IMLebanon

نصرالله: نرفض إسقاط الحكومة!

Untitled-1

إستهل الأمين العام لـ”حزب الله” السيّد حسن نصرالله، كلمته في مناسبة يوم القدس العالمي، متناولاً الموضوع اليمني، فإعتبر أنّه على الرغم من تواصل العدوان السعودي على اليمن خرج عشرات الآلاف من اليمنيين وتظاهروا من أجل القدس وغزة وفلسطين، لافتاً الى أنّ الشعب اليمني يشعر انّ العالمين العربي والإسلامي تخلى عنه، وأنّ ما يجمع البحرين باليمن هو الخذلان من العالم العربي والعالم.

وقال: في الشهر الماضي أقام الاسرائيليون مؤتمراً يتناول قضايا استراتيجية وخلصوا الى انّ هناك تحسناً في البيئة الاقليمية لاسرائيل، مشيراً إلى أنّ إسرائيل ترى أنّ كل ما يجري حولها يخدم مصالحها.

وأضاف نصرالله: للأسف انّ القادة الاسرائيليين لم يجدوا في أمة المليار ونصف المليار مسلم تهديداً لوجود كيان صغير محتل. إنّ بعض الزعماء الصهاينة يطالب بالعمل على مستوى عالمي لضمّ الجولان إلى إسرائيل رسمياً بسبب الأوضاع في سوريا، وهناك عين اسرائيلية تقول انّه اذا أصبح اليمن سيداً حراً فحكماً ذلك سيهدّد كيان اسرائيل.

ورأى أنّ إسرائيل تعبّر عن سعادتها لما يجري في اليمن وعن دعمها للسعودية، وأنّها تقدم نفسها مدافعة عن الدروز وهي تدعم “جبهة النصرة”، كما أنّ إسرائيل تعبّر عن سعادتها بخصوص الحروب الأهلية التي تحدث في المنطقة وتدعم حصولها أيضاً، وقال: ما يُحضّر للجزائر حالياً خطير وهو تحت عنوان طائفي، والغرب يريد أن يقدم الصراع في المنطقة على أنّه صراع مذهبي وطائفي.

وتابع نصرالله: إنّ إسرائيل هي أم الإرهاب وتقدم نفسها على أنّها ضدّ الإرهاب وتدعو لتحالف اسرائيلي عربي لمحاربته، وكل العقل الاسرائيلي مهووس بإيران وملفها النووي وتطوير قدراتها العسكرية. كما أنّ إسرائيل تعتبر ايران الكيان الوحيد الذي يهدّد وجودها، وتدرك انّ النظام الرسمي العربي باعها فلسطين.

وأوضح أنّ إسرائيل تعلم انّ المشروع الارهابي الذي ترعاه بعض الأنظمة يخدمها ويدمّر لها من دون تعب سوريا والعراق واليمن، لافتاً الى أنّه إذا قدموا لإيران كل ما تريد في المفاوضات النووية شرط أن توافق على بند الإعتراف بدولة اسرائيل، فجواب ايران سيكون بالرفض حتى على حساب كل الملف النووي، وأضاف: لا تستطيع أن تكون مع فلسطين إلا إن كنت مع الجمهورية الاسلامية الإيرانية، فهي الأمل الوحيد لاستعادة القدس، وكل من هو ضدّ إيران هو ضدّ فلسطين.

وأكد نصرالله أنّ السوريين لديهم قناعة انّ الحل في بلدهم سياسي، لكنّ هناك من يمنع هذا الحل، مشدّداً على أنّه يجب إيجاد حل سياسي في سوريا، وعلى كل الدول أن تتوقف على تأجيج الصراع من إرسال السلاح ومراسلين وعتاد.

وأضاف: عندما سقطت ادلب قال البعض إنّ سوريا ستسقط، إلا أنّ سوريا صامدة ومن يريد اسقاطها عسكرياً سيفشل. فالمشهد السوري تغيّر في الاسابيع الماضية، ومن مع سوريا سيبقى معها ونحن منذ البداية قلنا إنّنا مع سوريا وسنبقى، مشيراً إلى أنّ صمود الجيش السوري في مواجهة الحملات الكبرى في مختلف المناطق يظهر أنّ اسقاط سوريا مستحيل.

ولفت نصرالله إلى أنّ طريق القدس لا تمر في جونيه، انّما في القلمون والزبداني وحمص، لانّه ان ذهبت سوريا فستضيع فلسطين، وقال: عندما نقاتل في سوريا نقاتل تحت الشمس ومن دون أن نخفي وجوهنا.

وإعتبر أنّ الحرب السعودية على اليمن من دون أهداف سياسية وهدفها الانتقام من اليمن، سائلاً: أما آن للنظام السعودي ان يدرك ان حربه على اليمن بلا افق؟ وأضاف: إنّنا نعلن إدانتنا جهاراً للعدوان الوحشي من المملكة العربية السعودية على اليمن، فنحن امام عملية انتقام في اليمن لانّ الشعب اليمني خرج عن العبودية. ونجدّد إدانتنا للتفجيرات في القطيف والدمام ونحذّر من خطورة هذا الأمر، لافتاً الى أنّ الكويت قدمت نموذجاً رائعاً بالتعامل مع التفجيرات التي وقعت، وأنّ البحرين لم يستفيد من تهديدات “داعش” بعد التفجير الذي طال المسجد في الكويت.

وفي الشأن اللبناني، أشار نصر الله إلى أنّ ما يطرحه رئيس تكتل “التغيير والإصلاح” النائب ميشال عون هو مطلب محق، وأنّه من الواضح منذ اسابيع انّ لبنان ذاهب نحو مشكلة، وقال: هناك قراءة خاطئة من قبل بعض الجهات السياسية المعنية، وحلفاء عون لم يتخلوا عنه أو عن “التيار الوطني الحر” والدليل ما حصل خلال جلسة مجلس الوزراء.

وتابع: هناك مطالب محقة لعون في موضوع الحكومة وغيرها، ونحن ندعمه. أمّا موضوع الفدرالية فله بحثه، ونحن حلفاء ونبحث بالموضوع. إنّ مشاركة “حزب الله” في التظاهرات ليست من مصلحة المطالب التي يطرحها عون، ولا عون أو أحد من حلفائه يريد اسقاط أو تعطيل الحكومة، ونريد أن تعمل الحكومة بشكل صحيح وبما يعزّز الشراكة، مشدّداً على أنّه يجب أن يبقى إنتخاب رئيس الجمهورية أولوية لدى الجميع.

وقال نصرالله: نحن لم نربط بين عمل مجلس النواب ورئاسة الجمهورية، ونؤيد إعادة فتح مجلس النواب وعودته الى عمله الطبيعي وندعو الى فتح دورة جديدة استثنائية لمجلس النواب وأن نطلق عمله، وكلنا في البلد نراهن على حكمة رئيس مجلس النواب نبيه بري، مضيفاً: إنّ الأجدى أن يذهب “التيار الوطني الحر” و”تيار المستقبل” الى حوار ثنائي ننضم إليه لاحقاً وكل القوى اللبنانية ونشرعه في المجلس النيابي والحكومة، إذ لا مجال للاقصاء والالغاء لأنّ قدر اللبنانيين الشراكة وان يعيشوا معاً وطريقهم الوحيد هو الحوار والتلاقي وعدم الرهان على المتغيرات الاقليمية والدولية.

وختم مجدّداً القول إنّنا لن نتخلى عن أيّ من حلفائنا ولا عن تحالفنا مع عون، وإنّ خياراتنا مفتوحة وكل شيء ممكن.