IMLebanon

الأردن يعلّق آمالاً على “الخليجيين” لإنعاش السياحة بالعيد

JordanTourism

توقع وزير السياحة والآثار الأردني، نايف الفايز، في تصريحات خاصة لـ”العربي الجديد”، انتعاش القطاع السياحي في بلاده خلال عيد الفطر والفترة التي تليه، خاصة مع توجه أعداد كبيرة من السياح العرب، ولا سيما الخليجيين، إلى الأردن، على اعتبار أنه الوجهة الأقرب والأكثر استقراراً في ظل الاضطرابات التي تشهدها دول كانت تجذب السياح في المنطقة، مثل العراق وسورية. وقال الفايز، إن المؤشرات الأولية المتاحة حالياً، تؤكد أن السياحة العربية للأردن ستشهد ارتفاعاً واضحاً خلال عيد الفطر، حيث إن الحجوزات التي تمت حتى الآن في الفنادق والمنتجعات، خاصة في مناطق العقبة والبحر الميت والبتراء، تعكس قراءات إيجابية. ولم يحدد الوزير نسبة الزيادة المتوقعة من السياح، وقال إن ذلك سيتضح خلال العيد والأيام التي تليه، حيث ستشهد قدوما أكبر للسياح. وكان الفايز قد تفقد، قبل أيام، معبر حدود العمري الذي تأتي من خلاله السياحة الخليجية للأردن، في إطار الاستعدادات لاستقبال السياح.

جهود ترويجية

وأضاف الفايز أن وزارة السياحة والجهات المعنية بدأت بجهود كبيرة لترويج المنتجات السياحية في الأردن. مشيراً إلى تصاعد المنافسة الشديدة التي تواجه السياحة في البلاد من قبل دول أخرى في المنطقة وعلى مستوى العالم. وأوضح الفايز، أن الأردن ليس الوجهة الوحيدة للسياحة في المنطقة، ولكنه الأقرب إلى السياح، وخاصة الخليجيين، في الوقت الذي تعاني فيه بلدان مجاورة مثل سورية والعراق من اضطرابات. وأكد وزير السياحة الأردني، أن هناك العديد من الفرص المتاحة أمام بلاده لتعظيم الاستفادة من المكونات السياحية التي يمتلكها، خاصة بعد إدراج مغطس السيد المسيح عليه السلام على لائحة التراث العالمي، إلا أن ذلك يتطلب الاستفادة من هذه الإنجازات وتوظيفها لخدمة الأردن.

وعلى الصعيد الداخلي قال الفايز، إن وزارته أطلقت حملة محلية لتشجيع السياحة الداخلية، خاصة إلى مدنية البتراء إحدى عجائب الدنيا السبع الجديدة.

السياح الخليجيون

وحسب إحصائيات حكومية، شهد الأردن ارتفاعاً ملحوظاً في أعداد السياح الخليجيين خلال عيد الفطر في العام الماضي بنسبة بلغت 16%، مقارنة مع الفترة ذاتها في عام 2013، وبعدد زوار بلغ 55 ألفاً. وتصدرت السعودية أعلى نسبة زوار من بين الدول الخليجية بنحو 43 ألف زائر بنسبة ارتفاع 10%، خلال عيد الفطر في العام الماضي، مقارنة بالعام قبل الماضي. وقال البنك المركزي الأردني، في تقرير سابق، إن الدخل السياحي المتحقق للأردن خلال الثلث الأول من العام الحالي بلغ حوالى 1.24 مليار دولار، متراجعا بنسبة 14.8% بالمقارنة مع ذات الفترة من العام الماضي. وبلغ دخل قطاع السياحة الأردني، العام الماضي، 4.4 مليارات دولار، في حين بلغ عدد الزوار 5.5 ملايين شخص. وأكد مجلس الوزراء الأردني أخيرا دعم الحكومة لقطاع السياحة، لمساعدته في تجاوز الآثار السلبية التي فرضتها الظروف الإقليمية التي تمثلت في انخفاض أعداد السياح القادمين للأردن.

وكانت الحكومة اتخذت مجموعة من الإجراءات لدعم قطاع السياحة، مثل تخفيض تعرفة الكهرباء على الفنادق، وإلغاء تأشيرة دخول السياح من جميع الجنسيات القادمين عن طريق المكاتب الأردنية، وإلغاء رسوم تأشيرة الدخول للسائح الذي يشتري التذكرة الموحدة للمواقع السياحية، على ألا تقل إقامته عن 3 ليال متتالية. كما تم تخفيض رسوم التأشيرة للقادمين عبر المعابر البرية من 56 دولارا إلى 14 دولارا، وإلغاء الضريبة الخاصة على تذاكر الطيران المنتظم إلى كل من العقبة وعمان للسائح الذي يقوم بشراء التذكرة الموحدة للمواقع السياحية، ولا تقل إقامته عن 3 ليال متتالية.

عودة المغتربين

من جانبه، قال الخبير في قطاع السياحة يوسف بكر، لـ”العربي الجديد”، إن فترة الأعياد تعتبر من المواسم الجيدة للسياحة الأردنية، حيث تشهد عادة عودة أعداد كبيرة من المغتربين الأردنيين العاملين في الخارج إلى بلدهم لقضاء فترة العيد بين أهلهم، ما يساهم في رفع الإنفاق، خاصة على السلع الأساسية والمطاعم وغيرها.

وأضاف أن هناك حركة نقل جوي نشطة كثيفة بين الأردن ودول الخليج في هذه الفترة، وأن جزءاً كبيراً منها يقل المغتربين الأردنيين في هذه الدول، حيث إن كافة الرحلات القادمة من الخليج مشغولة مقاعدها بالكامل، ولا يمكن تأمين الحجوزات بسهولة خلال هذه الفترة. وبسبب حركة النقل الجوي النشطة، فقد دشنت شركة الخطوط الجوية الأردنية، الناقل الرسمي للبلاد، خطوطاً جوية جديدة على وجهات عربية، من بينها المدينة المنورة وتبوك في السعودية، ومدينة النجف العراقية، ضمن رحلات منتظمة. وأوضح بكر أن نسبة الحجوزات في الفنادق والمرافق السياحية في مدينة العقبة البحرية جنوب الأردن قد وصلت إلى 100%، حيث تحولت أعداد كبيرة من السياح الخليجيين إلى هذا المنتجع بسبب الأوضاع الأمنية في مصر، وتحديدا في شرم الشيخ وطابا. وأضاف بكر أن السياحة العربية، وبالذات الخليجية، تعتبر أحد العناصر التي يعتمد عليها الأردن، حيث إنه وبحكم الظروف التي تمر بها دول مجاورة فقد بات الأردن مقصدا للسياح العرب. مشيرا إلى أن الإجراءات التي اتخذتها الحكومة مؤخرا تساعد في تحفيز السياح الخليجيين. وأكد أهمية رفع الجاهزية عند المعابر الحدودية، خاصة مع السعودية، التي تشكل المعبر الأساسي لزوار الأردن من دول الخليج، وكذلك عودة آلاف المغتربين الأردنيين في هذه الفترة. وأشار بكر إلى الآثار التي لحقت بقطاع السياحة الأردني بسبب صعوبة الأوضاع الأمنية في المنطقة، حيث تراجعت السياحة الأجنبية للأردن، لأن السائح الأجنبي ينظر بشمولية إلى المنطقة، الأمر الذي يتطلب مضاعفة جهود الترويج، وتسليط الضوء أكثر على الجاذبية السياحية للبلد ومواقعه السياحية المتميزة. وأكد أهمية البناء على الإنجاز الذي تحقق، بإدراج موقع غطاس السيد المسيح عليه السلام على لائحة التراث العالمي من خلال عمليات الترويج، وتوفير البنى التحتية والمرافق السياحية اللازمة في الموقع. وطالب بكر الفنادق والمنشآت السياحية الأردنية بالعمل على تحفيز السياحة الداخلية، خاصة مع تراجع أعداد السياح الأردنيين للخارج، وذلك من خلال تقديم خصومات وتخفيضات على خدماتها. وأكد على أهمية العمل على أساس ديمومة الانتعاش السياحي الذي يشهده الأردن انطلاقاً من الطفرة المتوقعة خلال الموسم الجاري.