IMLebanon

ردود الأقطاب اللبنانية على الإتفاق النووي!

aktab

 

 

 

جعجع: هذا حجم “حزب الله”

عون: النووي يمكن أن يؤثر على الاستحقاق الرئاسي

جنبلاط: النووي يضع المسار الاخير في نعش العرب و”سايكس بيكو”

برّي: لبنان واليمن أول المستفيدين من النووي

فرنجية: إيجابيات كثيرة للنووي

مصادر “حزب الله”: ثمن الاتفاق لن يكون رأسنا

ما توصّلت إليه الدول العظمى مع طهران من اتفاق شبه نهائي بشأن الملف النووي الإيراني الذي شغل العالم على مدى عقد ونيف، تطلّب ردودًا دولية وعربية، إضافة الى تعليقات من قبل الأقطاب اللبنانية كافة، فأوضح رئيس حزب “القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع ان الاتفاق النووي سيؤدي الى تجميد مرحلي للبرنامج العسكري النووي الايراني في انتظار المستجدات، وقال: “لا أعتقد أنّ هذا الاتفاق سيلقي بثقله إيجابًا على الحوادث في الشرق الاوسط، بل ربما يُصعّب بعضها لأنّ إيران ستكون في وضع أكثر ارتياحًا، وإمكانياتها ستكون أكبر للتدخل في قضايا المنطقة”.

وردًا على سؤال لصحيفة “السفير” عمّا إذا كان الاتفاق سيعزز موقع “حزب الله” في المعادلة الداخلية، أجاب جعجع: “ليس بالضرورة، وحتى لو حصل على إمكانيات أكبر، فهذا هو حجمه الأقصى في لبنان، لأنّ هناك عوامل أخرى في لبنان، لا يمكن للحزب أن يتخطاها، وفي طليعتها طبيعة التركيبة اللبنانية”.

وأشار الى انه لم يراهن لا سلبا ولا إيجابا على حدوث الاتفاق النووي، معتبرًا أنه في كل الحالات يبقى الاتفاق نوويًا، ولا صلة له بالازمات الاخرى، ولم يستبعد أن يصب الاتفاق النووي الزيت على نار بعض أزمات الشرق الاوسط.

أمّا رئيس تكتل “التغيير والإصلاح” العماد ميشال عون، فاعتبر في حديث لصحيفة “السفير” أنّ التفاهم النووي يمكن أن يؤثر على الاستحقاق الرئاسي، مشددًا في الوقت ذاته على أنّ هناك ثابتة لديه لا تتأثر بأي تحولات، وهي استعادة حقوق المسيحيين التي يحاول البعض شخصنتها أو وضعها في إطار طائفي، لتشويه صورة من يطالب بها، في حين انها في جوهرها حقوق وطنية، إذ ان الرئيس القوي يفيد كل لبنان، وقانون الانتخاب العادل ينصف كل اللبنانيين، ثم أنّ الاستقرار والتوازن الداخليين لا يمكن أن يستقيما من دون أن تكون هناك عدالة في توزيع السلطة بين كل المكونات.

وذكرت صحيفة “السفير” أنّ ما إن قيل لرئيس حزب “اللقاء الديمقراطي” النائب وليد جنبلاط “مبروك الاتفاق النووي”، حتى سارع الى التعليق مبتسما: “باركوا للسيد حسن نصرالله…”.

وقال جنبلاط لـ”السفير” إنّ الاتفاق النووي يضع المسار الاخير في نعش العالم العربي وفي نعش اتفاق “سايكس بيكو”. وأضاف: “إنّ مصالح الدول الكبرى التي صنعت هذا الاتفاق أقوى للأسف ممّا تبقى من عرب”.

رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي بَدا أمام زواره مرتاحاً الى توقيع الاتفاق النووي، مُستشهداً بردود الافعال الايجابية التي صدرت عن زعماء العالم، ومن بينهم الرئيس الروسي، باعتبار هذا الاتفاق يشكّل انفراجاً دولياً. وقال إنّ المعلومات الصادرة عن الدول المعنية تشير الى أنّ آلية تنفيذ الاتفاق قد تستغرق بعض الوقت، لكنّ قضايا المنطقة المطروحة ستتحرك وقد لا تنتظر هذا التنفيذ.

وأضاف: “إنّ لبنان واليمن هما أوّل من يجب ان يستفيد من هذا الانفراج الدولي الذي يشكّله الاتفاق، الّا انّ تلك الاستفادة لن تحصل بين يوم وآخر، لكنها لن تتأخر طويلاً”. وتابع: “إنّ ايران خرجت من هذا الاتفاق شريكاً كبيراً للمجتمع الدولي إذ حققت مكسباً ديبلوماسياً واضحاً، وأصبحت فيه شريكاً دولياً فعلياً من خلال التفاوض بينها وبين ست قوى دولية كبرى وانّ التعادل في هذه الحال يعني الفوز”.

ورأى أنّ “من مفاعيل توقيع الاتفاق انّ ايران ستكون شريكة في الحرب على الارهاب لأنّ الاتفاق يساهم في تكوين شراكة إقليمية ودولية ضد الارهاب، خصوصاً انّ ايران هي من الدول التي تقاتل الارهاب على الارض، فضلاً عن انّ لبنان وسوريا والعراق كدول يقاتلونه أيضًا”.

وتوقع رئيس “تيار المردة” النائب سليمان فرنجية ان يترك الاتفاق التاريخي انعكاسات إيجابية على لبنان والمنطقة، وقال لصحيفة “السفير” إنّ الازمة المستعصية في لبنان هي جزء من الواقع الاقليمي المتأزم، وعندما تحصل حلحلة في العقدة الاقليمية، فلا بد من أن تكون الآثار إيجابية علينا.

وأعرب عن اعتقاده أنّ أصحاب الرهانات سيصبحون أكثر عقلانية، وربما كان البعض في المنطقة يحتاج الى ضمانات وتطمينات معينة، لكن في النهاية، الجميع سيمشي، لأنه لن يكون سهلا على أحد مواجهة قوة الدفع المترتبة على هذا الاتفاق.

وعن تصوره لكيفية تأثر الاستحقاق الرئاسي بالتطور المستجد، أشار فرنجية الى انه متفائل ببداية حل، تضع لبنان على السكة الصحيحة، من دون أن يعني ذلك انه لن تكون هناك مراحل صعبة، إلا أنّ القدرة على تخطيها باتت أكبر من قبل.

وعمّا إذا كانت التسوية النووية تُحتّم الإتيان برئيس وسطي، قال: “في مرحلة الصراعات الحادة، كان يؤتى لنا برئيس توافقي، على قاعدة أنّ الاطراف الخارجية والداخلية متنازعة ولا تستطيع أن تتفاهم بعضها مع بعض، ونحن رفضنا أن يُفرض علينا مجددا رئيس لا لون له، ولو كان القبول به واردا لكان قد مرّ منذ فترة”.

من جهتها، أشارت مصادر في “حزب الله” في حديث لصحيفة “الجمهورية” أنّ الحزب المسرور بتوقيع الاتفاق النووي، باعتبار أنّه جزءا من محور المقاومة، وايران تشكّل في نظره رأس حربة في مشروع المقاومة. وأضافت: “إنّ حزب الله إذ لا يخفي أنّ ايران تشكّل عامل قوة له وللمقاومة، فإنّه يؤكد أنّه لن يتخلى عن ايران ولا إيران ستتخلى عنه. وهو يسخر ممّن سيعتقدون لوهلة أنّ ثمن الاتفاق النووي سيكون رأسه، فمثل هذا الكلام سخيف وهزيل لا طعم له ولا مكان له أساسًا”.