كشفت مصادر دبلوماسية مطلعة أن السفير الأميركي ديفيد هيل سيغادر بيروت خلال ايام متوجها الى واشنطن في اجازة يتبلغ خلالها مجددا امام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ للحصول على نتيجة المقابلة التي اجراها في زيارته الاخيرة الى بلاده لقبول تعيينه سفيرا في باكستان، على ان يعود الى بيروت ويغادرها نهائيا في ايلول المقبل للالتحاق بمركز عمله الجديد.
المصادر، وفي حديث لـ”المركزية”، أشارت الى ان الرئيس الاميركي باراك اوباما لم يوقع حتى الان مرسوم تعيين نائب مساعدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى اليزابيت ريتشارد سفيرة في بيروت ويتريث في الخطوة من دون تحديد الاسباب، علما ان اوباما كان اقترح تعيين السفير لاري سيلفرمان الذي عين سفيرا في سوريا اثر استقالة روبرت فورد في شباط عام 2014، الا ان الاخير اعتذر لدواع صحية.
ولفتت الى ان ريتشارد تعتبر من الدبلوماسيين العريقين والمحنكين في وزارة الخارجية ومكتب الشرق الأدنى، واليد اليمنى لمساعدة وزير الخارجية آن باترسون كونها عملت معها في باكستان، ومقربة جدا من الوزير جون كيري. وتشرف ريتشارد حاليا على المساعدات الخارجية لمنطقة الشرق الأدنى وعلى موازنة قدرها سبعة مليارات دولار بينها ٧٠ مليوناً سنوياً للجيش اللبناني والقوى الأمنية، بما يؤشر الى ان اختيارها سفيرة في لبنان يعكس الاهتمام الاميركي بالملف الامني في شكل خاص، لا سيما انها كانت عملت في مناطق ساخنة اقليمياً وفي ظل ادارات جمهورية وديموقراطية، اذ انها تولت منصب نائب القنصل العام في السفارة الأميركية في اليمن بين٢٠١٠ و٢٠١٣ وادارت قبل ذلك ملف تنسيق المساعدات الامنية ومحاربة “القاعدة” في منطقة وزيرستان الحدودية بين باكستان وأفغانستان في السفارة الأميركية في باكستان.
واعتبرت المصادر ان سجل ريتشارد يؤهلها للعب دور بالغ الاهمية في لبنان في المرحلة المقبلة، لما لها من خبرة طويلة في المجالين الامني- الدفاعي والدبلوماسي.
واذ نفت المصادر علمها باسباب تأخير توقيع اعتماد ريتشارد، توقعت أن يتم تحويل الملف الى الكونغرس في وقت غير بعيد لعقد جلسة استماع ومن ثم التصويت على تعيينها في لجنة العلاقات الخارجية لمجلس الشيوخ.
واكدت المصادر ان لا مبادرة رئاسية لدى المسؤولين الاميركيين وهم يعتبرون انهم ادوا قسطهم من الجهود في محاولة تغيير الامر الواقع المتحكم بالملف على المستوى الداخلي، من دون ان يتمكنوا من اقناع فريق “العرقلة” بالتخلي عن هذا الدور وافساح المجال امام انتخاب رئيس للبلاد، الا انهم في المقابل، يركزون اهتمامهم على الملف الامني ويؤكدون ان الفراغ في قيادة الجيش ممنوع في هذه المرحلة الخطيرة والحساسة التي تتطلب صون الاستقرار على الساحة الداخلية ومنع تعريضه للاهتزاز، وتبعا لذلك.
وتوقعت المصادر ان ينتهي الكباش الداخلي على القيادة الى التمديد للعماد جان قهوجي لفترة غير قصيرة وكذلك بالنسبة الى رئيس الاركان اللواء وليد سلمان، مشددة على ان ارتياح الادارة الاميركية لأداء المؤسسة العسكرية بقيادتها الحالية انعكس دعما عسكريا من خلال برنامج المساعدات الذي تقدمه للجيش على دفعات، كاشفة ان المؤسسة قد تتسلم قريبا من ضمن هذا البرنامج عددا من المروحيات، قبل ان يبدأ امدادها بالسلاح النوعي في اطار هبة المليار دولار السعودية التي خصص منها مبلغ 500 مليون دولار لشراء اسلحة من الولايات المتحدة يرتقب ان تبدأ بالوصول اعتبارا من منتصف العام المقبل.
