IMLebanon

كيف تتعامل القواعد “العونية” مع الدعوة للنزول إلى الشارع؟

 

JAL-DIB.-3

 

 

انتظر العونيون الضوء الأخضر من العماد ميشال عون للبدء بالتحرّك والنزول الى الشارع “للمساهمة في معركة مصيرية وليست عابرة”. فالمسألة بالنسبة اليهم تخطت البحث في بند التعيينات الأمنية في الحكومة، وأصبحت معركة الحفاظ على حقوق المسيحيين وتثبيت الشراكة الحقيقية في مؤسسات الدولة.

أمس كان باكورة التحرّك. مواكب سيّارة لمناصري “التيار” جالت في بيروت والمناطق. اشتاق العونيون للشارع. فالشارع ملعبهم، ابتعدوا عنه عندما دخلوا في السلطة. يقول أحد العونيين: “كنا في موت سريري لمدة 10 سنين واليوم عدنا الى الحياة. نحن حياتنا النضال”. فمنذ اعلان العماد عون نيّة التحرّك لاستعادة الحقوق المسلوبة، تذكّر العونيون أيام النضال والتحركات والاعتقالات. تكثفت الاجتماعات لنواب “التيار الوطني الحر” ومسؤولي المناطق ومنسقي الأقضية في الرابية وفي الأقضية، من اجل وضع تصوّر للتحرك ميدانياً ورفض ما يعتبرونه مخالفة دستورية وميثاقية خطرة تتمثل بتجاوز موقع رئاسة الجمهورية وصلاحيات الرئاسة وتجاهل مكوّن أساسي هو المكوّن المسيحي. التحضيرات اللوجستية بدأت، في انتظار ما ستؤول إليه مجريات جلسة الحكومة اليوم.

اذاً، العونيون في جهوزية تامة، لكن كيف سيتحرّكون؟ يحنّ الجمهور البرتقالي الى إعادة احياء تحرّكاتهم السابقة ايام كانوا في المعارضة، لكن كيف التفاعل اليوم مع الدعوة الى التحرك في ظل متغيرات كثيرة في البلاد وعلى صعيد “التيار نفسه”؟

لا يخفي عونيون ان المرحلة الآن هي مرحلة عض أصابع وتبادل رسائل سياسية بين كل الأطراف، لكنها تقتضي عدم السكوت عن الحقوق المهدورة. لذا كانت دعوة العماد عون الى التحرك، “الذي سيكون عملية تصاعدية. فكل تحرّك يبدأ بـ”شرقوطة” ويكمل. أمس بدأ بمواكب سيّارة، والرسالة وصلت الى القواعد الحزبية، وخصوصاً بعد خطاب العماد عون الأخير ومواقف كل الاطراف التي شكّلت دافعاً للمواطنين للمشاركة في التحرك”، وفق النائب ابرهيم كنعان. يتمنى أن يشارك الجميع وليس فقط العونيون، “لأنه موضوع مسيحي وطني، واذا مرّ كما هو سيشكّل سابقة خطرة ويتكرر في المستقبل. فالموقف الشعبي اليوم أرخص من تضحيات كبرى سيبذلها المسيحيون في المستقبل ليوقفوا المسار الانحداري الذي تسير فيه الدولة والمؤسسات الدستورية في ما خصّ الحضور المسيحي”.

يبدي العونيون حماسة للتحرك، فهذه المرة يشدد مسؤولو “التيار” على ابقاء تحركاتهم طَي الكتمان لتكون عنصر مفاجأة للجميع، مع التشديد على سلميتها. لكن ثمة تأكيداً ان التفاعل مع الدعوة الى التحرك “ايجابي ويكبر. كلما تعنّتت الحكومة وتشبثت بموقفها اللادستوري ساعدت أكثر على التحرك”. كما ان التحرّك لن يكون يوماً واحداً ولا تظاهرة كما يتصور البعض، بل سيكون تحرّكاً نوعياً متعدد الشكل والهدف، منه مركزي ومنه غير مركزي، وسيكون تراكمياً تصاعدياً وسلمياً وحضارياً، وكل ما يقال عن قطع طرق وحرق دواليب مجرد شائعات. فلا أذية للمواطنين على الطرق ولا تحركات موجعة لهم بل لأركان الدولة. “نحن لم نتكلم يوماً عن تظاهرة ولا عن قطع طرق أو حرق دواليب. نحن مشهورون بأعمالنا النوعية والمفاجئة، فليس الهدف الحشد الشعبي بقدر ما هو إصابات نوعية في صميم الأزمة. تحرّكنا بدأ أمس بمواكب سيارة تجوب المناطق اللبنانية وترمز الى أن الشباب في أتمّ الجهوزية، ونحن ننتظر اشارة التحرك من العماد عون”، وفق رئيس قطاع الشباب في “التيار الوطني الحر” أنطون سعيد. أما الناشط العوني طوني أوريان، الذي يستعيد تحركات العونيين السابقة، والتي كان من أبرز منظّميها، فمرتاح الى الوضع ميدانياً ويؤكد أن لا أحد يستطيع “أن يحصرنا لا بالزمان ولا بالمكان ولا بالطريقة التي لن تكون تقليدية. فالتظاهرات والاعتصامات التي تترافق مع هيصة وصراخ أصبحت من الماضي، وهي وسائل بدائية”.

واذا كان قطاع الشباب هو المعني الأكبر في تحريك الشارع وبقية القطاعات وان الثورة تبدأ من الشباب، “لكننا نلمس وعياً كبيراً لدى كل المواطنين أن ثمة أزمة وجودية علينا كـ”تيار” وعلى المسيحيين عموماً، لذا فرحنا بهذا التفاعل في المناطق، والكل متحمّس وليس فقط الشباب، والكل جاهز وينتظر الساعة الصفر وقرار القيادة”، وفق سعيد.

علماً ان للنواب دوراً أيضاً في هذا التحرك، فمنذ 5 أيام وهم يتحركون على الأرض ويتفاعلون مع القواعد الشعبية ومع كل القطاعات، الى لقاءات مع الفاعليات المحلية في المناطق ليكونوا في جهوزية للتحرّك.

اليوم يختلف الوضع عن السابق، “هي أزمة وجود بالنسبة الى المسيحيين، كنا نتظاهر في السابق ضد الاحتلال السوري، وبكينا فرحاً يوم خرج السوري من لبنان بعد نضال سنوات، ثم كانت فرحتنا أكبر عندما سامحنا ومددنا أيدينا الى بقية الاطراف الذين كانوا يحاربوننا مع السوريين. واليوم ما زالوا يضطهدوننا في الداخل ويتّهموننا بالطائفية لأننا نطلق آخر صرخة للحفاظ على المواقع المسيحية والحقوق المهدورة، علماً اننا لسنا طائفيين ودورنا أكبر على صعيد الوطن. لكن ما يحوط بنا في المنطقة وما يتعرّض له المسيحيون من اضطهاد يجعلنا نتشبّث أكثر بموقعنا وحقوقنا”، وفق أوريان.