تعتزم شركة ” روس نفط” (التي لا تمتلك إنتاجها الخاص من الغاز المسال) تصدير كميات من الغاز إلى مصر، فقد اتفقت هذه الشركة الروسية مع شركة ” إيجاس” المصرية القابضة للغازات الطبيعية على نقل نحو 3.5 مليون طن من الغاز المسال في غضون العامين القادمين، ابتداء من نهاية العام الجاري. وفي الوقت الذي تُعَدُّ فيه هذه التجربة الأولى من نوعها بالنسبة لشركة ” روس نفط”، يرى الخبراء أن الصفقة الحالية يمكن أن تكون مفيدة لهذه الشركة، نظراً لأن مصر قد تعرض أسعاراً عالية للغاز بسبب حاجتها إليه.
ووقعّت شركة ” روس نفط” الروسية مع شركة ” إيجاس”المصرية القابضة للغازات الطبيعيةالشروط الرئيسة لعقد تصدير الغاز الطبيعي المسال إلى مصر.
وأضح خالد عبد البديع رئيس شركة “إيجاس” أن العقد يتضمن 24 شحنة من الغاز الطبيعي المسال على مدى عامين، ابتداء من الربع الأخير من هذه السنة. وإذا كان الطرفان لم يكشفا عن الحجم الدقيق لهذه الشحنات، فمن المعروف أن الناقلة العادية للغاز المسال تتسع لما يتراوح ما بين 145 ـ 155 ألف متر مكعب من الغاز المسال، ما يعادل 3.5 ـ 3.7 مليون طن.
وأشار خالد عبد البديع إلى أن العقد مع شركة “روس نفط” سوف يساعد مصر على تغطية احتياجاتها في السوق المحلية وسد الفجوة ما بين الانتاج الحالي والطلب إلى حين إطلاق مشاريع جديدة في البلاد. والمعروف أن مصر تُعدّ ثالث بلد في أفريقيا من حيث احتياطات الغاز، وتأمل السلطات في السنوات القريبة القادمة جذب نحو 35 مليار دولار من الاستثمارات الأجنبية لتنفيذ 50 مشروعاً لإنتاج النفط والغاز. والمعروف أن شركة ” BP” البريطانية تمتلك ثلث قطاع الإنتاج الضخم في مصر، علماً بأنها شريك ومساهم في شركة ” روس نفط” الروسية.
كما وقّعت شركة ” روس نفط” مع الهيئة المصرية العامة للبترول” EGPC” اتفاقية حول الشروط الرئيسة لتصدير المشتقات النفطية والغاز الهيدروكربوني المسال، وجرى الحديث حول غاز الوقود المنزلي والبنزين والمازوت ( الديزل) والغاز الهيدروكربوني المسال والبيثومين ( القار).
وجدير بالذكر أن “روس نفط” تُعد منذ بداية العام الحالي مقاولاً لدى شركة ” إيجاس”، وتشارك في جميع المناقصات على التوريدات الفورية للمشتقات النفطية والغازات الهيدروكربونية المسالة إلى مصر، وكانت هذه الشركة قد فازت بحق توريد 425 ألف طن من المشتقات النفطية بقيمة 150 مليون دولار تقريباً مع التسليم من شهر أبريل/ نيسان حتى يونيو/ حزيران من العام الحالي، ويأمل الطرفان توقيع الاتفاقيات الملزمة في كلتا الوثيقتين في الربع الثالث من العام الحالي.
إلى ذلك، يتعين على ” روس نفط” شراء الغاز الطبيعي المسال في السوق لتصديره إلى مصر، نظراً لأن الشركة لا تمتلك إنتاجها الخاص من الغاز. ففي عام 2013 وقعت الشركة اتفاقية مع شركة ExxonMobil لبناء مصنع لإنتاج الغاز الطبيعي المسال في جزيرة ساخالين الروسية بطاقة 5 ملايين طن مع إمكانية التوسيع إلى 10 ملايين طن، ومن المقرر أن يكون غاز مشروع ” ساخالين – 1″ قاعدة الموارد لهذا المصنع.
وكان من المتوقع أن يبدأ العمل في عام 2019، غير أنه لا يوجد حتى الآن تقدم في هذا المشروع. كما توقف مشروع غاز طبيعي مسال آخر لشركة ” روس نفط” بالشراكة مع ” Alltech” التي يرأسها ديميتري بوسوف في دائرة نينيتس ذات الحكم الذاتي، ففي البداية كان ذلك بسبب مشاكل الحصول على رخصة تصدير هذا الغاز، ومن ثم بسبب العقوبات.
وجدير بالذكر، أن شركة ” غازبروم” الروسية تصدّر الغاز الطبيعي المسال إلى مصر منذ ربيع هذا العام، بمعدل سبع شحنات سنوياً على مدى خمسة أعوام، كما أن المؤسسة التجارية ” Gazprom Marketing&Trading” التابعة لشركة ” غازبروم” تشتري أيضاً هذه الشحنات الغاز من الأسواق، غير أن لدى ” غاز بروم” محفظة كبيرة من الغاز الطبيعي المسال، في الوقت الذي لا توجد لدى ” روس نفط” وحدة خبرة في مثل هذه العمليات، وعلى حد قول أحد الذين حاورتهم ” روسيا ما وراء العناوين” في السوق، فإنه من المرجح أن تتعاون ” روس نفط” في عمليات الغاز الطبيعي المسال مع التجار الدوليين مثل Vitol و Trafigura.
وكانت مصر قد أعلنت في بداية شهر يوليو/ تموز الجاري عن مناقصة لاستيراد الغاز الطبيعي المسال من أجل إعادة تزويد سفينتها الثانية الناقلة للغاز خلال العامين 2015 ـ 2016، ويقول رومان كازمين من مؤسسة ” هيرين” الاستثمارية القابضة إنه من المقرر أن تنطلق الشحنات الأولى في شهر ديسمبر/ كانون الأول.
ويتوقع كازمين قائلاً إن ” البلاد بحاجة إلى توثيق عقود الغاز، ذلك أن مصر تُعد الآن واحداً من أكثر الأسواق ربحية بالنسبة لمصدري الغاز الطبيعي المسال، حيث تشتريه بمبلغ 7.5 ـ 8 دولار مقابل MBTU، ولذلك فإن ” روس نفط” يمكن أن تربح من هذه الصفقة، بغض النظر عن أنها لا تملك حقولها الخاصة من الغاز”.