الجمالية من أعمال الإنارة والتشجير وتثبيت الأحواض والمقاعد، إلا أننا سنسعى كي يكون هناك نشاطات رياضية وكشفية خلال الأيام العشرة الأخيرة من رمضان المبارك».
وأشار إلى «أنه إضافة للوضع الأمني الذي تتأثر به المنطقة، هناك الضائقة الاقتصادية في البلد، هذه الضائقة تتأثر بها جميع المناطق اللبنانية، وزاد من ضغطها وجود السوريين، الذين نتمنى لهم العودة إلى وطنهم وهدوء البال، ولكن لا شك أنهم يشاطرون الأهالي بجميع الأمور، ويشكّلون حالة إنسانية من حيث العمالة وفتح المحال، وهذا الأمر يؤثر على الوضع الاجتماعي الصيداوي، وهي حالة نضطر لقبولها، ولكن تحتاج إلى تنظيم، فلا يجوز أن يدفع طرف الرسوم والضرائب والكهرباء والمياه، فيما لا يدفع ذلك طرف آخر».
وختم الشريف: «فتح الأسواق ليلاً يستمر إلى عشية عيد الفطر، على أن يقفل السوق أبوابه أول يومي العيد، وهناك جهود قامت بها النائب بهية الحريري مع مدير «مؤسسة كهرباء لبنان» لتأمين الكهرباء للسوق التجاري، بعد تأمين الكهرباء للبوليفار البحري ولجميع المقاهي المتواجدة، من الثامنة مساء إلى الرابعة صباحاً، وهذا الأمر ينعكس إيجاباً على تنشيط هذه المقاهي وعودة الحركة إلى السوق التجاري، التي كانت في السابق، حيث كنا نرى الناس لا يستطيعون السير من شدة الازدحام، فضلاً عن عدم توافر أماكن في المقاهي أو المطاعم، فنأمل هذا العام أن نرى شيئاً من هذا المشهد كي يعوّض على التجار آثار الوضع الاقتصادي المأزوم».
مؤشرات تراجع حركة البيع
{ أمل بإستعادة الحركة التجارية نشاطها، عبّر عنه العامل في محل «جي ايه» شادي غدار بالقول: «نأمل أن تكون الحركة التجارية هذا العام جيدة، بعد فتح الأسواق ليلاً ابتداءً من يوم الاثنين، ولكننا نرى تراجعاً في حركة البيع عاماً بعد آخر بسبب الأوضاع الاقتصادية، ولكن رغم كل ذلك علينا أن نتحضّر ككل عام بأفضل البضائع ونقدّمها للزبائن بأسعار مميّزة، إلا أننا نرى تراجعاً ملحوظاً في حركة البيع، ولكن لا نعرف ربما تتبدّل الأمور قريباً».
{ وعلى مقربة منه كان محمد الحريري يقف بانتظار الزبائن، وعن ذلك قال: «إن مؤشرات الحركة التجارية تبدأ من بداية الشهر، وقد لاحظنا أنها ضعيفة مما ينعكس سلباً على حركة البيع، ورغم أن فتح الأسواق ليلاً خطوة جيدة، ولكن إن لم يكن هناك حركة بيع في النهار، فلن تزداد الحركة ليلاً، خصوصاً أن السوق التجاري لا يعتمد على أهل البلد وحسب، بل على أهل الجنوب، وإن كان الوضع الأمني غير مستقر في صيدا ومنطقتها فالسوق يتأثر بشكل كبير، فأي اشكال أمني في مخيم عين الحلوة، أو حتى الألعاب النارية التي تصدر أصواتاً كبيرة، كل ذلك يضر بحركة السوق، أما التجار فلا يذهبون إلى بيوتهم خلال فتح الأسواق، بل يبقون في محالهم لتناول طعام الافطار خدمة للزبائن، ولكن ما نراه من ضرر كبير بسبب الألعاب النارية التي تحدث ارباكاً لدى المتسوقين، ينعكس سلباً على البيع، فيصبح السوق للكزدرة وليس للتسوّق، ونحنا هدفنا الإستفادة من هذا الموسم، كما أن مشكلة إعادة تأهيل السوق التجاري تؤثر أيضاً على حركة السوق، لذلك كلنا أمل أن تتحسّن الأوضاع وأن يتنبّه الكبار إلى أحوالنا التي لا تخفى على أحد».
المشهد الأمني وانعكاساته
{ موقف مماثل عبّر عنه صاحب «سنتر سوق صيدا الجديد» محمد العلي بالقول: «حالياً لا نرى حركة جيدة في الأسواق، وكما هو معلوم فإن الناس بعد قبض رواتبها تبدأ بشراء احتياجاتها، وهذا ما لم يتم، لذلك لا نتوقع حركة في الأسواق، فهناك تراجع بنسبة 50%، وذلك سببه الأوضاع الأمنية والمشاكل التي تحدث بشكل مستمر، فالاشكال الأخير الذي حدث في السعديات أثّر على حركة البيع، فتحوّلت صيدا إلى مدينة أشباح، فضلاً عن التدهور الاقتصادي الذي ينعكس سلباً على واقع الناس ومستواهم المعيشي، ونحن نبيع بأسعار الجملة للمفرق، ورغم تدني الأسعار، نشعر أن الناس تعيش حالة من البنج».
{ الضائقة الاقتصادية عبّر عنها صاحب «محل بخور للألعاب» حسن بخور بالقول: «بدأنا فتح المحل ليلاً إستجابة لقرار جمعية التجار، ولكن للأسف نرى تراجعاً مستمراً في البيع عاماً بعد أخر، فالوضع الاقتصادي مرهق للناس، الذين يقومون بسداد ديونهم مع بداية الشهر، ولا يتبقى لهم إلا القليل، لذلك لا يشترون إلا الضروري، من هنا تتأثر حركة الأسواق، فالله يعين الناس وتتحسّن الأحوال، وطبعاً نحن نفتح أيضاً في العيد لأن الناس تأتي لشراء الهدايا، إلا أننا نترحّم في كل عام على العام الذي مضى».
{ بدوره نجله مؤمن بخور قال: «إن وجود السوريين في البلد وقيامهم بفتح محال دون دفع ضرائب أمر يؤثر على ابن البلد، فعلى سبيل المثال ما يتم بيعه بـ 8 آلاف ونصف يباع لديهم بثمانية، فكيف نستطيع دفع أجرة العمال وإيجار المحل والضرائب والرسوم، فيجب أن يكون هناك حل لهذا الأمر».
تعدد هموم التجار بين الضغوطات الأمنية الاقتصادية والهواجس المتعددة، تضطر البعض إلى اقفال محالهم، فيما انتظار المواسم التجارية، يبقي على حياة مؤسساتهم، إن مرَّت الأوضاع الأمنية بسلام.